ضربات في معقل الحوثيين... وواشنطن تعلن تدمير 12 مسيّرة

الجماعة تبنت هجمات صاروخية باتجاه إسرائيل لم يسمع بها أحد

تتصدى المدمرات الأميركية للهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
تتصدى المدمرات الأميركية للهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

ضربات في معقل الحوثيين... وواشنطن تعلن تدمير 12 مسيّرة

تتصدى المدمرات الأميركية للهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
تتصدى المدمرات الأميركية للهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

بينما تبنت الجماعة الحوثية في اليمن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل لم يسمع بها أحد، قالت إنها تلقت، السبت، ضربات أميركية - بريطانية في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، بالتزامن مع تأكيد واشنطن اعتراض وتدمير 12 طائرة مسيّرة، الجمعة، كانت تهدد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وشنت القوات الأميركية منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 12 ضربة على الأرض ضد أهداف حوثية شاركت بريطانيا في ضربتين منها، كما تصدت لعشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ في البحر الأحمر، حيث تزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تمنع مرور السفن الإسرائيلية والمتجهة من وإلى تل أبيب، قبل أن تشمل هجماتها السفن الأميركية والبريطانية.

تتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بالتسبب في عسكرة البحر الأحمر وخليج عدن خدمة لأجندة إيران (أ.ف.ب)

وأفاد إعلام الجماعة الحوثية، السبت، بأن القوات الأميركية والبريطانية شنت ثلاث غارات على مواقع شرق مدينة صعدة، حيث معقل الجماعة الرئيسي في شمال اليمن، في حين لم تتبن القوات الأمريكية على الفور هذه الضربات.

ومع زعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان أن جماعته أطلقت صواريخ باليستية باتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية، ولم تتحدث أي جهة عن أثر هذه الهجمات، التي تقول الحكومة اليمنية إنها لمجرد استغلال عاطفة اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية وتنفيذاً لأجندة طهران في المنطقة.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان، السبت، أنه في الثاني من فبراير (شباط) في حوالي الساعة 10:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، اشتبكت سفينة يو إس إس كارني مع مركبة جوية دون طيار وأسقطتها فوق خليج عدن. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، في حوالي الساعة 4:40 مساءً (بتوقيت صنعاء)، قال البيان إن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت ضربات ضد أربع طائرات دون طيار تابعة للحوثيين كانت جاهزة للإطلاق.

وأضاف البيان أن القوات حددت الطائرات دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، ودمّرتها دفاعاً عن النفس.

استثمر الحوثيون أحداث غزة لتبييض انتهاكاتهم ضد اليمنيين وحشد المزيد من الأتباع (إ.ب.أ)

وفي عملية التصدي الثالثة، خلال اليوم نفسه أفادت قيادة القوات المركزية الأميركية بأنه في الساعة 9:20 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أسقطت قوات البحرية سبع طائرات دون طيار فوق البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار، وقالت إن هذه الإجراءات ستجعل حرية الملاحة والمياه الدولية أكثر أماناً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية.

وشن الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) ما يناهز 40 هجوماً بحرياً على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بمزاعم أنها سفن على صلة بإسرائيل التي تخوض حرباً على الفلسطينيين في غزة، ولاحقاً بذريعة أنها سفن أميركية أو بريطانية، رداً على الهجمات التي استهدفت مواقع الجماعة.

وانتهز زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الأحداث في غزة ليعلن مساندته للفلسطينيين، فيما تقول الحكومة اليمنية إنه ينفذ أجندة إيران ويحاول أن يستثمر عواطف اليمنيين لتبييض جرائم الجماعة بحق أكثر من 300 ألف شخص قتلوا منذ انقلاب جماعته في 2014، إلى جانب أكثر من أربعة ملايين مشرد.

مخاوف على السلام

وضعت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، وما تلا ذلك من ضربات أميركية وبريطانية، ملف السلام اليمني في زاوية حرجة، إذ يهدد التصعيد بنسف الجهود الأممية التي رعتها السعودية؛ أملاً في التوصل إلى خريطة طريق تطوي صفحة الصراع بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية المدعومة من إيران.

يحشد الحوثيون أتباعهم كل أسبوع إلى ميدان السبعين في صنعاء وميادين أخرى لاستعراض شعبيتهم (رويترز)

هذه المخاوف دفعت المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى زيارة طهران، السبت، في سياق سعيه للبحث عن ضغوط إيرانية على الجماعة الحوثية من أجل الوفاء بالتزاماتها للتوصل إلى خريطة طريق أممية لتحقيق السلام.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية، أن غروندبرغ وصل إلى طهران والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وأن الأخير أكد أن تصنيف الحوثيين إرهابيين من قبل واشنطن والضربات على الجماعة «سيعقدان إمكانية التوصل لحل سياسي».

وكان زعيم الجماعة الحوثية وصف في أحدث خطبة له الضربات الأميركية والبريطانية، بـ«الفاشلة»، كما وصف تصنيف جماعته من قبل واشنطن على لوائح الإرهاب بـ«السخيف»، وزعم تجنيد 165 ألف مسلح جدد إلى جانب 600 ألف آخرين، والاستمرار في تطوير القدرات العسكرية.

وبينما تشدد الحكومة اليمنية على إسنادها دولياً لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير الحديدة وموانئها، بوصف ذلك الضامن لحماية الملاحة الدولية، اتهم عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، السبت، الجماعة الحوثية بالهروب من عملية السلام.

وأورد الإعلام الرسمي اليمني أن طارق صالح تلقى اتصالاً مرئياً من القائم بأعمال سفير روسيا يفغيني كودروف وناقش معه المستجدات على الساحة اليمنية والجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

يزعم الحوثيون أن ضربات واشنطن لم تؤثر على قدراتهم لشن المزيد من الهجمات البحرية (أ.ف.ب)

وإذ تطرق الاتصال إلى الهجمات الحوثية، المدفوعة إيرانياً، على السفن التجارية في البحر الأحمر، وتداعياتها الكارثية على الشعب اليمني قبل غيره، أكد صالح رفض استغلال الحوثيين القضية الفلسطينية؛ للهروب من عملية السلام في اليمن والاستحقاقات المفروضة عليهم كدفع المرتبات وتقديم الخدمات للمواطنين.

واتهم عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة الحوثية بـ«متاجرتها بالقضية الفلسطينية واستغلالها لتحشيد الشباب المغرر بهم وتفجير الأوضاع في الداخل اليمني».


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).