حذرت جامعة الدول العربية، الاثنين، من تفاقم معاناة الشعب السوداني وصعوبة نجاح التفاوض بين الأطراف السودانية، ما لم تتحقق الشروط اللازمة لوقف إطلاق نار شامل ومستدام في البلاد.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيط، أمام المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس: «من دون نجاح للمساعي الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الشروط السياسية والعسكرية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل، سيظل إنشاء منبر تفاوضي ناجح بين الأطراف السياسية أملاً صعب المنال».
وأضاف أنه من دون تحقيق ذلك أيضاً، «ستتعمق معاناة الشعب السوداني، وسيدخل السودان نفقاً سبقته إليه دول أخرى علت فيها مصالح أمراء الحرب وانتماءاتهم الجهوية والإثنية والقبلية على حساب الانتماء للدولة والمواطنة الرشيدة، لتصبح ساحة جذب لكل فكر متطرف أو أنشطة خارج القانون».
وأشار الأمين العام المساعد إلى أن الجامعة العربية أكدت في جميع قراراتها، ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية والحيلولة دون انهيارها أو المساس بسلامة وسيادة السودان، ودعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام، وتحقيق الاستجابة الإنسانية الفورية.
كما شددت الجامعة على «ضرورة عقد مسار سياسي سوداني شامل، بقيادة سودانية، دون تجاهل أهمية استصحاب الدولة السودانية في أي مبادرات يجري إطلاقها»، فضلاً عن تطوير وتسريع التعاون التجاري بين الجامعة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لعلاج الأزمة، بحسب زكي.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد توتر على مدى أسابيع، إثر خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في الجيش، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.