إفشال هجوم صاروخي استهدف مدمرة أميركية في خليج عدن

تأهّب يمني عسكري لتصعيد الحوثيين وترحيب بالعقوبات

دعا زعيم الحوثيين أتباعه للتظاهر في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في اليمن (إ.ب.أ)
دعا زعيم الحوثيين أتباعه للتظاهر في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في اليمن (إ.ب.أ)
TT

إفشال هجوم صاروخي استهدف مدمرة أميركية في خليج عدن

دعا زعيم الحوثيين أتباعه للتظاهر في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في اليمن (إ.ب.أ)
دعا زعيم الحوثيين أتباعه للتظاهر في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في اليمن (إ.ب.أ)

على وقع تصعيد الجماعة الحوثية في المياه اليمنية الإقليمية وعند خطوط التماس مع القوات الحكومية، شدد الجيش اليمني على التأهب لكل الاحتمالات، ورحبت الحكومة بالعقوبات على 4 من قادة الجماعة، في حين أعلنت واشنطن، الجمعة، تدمير صاروخ استهدف إحدى مدمراتها في خليج عدن.

وجاء الهجوم الصاروخي ضد المدمرة، غداة عقوبات أميركية - بريطانية مشتركة على 4 من كبار القادة العسكريين الحوثيين؛ يتصدرهم وزير دفاع الجماعة إلى جانب قائدي قواتها البحرية وخفر سواحلها ومسؤول المشتريات في قواتها، وبالتزامن مع تهديد زعيمها عبد الملك الحوثي باستمرار الهجمات البحرية.

ابن عم زعيم الحوثيين يحرض على القتال خلال تجمع في صنعاء (رويترز)

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة، في تصريحات من تركيا، أن ضربات بلاده ضد الحوثيين في اليمن متناسبة وقانونية وضرورية، بينما أكد بيان سابق لـ«الخارجية» البريطانية أن العقوبات ضد شخصيات بارزة في نظام الحوثيين لهم صلة بالهجمات في البحر الأحمر، منسقة مع الولايات المتحدة، وسوف تعوق قدرة الحوثيين على شن مزيد من الهجمات.

وذكر البيان البريطاني أن الحوثيين بمهاجمتهم للسفن في البحر الأحمر، يعوقون مساعدات حيوية ويحولون دون وصولها إلى اليمن الذي يعتمد على الواردات الغذائية، حيث تسهم المساعدات البريطانية في توفير الغذاء لنحو 100 ألف يمني شهرياً. ووصف الهجمات بأنها تعرض حياة أبرياء للخطر، وتهدد استقرار المنطقة، وتضر الاقتصاد العالمي.

إحباط هجوم صاروخي

بحسب بيان للقيادة المركزية الأميركية، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران، الجمعة، في نحو الساعة 1:30 ظهراً (بتوقيت صنعاء)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه المدمرة «يو إس إس كارني DDG 64» من طراز «أرلي بيرك» في خليج عدن.

وأضاف البيان أنه «تم إسقاط الصاروخ بنجاح من قبل (يو إس إس كارني). ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار». في حين لم يتبنَّ الحوثيون الهجوم على الفور.

وقبل البيان الأميركي، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة نحو 60 ميلاً بحرياً من عدن أبلغت عن سماع دوي انفجار ورؤية صواريخ على بعد أميال قليلة من موقعها.

وأضافت الهيئة أن انفجاراً آخر في البحر شوهد على بُعد نحو 0.5 ميل بحري من السفينة، وأفادت الهيئة بأن الطاقم والسفينة بخير.

وبهذا الهجوم الحوثي، تكون الجماعة قد شنت 33 هجوماً منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك الاستيلاء على سفينة الشحن الدولية «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها وتحويلها إلى مزار لأتباع الجماعة.

وصنفت واشنطن الجماعة الحوثية على لوائح الإرهاب بشكل خاص، وهو التصنيف الذي رأى فيه مراقبون أنه في درجة مخففة، كما شكلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تحالفاً متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن أطلقت عليه «حارس الازدهار».

كما شنّت الولايات المتحدة 9 ضربات على أهداف حوثية منذ 12 يناير (كانون الثاني) الحالي، وشاركتها بريطانيا في ضربتين، في سياق السعي لتحجيم قدرات الجماعة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي أحدث خطبة لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، توعد بالاستمرار في الهجمات ودعا أتباعه للتظاهر، الجمعة، في جميع المناطق الخاضعة له، وزعم أن الجماعة أطلقت منذ تصعيدها البحري أكثر من 200 طائرة مسيّرة وأكثر من 50 صاروخاً باليستياً ومجنحاً.

حشد من الموالين للجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

ويدعي الحوثيون أنهم يشنّون هجماتهم البحرية بالصواريخ والطائرات المسيرة أحادية الاتجاه لمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة من وإلى موانئ تل أبيب من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، في سياق مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وألقت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن بتبعاتها على النواحي الاقتصادية في اليمن، وعلى تكاليف الشحن الدولي، حيث عزفت كبريات الشركات عن البحر الأحمر، ما تسبب في تكبيد قناة السويس نحو 40 في المائة من مداخيلها.

ترحيب بالعقوبات وتأهب عسكري

مع التصعيد الحوثي المستمر في المياه الإقليمية اليمنية، وعند خطوط التماس مع القوات الحكومية، شدد وزير الدفاع اليمني على الاستعداد ورفع الجاهزية القتالية، بينما رحبت الحكومة بالعقوبات الجديدة على القادة الحوثيين الأربعة.

وترأس وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري في العاصمة المؤقتة عدن اجتماعاً موسعاً لرؤساء الهيئات وقادة المناطق العسكرية ومديري دوائر وزارة الدفاع، بحسب ما نقله الإعلام الرسمي.

وزير الدفاع اليمني يرأس اجتماعاً عسكرياً في عدن ويشدد على الجاهزية القتالية (سبأ)

ووقف الاجتماع الذي حضره عبر تقنية الاتصال المرئي رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز على تطورات الأوضاع الميدانية، وتم خلاله استعراض الموقف العسكري وتقارير موجزة لعمل هيئات ودوائر وزارة الدفاع خلال العام المنصرم 2023.

وأفادت وكالة «سبأ» بأن وزير الدفاع الداعري شدد على توحيد الجهود وحشد الطاقات ورفع وتيرة التدريب والتأهيل في مختلف المجالات، داعياً إلى رفع الجاهزية والاستعداد لأي طارئ في ظل تصعيد ميليشيا الإرهاب الحوثية في أكثر من جبهة».

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني إن «العام الجديد سيكون عام العمل الجاد والمثابرة وتوحيد الصف والجهود للخلاص من ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران»، مؤكداً ضرورة دعم القوات المسلحة لاستكمال تحرير البلاد وعودة الاستقرار للمنطقة.

إلى ذلك رأى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن فرض الولايات المتحدة وبريطانيا، عقوبات على 4 من قيادات الحوثيين «مؤشر إضافي على ازدياد مستوى الوعي والإدراك الدولي بمخاطر الميليشيا، واتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة أنشطتها الإرهابية التي تشكل تهديداً على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو تهديد ظل العالم يتجاهله ويقلل من التحذيرات بشأنه طيلة السنوات الماضية».

موالون للنظام الإيراني في طهران أمام السفارة البريطانية يدعمون هجمات الحوثيين (رويترز)

وطالب الإرياني في تصريحات رسمية بـ«مزيد من الإجراءات لتصنيف ميليشيا الحوثي بشكل كامل (منظمة إرهابية)، وتبني استراتيجية شاملة لتحييد الخطر الذي تمثله على الأمن والاستقرار في اليمن والإقليم والعالم، وشل قدراتها، ومواجهة الإرهاب الممنهج والتهديد الذي تشكله وتدفع ثمنه دول المنطقة وشعوبها، وإرسال رسائل واضحة بعدم السماح لسلوكها الضار بأن يمر دون رادع».

وخلال الأيام الأخيرة، صعّدت الجماعة الحوثية ميدانياً في مناطق التماس مع القوات الحكومية، وأكدت القوات التصدي لأكثر من هجوم في شبوة ومأرب وتعز وصعدة، وسط مخاوف من سعي الجماعة إلى التنصل من التزامها بدعم خريطة أممية للسلام في البلاد.


مقالات ذات صلة

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.