السيسي مُطمئن لـ«استقرار» مصر مع وجود «خطة لتجاوز الأزمات»

وجه الحكومة بـ«التدخل لإحداث توازن في الأسواق»

السيسي في اجتماع سابق مع عدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
السيسي في اجتماع سابق مع عدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي مُطمئن لـ«استقرار» مصر مع وجود «خطة لتجاوز الأزمات»

السيسي في اجتماع سابق مع عدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
السيسي في اجتماع سابق مع عدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)

أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اطمئنانه بـ«استقرار الأمور الداخلية» في بلاده، مؤكداً، الخميس، أنها كذلك في «طريقها إلى التحسن»، في ظل وجود «خطة مدروسة لتجاوز الأزمات وإحداث استقرار في أسعار السلع».

ومنذ أشهر تعاني مصر من أزمة حادة في ظل تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، مع تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار، ونقص العملة الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع مستويات الاقتراض الخارجي. لكن «تدفقات دولارية» ضخمة حصلت عليها مصر مؤخراً، بما في ذلك اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، واستثمارات عربية، أسهمت في توفير العملة الصعبة.

وشهد سعر الدولار تراجعاً جديداً خلال تعاملات البنوك الحكومية والخاصة العاملة في مصر، الخميس، ليصل إلى أقل من 47 جنيهاً داخل عدد من البنوك لأول مرة منذ قرار المركزي بتحرير سعر صرف العملة وفقاً للعرض والطلب، مطلع مارس (آذار).

وبينما شدد السيسي، خلال فعاليات حفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، على التزام الدولة بـ«دعم الاقتصاد الحر»، قال إنها «ستتدخل حال عدم حدوث توازن في الأسواق، خاصة أن الأزمة تم تجاوزها الآن، وأن الدولة قادرة على تدبير الأموال والسلع المطلوبة، ومن ثم بيعها في الأسواق لإحداث التوازن المطلوب».

وأضاف: «الحكومة في الماضي تراجعت عن هذا الدور، وأسندت المهمة للقطاع الخاص، لكنها لن تتردد في العودة للقيام بهذا الدور مرة أخرى».

وشدد السيسي على «أهمية تماسك الجبهة الداخلية وتكاتف مؤسسات الدولة والإعلام والمفكرين والمثقفين والمساجد والكنائس والأسر، وتوعية المواطنين بالأحداث المحيطة». واستدرك: «لا يتعين علينا أن نقلق فنحن بخير».

وحذر الرئيس المصري من تكرار الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب أحداث «25 يناير (كانون الثاني)» عام 2011، قائلاً: «لا نخاف مما يحدث في الخارج، ونراعي الله في كل ما نفعل، وأعيننا دائماً على الداخل، وعلى أولادنا الصغار الذين لم يمروا بتجربة 2011، من أجل توعيتهم بضرورة الحفاظ على الوطن».

وأكد السيسي أن المرأة المصرية محور أساسي للأمن والاستقرار، كاشفاً عن خطة مصرية لتجاوز الأوضاع الصعبة والأمور ستصبح أفضل خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن «المرأة المصرية مصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه، وهي الشريك المعطاء التي أنجبت وربّت، وكانت ملهمة وحملت هموم الوطن وقضاياه على عاتقها، مقدمة الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وسلامته».

ووجه السيسي بتخصيص 10 مليارات جنيه مصري لصندوقي «تأمين الأسرة» و«كبار السن» بواقع 5 مليارات لكل صندوق. وقال إن «الدولة لن تدخر جهداً لدعم هذه الصناديق»، مؤكداً أن تعظيم موارد هذه الصناديق والحفاظ على أصولها أمر ضروري للغاية.

ووجه السيسي بمراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين في الاستفادة من الخدمات المصرفية، دون تمييز، وتنمية اقتصاد الرعاية بوصفه مجالاً متاحاً لعمل المرأة، لافتاً إلى أن ذلك يوفر فرص عمل جديدة للمرأة المصرية، ويسمح بتحقيق التوازن بين دورها الإنتاجي والاجتماعي.

كما وجه الرئيس المصري بتشجيع الاقتصاد الرقمي باعتباره يشكل قيمة مضافة في الاقتصاد القومي، ويستوعب أنماطاً مختلفة من العمالة المعطلة، مؤكداً الالتزام بتعزيز مكانة المرأة المصرية مما يعكس قيمتها وحجم التضحيات التي قدمتها بكل تجرد.


مقالات ذات صلة

السيسي: القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا

شمال افريقيا السيسي مستقبلاً عباس في القاهرة 8 يناير (كانون الثاني) 2024 (إ.ب.أ)

السيسي: القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن «القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا»، معرباً عن «تضامن مصر الثابت مع الفلسطينيين في ظل الأزمات المتلاحقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)

الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس عبد الفتاح السيسي  ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا قبل اجتماع في ريو دي جانيرو (ا.ف.ب)

مصر والبرازيل لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقع مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، بياناً مشتركاً بشأن ترقية…

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)

الجيش الأميركي يعلن تصديه لهجمات حوثية على مدمرتين في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يعلن تصديه لهجمات حوثية على مدمرتين في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين التابعتين للبحرية «يو إس إس ستوكديل» (دي دي جي 106) و«يو إس إس أوكين» (دي دي جي 77) نجحتا في إحباط هجوم بمجموعة من الأسلحة أطلقها الحوثيون أثناء عبورهما خليج عدن بين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) والأول من ديسمبر (كانون الأول).

ووفقا للبيان الذي ورد على الموقع الرسمي للقيادة المركزية الأميركية فإن «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية مملوكة ومدارة ومسجلة تحت العلم الأميركي. ولم تسفر الهجمات الطائشة عن أي إصابات أو أضرار لأي من السفن، سواء المدنية أو التابعة للبحرية الأميركية». وأضاف البيان أن «المدمرتين تمكنتا من التعامل بنجاح مع ثلاثة صواريخ

باليستية مضادة للسفن، وثلاث مسيرات انتحارية، وصاروخ كروز مضاد للسفن، ما ضمن سلامة السفن وأفراد طواقمها وكذلك السفن المدنية وطواقمها».

وكانت جماعة الحوثي اليمنية أعلنت، يوم الأحد، استهداف مدمرة أميركية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي في

«عملية عسكرية نوعية». ونقلت قناة المسيرة التابعة للجماعة عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع قوله «إنه تم تنفيذ عملية استهدفت مدمرة أميركية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي»، مشيرا إلى السفن بأنها «ستينا إمبيكابل» و«مايرسك ساراتوغا» و«ليبرتي غريس»، ولكنه لم يذكر اسم المدمرة المستهدفة.

وأوضح سريع أنه تم تنفيذ العملية باستخدام 16 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة في البحر العربي وخليج عدن، وأن الإصابات كانت دقيقة ومباشرة. وشدد سريع على أن الجماعة لن توقف عملياتها إلا بوقف العدوان ورفع

الحصار عن قطاع غزة. وقال «سنواصل تنفيذ العمليات العسكرية بوتيرة متصاعدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية».

وفي وقت سابق من يوم الأحد، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ نحو إسرائيل، مؤكدين أنه أصاب «هدفا حيويا» في منطقة يافا، فيما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي اعترض ودمر الصاروخ الذي أطلق من شمال اليمن، صباح الأحد.