في الوقت الذي تطلق فيه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم (الثلاثاء) نداءها الرمضاني السنوي، الذي يدعو الجهات المانحة إلى توفير لقمة على مائدة المحتاجين خلال شهر رمضان، أكدت المفوضية نمو العمل الخيري الإسلامي وسط عدد قياسي لحالات الطوارئ ونقص التمويل.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «على الرغم من أن شهر رمضان يتميز عادة بكونه وقتاً للبهجة والعرفان والعائلة، ووقتاً تجتمع فيه الأسر حول موائد الإفطار، فإن تصاعد حدة العنف حول العالم، حرم عائلات لا حصر لها من لحظات مثل هذه».
وتابع غراندي: «أفكّر بملايين اللاجئين السودانيين، الذين هم مجبرون على قضاء شهر رمضان بعيداً عن ديارهم، وبأولئك النازحين في اليمن، وبالمحنة التي لا تزال تخيم على كل من اللاجئين السوريين والأفغان والروهينغا وغيرهم».
"في شهر رمضان، أتمنى أن يكون لقوتنا الجماعية صدىً يغلب اليأس الذي يسعى لإسكات الأمل."كلمة المفوض السامي لشؤون اللاجئين @FilippoGrandi بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.#رمضان_كريم pic.twitter.com/SC0ZvxdyOJ
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) March 11, 2024
جاء ذلك في تقرير المفوضية السامية للاجئين السنوي، الذي أصدرته صباح الثلاثاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة خاصة منه، حيث ينتهي شهر الصوم في منتصف أبريل (نيسان)، أي قبيل حلول الذكرى السنوية الأولى للصراع في السودان، الذي أدى إلى نزوح أكثر من 8 ملايين شخص، وفرار أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد المجاورة، في حين تضاعف فيها عدد اللاجئين منذ اندلاع الصراع.
ووفق البيان، فإن الدعم المقدم من برنامج «صدقة جارية» التابع للمفوضية، أسهم بتركيب نقاط للمياه في مخيمات اللاجئين المبنية حديثاً، ما وضع حداً للرحلات الطويلة للحصول على المياه، والمساعدة على الحفاظ على سلامة اللاجئين، خصوصاً النساء والفتيات منهم.
ورحّبت المفوضية بالدعم الذي يأتي من جميع الأديان، وكذلك المقدم من العمل الخيري الإسلامي ومن جميع المساهمات المرتكزة على الدين، التي تهدف إلى مساعدة اللاجئين الأشد ضعفاً، وغيرهم من المحتاجين إلى الحماية.
ووفقاً للتقرير، فإنه تم في عام 2023 جمع مبلغ قياسي قدره 46 مليون دولار من خلال العمل الخيري الإسلامي، وذلك لصالح نحو مليوني لاجئ ونازح داخلياً في 23 دولة، أي بزيادة قدرها 20 في المائة تقريباً على عام 2022. وتم تلقي التبرعات خلال عام شهد عدداً قياسياً من حالات الطوارئ.
وفي العام نفسه، فإن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حصلت على التمويل اللازم لتغطية أقل من 50 في المائة من ميزانيتها العالمية، ما يعطي المساهمات أهمية أكثر من أي وقت مضى، بينما تعدّ الزكاة من الفرائض التي تتوجب على المسلمين، التي يجب تقديمها لمَن يستحقونها؛ مثل الفقراء والمساكين والغارمين وأبناء السبيل.
ومن بين الدول التي تحصل على أكبر قدر من الدعم من خلال مساهمات الزكاة والصدقات، كل من لبنان، وهو البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان، وسوريا، حيث أجبرت الأزمة فيها أكثر من 12 مليون شخص على الفرار من منازلهم، مما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، فاليمن، الذي يعاني من واحدة من الأزمات الإنسانية الأكثر حدة في العالم.
وفي ظل نحو 50 في المائة من اللاجئين يتحدرون من البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فإن المفوضية، مع المنظمات الإسلامية، عملت على تطوير أدوات محددة للجهات المانحة بهدف دعم اللاجئين من البلدان الإسلامية، بما في ذلك صندوق الزكاة للاجئين.
يتزامن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع مرور 13 عاماً على بداية الأزمة في سوريا، حيث لا يزال أكثر من 7.2 مليون سوري في عداد النازحين داخل البلاد، بينما تستضيف 5 دول مجاورة أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري.