شهد كثير من المؤسسات اليمنية في المناطق اليمنية المحررة إقامة فعاليات احتفائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسط تشديد رئاسي وحكومي على تمكين النساء ومشاركتهن في صنع القرار واستعادة مؤسسات الدولة.
جاء ذلك في وقت أفادت فيه تقارير محلية ودولية باشتداد القيود على النساء اليمنيات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، ولا سيما ما يتعلق بقيود التنقل والسفر والعمل والحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم.
وبهذه المناسبة، هنأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي النساء في بلاده، حيث رفع العالم في هذا العام شعار «الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم، والتنمية».
وقال العليمي، في تدوينة على منصة «إكس»، إن النساء في بلاده «أثبتن حضورهن الفاعل في مختلف المراحل، بما في ذلك مقاومة ظروف الحرب القاهرة، وحماية هوية البلد، ونسيجه الاجتماعي، ومستقبل أجياله المتعاقبة».
وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني التزام المجلس والحكومة، والسلطات المحلية، بمواصلة العمل من أجل تحسين الظروف المعيشية للأسرة اليمنية، وتمكين المرأة من حقوقها الأصيلة، ومشاركتها البناءة في صنع القرار واستعادة مؤسسات الدولة، والسلام والتنمية.
التزام حكومي
في حفل أقيم في عدن، حيا رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك النساء في بلاده، وخص منهن أمهات الضحايا وأمهات المختطفين والأسرى في سجون الحوثيين، والنساء في مخيمات النزوح.
وأعلن بن مبارك في احتفالية أقامتها اللجنة الوطنية للمرأة، بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة في اليمن، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الثامن تحت شعار «الاستثمار في النساء لتسريع التقدم والتنمية»، التزام حكومته بإزالة العوائق التي لا تزال تواجه النساء وتمكينهن من المشاركة الفاعلة في مجالات الحياة كافة.
وقال إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام تحت شعار «الاستثمار في النساء لتسريع التقدم والتنمية» هو تذكير بأن جميع النساء من مختلف الأعمار والفئات، في الريف وفي المدن، لهن دور مهم في بناء المجتمع وتحقيق السلام والاستقرار.
وأكد أن حكومته تعطي اهتماماً كبيراً في تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، والاهتمام بالتعليم، ولا سيما الفئات الفقيرة والمهمشة في المناطق النائية والفقيرة، لتفعيل دورهن في مكافحة الفقر وتحسين الوضع الاقتصادي.
ووعد رئيس الوزراء اليمني أن حكومته «ستضع ضمن أولوياتها تشجيع تعليم الفتيات في كافة المراحل الدراسية والجامعية للنهوض بمستوى مشاركتهن الاجتماعية والسياسية، ومشاركتهن في القطاع الخاص».
ووجّه الوزارات المعنية بالعمل الجاد على وضع السياسات الملائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحسب الإمكانات المتاحة وتوجيه دعم المنظمات الدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية وخدمات الرعاية والحماية للأطفال وكبار السن، للمساهمة في تخفيف العبء الذي تتعرض له أغلب النساء، ما يعيق مشاركتهن في برامج التأهيل والتمكين وبرامج وخطط التنمية الاقتصادية وتنشيط القطاع الخاص.
إدماج المرأة
أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك أن حكومته «ستعمل على استكمال دمج المرأة في عملية التنمية المستدامة وتوجيه الدعم من قبل المجتمع الدولي لتوفير الفرص ووضع استراتيجيات طويلة الأمد لدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة وبناء القدرات المؤسساتية للحكومة لتقوم بمسؤولياتها بتوفير الاحتياجات الأساسية التي تعيق بشكل غير مباشر المشاركة الفاعلة للمرأة في عملية التنمية».
وتطرق إلى التحديات التي تواجه حكومته مع إصرار الحوثيين على استخدام الاقتصاد كأداة الحرب ومنع تصدير النفط وممارسة حرب التجويع ضد الشعب، مؤكداً أن أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي محاربة الفساد وإعلاء قيم المساءلة والشفافية.
إلى ذلك، أقام كثير من المؤسسات اليمنية في المحافظات المحررة فعاليات للاحتفاء بالمناسبة، حيث كرّمت شركة مصافي عدن الموظفات والعاملات المبرزات في الشركة، كما كرّمت السلطة المحلية في محافظة مأرب 43 امرأة من النساء البارزات في مختلف ميادين العمل والإنتاج.
في السياق نفسه، كرّم وزير العدل اليمني القاضي بدر العارضة عدداً من الموظفات المتميزات بديوان عام الوزارة، وأكد أهمية تمكين المرأة في المواقع القيادية.
في غضون ذلك، استعرض فريق حقوقي، على هامش انعقاد الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية، مع سكرتارية فريق الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي، حالات الإخفاء القسري، والاعتقال التعسفي في اليمن منذ انقلاب الحوثيين.
وأشار الفريق الحقوقي إلى قضية انتصار الحمادي، وطبيعة مهنتها كعارضة أزياء وفنانة، وكيف تمت إجراءات اختطافها من نقطة تفتيش حوثية وتلفيق التهم الظالمة لها وصدور قرار بسجنها 5 سنوات.