الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بعرقلة اجتماعات تبادل الأسرى

الجماعة ترهن حضورها بالحصول على ضمانات

جانب من اجتماع في عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين المختصين بملف الأسرى والمحتجزين (إكس)
جانب من اجتماع في عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين المختصين بملف الأسرى والمحتجزين (إكس)
TT

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بعرقلة اجتماعات تبادل الأسرى

جانب من اجتماع في عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين المختصين بملف الأسرى والمحتجزين (إكس)
جانب من اجتماع في عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين المختصين بملف الأسرى والمحتجزين (إكس)

اتهمت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بعرقلة الاجتماعات المقررة بخصوص ملف الأسرى والمحتجزين، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الضغط على الجماعة لإنجاز هذا الملف الإنساني.

الاتهام الحكومي جاء على لسان نائب رئيس الوفد الحكومي المفاوض يحيى كزمان، حيث كان من المقرر أن ينعقد هذا الشهر اجتماع جديد بخصوص الأسرى والمحتجزين في العاصمة الأردنية عمّان.

ممثلو الوفد الحكومي اليمني في اجتماعات الأسرى والمحتجزين (إكس)

وقال كزمان في تغريدة على منصة «إكس»: «مرة أخرى تثبت جماعة الحوثي أنها تتعمد إطالة معاناة آلاف المختطفين والأسرى وعائلاتهم».

واتهم المسؤول اليمني الجماعة الحوثية بأنها أعاقت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انعقاد المفاوضات في سويسرا، وقال: «الآن تعيق (الاجتماعات) في الأردن».

ووصف الجماعة بأنها «تزايد باسم الشعب وقضاياه وثوابته»، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة «أمام مسؤولية أخلاقية وتاريخية» وفق تعبيره.

اشتراط ضمانات

من جهتها، قالت الجماعة الحوثية الموالية لإيران إنها لا تمانع انعقاد الاجتماعات، ولكنها تريد الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة، وفق ما صرّح به القيادي عبد القادر المرتضى.

مسؤول ملف الأسرى في جماعة الحوثي والمتهم بتعذيب المعتقلين (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن المرتضى قوله إنه ليس لدى جماعته مانع من حضور أي جولة مفاوضات على ملف الأسرى، إذا حصلت على ضمانات من الأمم المتحدة بتنفيذ الاتفاقيات السابقة التي تمت برعايتها.

وزعم المرتضى وهو المسؤول عن ملف أسرى الجماعة الحوثية والمتهم بتعذيب المحتجزين في المعتقلات أن «مراكمة الاتفاقيات دون تنفيذ يعقد الملف، ويزيد من معاناة الأسرى من الجانبين».

وكان فريق الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن الدولي وثقوا في تقريرهم الأحدث حالات تعذيب ارتكبها الحوثيون في مختلف مرافق الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك السجن الواقع في معسكر الأمن المركزي في صنعاء، المعروف أيضا باسم سجن «بيت التبادل»، والذي يديره رئيس فريق الحوثيين في مفاوضات الأسرى، عبد القادر المرتضى.

وفي نوفمبر تعطل اجتماع مقرر في الأردن، كان يواصل النقاش - وفق ما ذكره مصدر حكومي يمني - على أساس «مبدأ الكل مقابل الكل»، وقال عبد الله أبو حورية عضو الوفد الحكومي المفاوض، إن الإفراج عن السياسي محمد قحطان سيكون أول المواضيع التي يطرحها الفريق الحكومي.

وتمنى عضو الوفد الحكومي المفاوض أبو حورية نجاح المفاوضات في إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، وإنهاء معاناة كل العائلات جراء غياب أبنائها، وأغلبهم لا يعلم مصيرهم ولا يُسمح بالتواصل معهم. وفق قوله.

سعي لإطلاق «الكل مقابل الكل»

نجحت جولات التفاوض اليمنية السابقة برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطلاق دفعتين من الأسرى والمعتقلين لدى أطراف النزاع، حيث بلغ عدد المفرج عنهم في الدفعة الأولى أكثر من ألف شخص، فيما بلغ عدد المفرج عنهم في الدفعة الثانية نحو 900 معتقل وأسير.

وتقول الحكومة اليمنية إنها تسعى إلى إطلاق المعتقلين كافة وفق قاعدة «الكل مقابل الكل»، وتتهم الحوثيين بأنهم كل مرة يحاولون إجهاض النقاشات، من خلال الانتقائية في الأسماء أو المطالبة بأسماء معتقلين غير موجودين لدى القوات الحكومية.

وخلال عمليتي الإفراج السابقة، أطلقت الجماعة الحوثية ثلاثة من الأربعة من المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وهم شقيق الرئيس السابق، ناصر منصور، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، والقائد العسكري فيصل رجب، في حين لا تزال ترفض إطلاق سراح الشخصية الرابعة وهو السياسي محمد قحطان، كما ترفض إعطاء معلومات عن وضعه الصحي، أو السماح لعائلته بالتواصل معه.

صحافي يمني حكم عليه الحوثيون بالإعدام يعانق والدته بعد وصوله إلى مأرب ضمن صفقة سويسرا (إكس)

وتأمل الأوساط الحقوقية الدولية والمحلية أن تتوصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى صفقات أخرى لإطلاق مزيد من الأسرى والمحتجزين، على الرغم من أن أغلب الأسرى الحوثيين هم من المقاتلين الذين أسروا في الجبهات.

وفي حين يتحدث الحقوقيون اليمنيون عن وجود المئات من المعتقلين المدنيين في سجون الميليشيات الحوثية بينهم مخفيون قسريا، كان مسؤول الجماعة الحوثية عبد القادر المرتضى قال إن الصفقة المرتقبة ستشمل إطلاق سراح 700 شخص من أسرى الجماعة في مقابل 700 معتقل وأسير من المحسوبين على الحكومة الشرعية.

وفشلت خلال الأشهر الماضية الجهود الرامية إلى تبادل الزيارات للأسرى والمحتجزين من جانبي الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة هذه الخطوة التي كان تم الاتفاق عليها خلال اجتماعات سويسرا.


مقالات ذات صلة

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)

توافق مصري - قطري على ضرورة تسريع إنجاز صفقة لوقف الحرب في غزة

وزيرا الخارجية المصري والقطري خلال لقائهما في القاهرة اليوم (إ.ب.أ)
وزيرا الخارجية المصري والقطري خلال لقائهما في القاهرة اليوم (إ.ب.أ)
TT

توافق مصري - قطري على ضرورة تسريع إنجاز صفقة لوقف الحرب في غزة

وزيرا الخارجية المصري والقطري خلال لقائهما في القاهرة اليوم (إ.ب.أ)
وزيرا الخارجية المصري والقطري خلال لقائهما في القاهرة اليوم (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم (الأربعاء)، إنه توافق مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على ضرورة توفر الإرادة السياسية لسرعة إنجاز صفقة توقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وذكر عبد العاطي في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير القطري، الذي يزور مصر، أن الجانبين ناقشا جهود بلديهما للتوصل إلى صفقة «تحقن دماء الشعب الفلسطيني وتطلق سراح جميع الرهائن»، وشددا على أهمية النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

من جانبه، قال وزير الخارجية القطري، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الوزراء، إنه اتفق مع عبد العاطي على العمل في مشاريع مشتركة مع مصر لتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة. وأضاف أن مصر وقطر تشاورتا بخصوص ملف المفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن.

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس لدى إعلانه وقف إطلاق النار في لبنان إن الولايات المتحدة ستبذل جهوداً جديدة مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وأطراف أخرى خلال الأيام المقبلة «للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة».