الحوثيون يتبنون هجمات جديدة ضد سفن شحن رغم الضربات الغربية

واشنطن تدمر زورقين مفخخين والجماعة تتعهد باستمرار التصعيد

مدمرة أميركية  في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنون هجمات جديدة ضد سفن شحن رغم الضربات الغربية

مدمرة أميركية  في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية الموالية لإيران في اليمن، الثلاثاء، هجوماً جديداً ضد سفينتي شحن رغم الضربات الأميركية والبريطانية الرامية إلى تحجيم تهديد الجماعة للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، على خلفية مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة ضد إسرائيل.

وإذ تجاوزت الهجمات الحوثية نحو 42 هجوماً منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أفادت القيادة المركزية الأميركية بتدمير زورقين مفخخين كانا يشكلان خطراً وشيكاً على السفن، بالتزامن مع تأكيد هيئة بريطانية وقوع هجوم جديد ضن إحدى السفن في خليج عدن.

مقاتلة تايفون بريطانية شاركت في الضربات على مواقع الحوثيين في اليمن (رويترز)

هذه التطورات جاءت في وقت شدد فيه مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الثلاثاء، على عمل الحكومة بكامل أعضائها من الداخل، غداة تعيين رئيس جديد لها، وهو وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلفاً لمعين عبد الملك، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وتهديدات حوثية للمناطق المحررة.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، بأن قواتها نفذت في 5 فبراير (شباط) في حوالي الساعة 3:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)، ضربة دفاعاً عن النفس ضد قاربين حوثيين مفخخين.

وبحسب البيان الأميركي، حددت القوات الزورقين المفخخين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة، وقال البيان إن هذه الإجراءات ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أماناً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية.

وكان الإعلام الحوثي أفاد، الاثنين، بتلقي الجماعة ضربات جديدة في مواقع في محافظة الحديدة، لتضاف إلى نحو 15 ضربة وجهتها واشنطن وشاركت بريطانيا في ثلاث منها ضد أهداف في مناطق يمنية متفرقة خاضعة للجماعة الحوثية، إلى جانب العديد من عمليات التصدي في البحر للهجمات بالصواريخ والطائرات من دون طيار أحادية الاتجاه.

تبني هجومين جديدين

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران الهجوم على سفينتين، الثلاثاء، وقال المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع، إن الهجومين استهدفا في البحر الأحمر سفينةً أميركيةً تدعى ستار ناسيا، وسفينة بريطانية تدعى مورنينغ تايد، وإن الإصابة كانت مباشرة.

وفي حين قال المتحدث الحوثي إن جماعته ستواصل تنفيذ الهجمات ضد السفن الأميركية والبريطانية، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الثلاثاء، بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع انفجار بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن اليمنية.

وذكرت الهيئة أن السفينة وطاقمها بأمان، لافتة إلى أن السلطات تتحرى الواقعة، فيما أفادت «أمبري» لأمن الملاحة البحرية باستهداف سفينة بضائع سائبة ترفع علم جزر مارشال ويملكها يونانيون في أثناء عبورها جنوباً على بعد 53 ميلاً بحرياً تقريباً جنوب غربي عدن، حيث كانت السفينة في طريقها إلى الهند قادمة من الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق، تبنى زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطبة له، هجمات جديدة على السفن، وزعم أن الولايات المتحدة باتت تموه سفنها بعلم جزر مارشال خوفاً من الاستهداف، وأن جماعته مستمرة في التصعيد، ولن يهمها حجم التضحيات طالما أنها باتت تقارع أميركا.

يتهم الحوثيون بتلقي الدعم من إيران و«حزب الله» اللبناني لتنفيذ أجندة طهران (رويترز)

وكانت الضربات الأميركية الاستباقية تجددت على مواقع الجماعة الحوثية في اليمن، (الاثنين)، أملاً في الحد من قدرتها على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بالتزامن مع خفوت الهجمات لثلاثة أيام، وذلك إثر موجة جديدة من الغارات التي شاركت فيها بريطانيا، مساء السبت الماضي.

من جهتها، جددت الحكومة اليمنية التأكيد على أن الهجمات الحوثية ليس الهدف منها مناصرة الفلسطينيين في غزة، ولكن التغطية على جرائم الجماعة في الداخل اليمني، وخدمة الأجندة الإيرانية.

ونفَّذت واشنطن نحو 15 ضربة ضد مواقع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، وشاركتها لندن في أوسع ثلاث ضربات، ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى جانب كثير من عمليات التصدي للصواريخ والطائرات المُسيَّرة التي كانت تستهدف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وإذ تستعد أوروبا للمشاركة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر والتصدي للهجمات، ابتداء من منتصف الشهر الحالي دون المشاركة في مهاجمة الحوثيين، هددت الجماعة المدعومة من إيران، إيطاليا التي ستقود المهمة الأوروبية (الحامي) بأنها ستصبح هدفاً إذا شاركت في الهجمات ضد مواقعها في اليمن، بحسب ما قاله القيادي محمد علي الحوثي، وهو ابن عم زعيم الجماعة، لصحيفة «لا ريبوبليكا».

يشكك قطاع عريض من اليمنيين في فاعلية الضربات الغربية للحد من قدرات الحوثيين (رويترز)

ورغم الضربات الأميركية والبريطانية، تحدث الحوثيون عن مقتل 5 مسلحين فقط وإصابة 6 آخرين من عناصرهم، (إجمالي خسائرهم)، إلى جانب مقتل 10 مسلحين كانوا قد حاولوا قرصنة سفينة تجارية في البحر الأحمر، ودمرت البحرية الأميركية زوارقهم في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ومساء السبت الماضي، قالت واشنطن ولندن إن قواتهما شنت ضربات مشتركة على 36 هدفاً للحوثيين في 13 موقعاً، وإن الضربات شملت بنى تحتية ومستودعات تحت الأرض ومواقع قيادة وسيطرة ورادارات؛ حيث طالت الضربات صنعاء وريفها وتعز والبيضاء والحديدة وصعدة.

تشديد رئاسي يمني

على صعيد آخر، شدد مجلس القيادة الرئاسي اليمني على عمل الحكومة من الداخل في المناطق المحررة، وذلك غداة تعيين رئيس جديد لها خلفاً لمعين عبد الملك الذي تم تعيينه مستشاراً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مع مدير مكتب الرئاسة ووزير الدفاع (سبأ)

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس القيادة عقد اجتماعاً، الثلاثاء، للوقوف أمام تطورات الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية، والسياسية، والأمنية، والعسكرية، والاستحقاقات التنفيذية المقبلة لمواصلة وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية خلال السنة الجديدة.

وكان المجلس أصدر قراراً، مساء الاثنين، بتعيين وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة مع بقاء الوزراء في مهامهم، حيث يعول عليه التصدي لملفات ضخمة سياسية واقتصادية.

ونقلت وكالة «سبأ» أن مجلس القيادة الرئاسي شدد على أهمية انتظام رئيس وأعضاء الحكومة، وكل قيادات مؤسسات الدولة في العمل من الداخل، والتعاطي العاجل مع هموم المواطنين واحتياجاتهم أولاً بأول في مختلف المجالات.

وأكد مجلس الحكم اليمني التزامه بدعم جهود الحكومة، وتيسير ممارسة اختصاصاتها بكامل صلاحياتها لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية، وتحقيق تطلعات الشعب في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والسلام.

ونقلت وكالة «سبأ» أن مجلس القيادة الرئاسي استمع إلى إحاطة من وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، حول مستجدات الشأن العسكري، ومستوى تنفيذ القرارات والخطط الدفاعية.

رئيس الوزراء اليمني الجديد أحمد عوض بن مبارك (أ.ف.ب)

وتضمنت الإحاطة ما يتعلق بردع تصعيد، الميليشيات الحوثية، وتوحيد القيادة والسيطرة لكل وحدات القوات المسلحة، والتشكيلات العسكرية المنضوية ضمن تحالف الحكومة الشرعية تحت إمرة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وبما يحقق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة، وفقاً لما نص عليه إعلان نقل السلطة.

وطبقاً للوكالة الحكومية، اطلع مجلس الحكم اليمني على «مستجدات الهجمات الإرهابية الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، وتداعياتها المدمرة على الأمن الغذائي، والسلم الإقليمي والعالمي، واتخذ القرارات والموجهات اللازمة بشأنها».


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».