وسط مخاوف يمنية من تأثر مساعي الأمم المتحدة لتحقيق السلام بتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، عقد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الثلاثاء، لقاءات في مسقط مع مسؤولين عمانيين ومع المتحدث باسم الجماعة الحوثية، أملاً في بلورة خريطة السلام، بناء على التزامات الأطراف اليمنية التي توسطت فيها السعودية وعمان.
وتُعد زيارة غروندبرغ الأولى إلى مسقط منذ إعلانه تلقف التزامات الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية لبلورة خريطة الطريق نحو السلام، في حين كان بدأ لقاءاته ضمن هذه الجولة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض.
وقال مكتب غروندبرغ، في بيان، إن المبعوث التقى في مسقط المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام لـ«مناقشة خريطة الطريق الأممية التي ستعمل على تفعيل التزامات الأطراف بوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأضاف البيان أن غروندبرغ التقى «مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين لمناقشة استمرار الدعم الإقليمي المنسق لجهود وساطة الأمم المتحدة».
وفي وقت سابق، كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي التقى في الرياض غروندبرغ، حيث تطرق اللقاء إلى «تطورات الوضع المحلي، والضغوط الدولية المطلوبة لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع مساعي السلام، وإنهاء معاناة الشعب، واستعادة مؤسساته الشرعية». وفق ما نقله الإعلام الرسمي اليمني.
وجدّد العليمي تأكيد دعم المجلس الذي يقوده والحكومة لجهود الأمم المتحدة، والحرص على تقديم التسهيلات كافة لمبعوثها الخاص للوفاء بمهامه ومسؤولياته المشمولة بقرارات الشرعية الدولية، وعلى وجه الخصوص القرار «2216».
وكانت «الشرق الأوسط» أجرت مقابلة مع غروندبرغ أوضح فيها تفاصيل مساعيه، وقال إن التزامات الأطراف اليمنية التي تلقفها تشمل «وقف إطلاق نار في عموم اليمن، وفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، ودفع رواتب القطاع العام بجميع أنحاء البلاد، واستئناف تصدير النفط، والمزيد من تخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وإطلاق سراح المحتجزين لأسباب ترتبط بالنزاع، والتحضير لعملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية».
وأضاف أن الالتزامات تضمنت رحيل القوات غير اليمنية وإعادة الإعمار، والانخراط في عملية سياسية جامعة للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم.
وأفاد غروندبرغ بأن النقاشات التي دارت على مدى الأشهر السابقة بواسطة سعودية وعمانية أدت «لتوافق الأطراف اليمنية حول عدد من الالتزامات، وتقريب الأطراف من الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة للتقدم نحو الدفع بتسوية سياسية جامعة ومستدامة».
وقال إن الأطراف اليمنية وافقت على أن يعمل ومكتبه معهم من أجل تفعيل تلك الالتزامات من خلال خريطة طريق أممية.
إلى ذلك، التقى المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، الثلاثاء، في الرياض، رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي ورئيس الحكومة معين عبد الملك، في سياق سعي واشنطن لإنجاح السلام اليمني وضمان عدم تصعيد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ومع وجود قلق واسع في الشارع اليمني لجهة الشكوك في جدية الحوثيين لتحقيق السلام، إلا أن الدوائر الإقليمية والأممية تطمح في أن تسفر المساعي عن طي صفحة الصراع وعودة اليمن إلى مربع التوافق الوطني الذي انقلب عليه الحوثيون أواخر 2014.