هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة قبالة الحديدة دون أضرار

قيادي حوثي: لا خطوط حمراء... وكل الخيارات مفتوحة

أثرت الهجمات الحوثية في حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
أثرت الهجمات الحوثية في حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة قبالة الحديدة دون أضرار

أثرت الهجمات الحوثية في حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
أثرت الهجمات الحوثية في حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

تجدّدت الهجمات الحوثية التي تستهدف سفن الشحن في البحر الأحمر، (الثلاثاء)، دون الإبلاغ عن أضرار، وذلك على الرغم من تشكيل واشنطن تحالف ما أطلقت عليه «حارس الازدهار» لردع هجمات الجماعة، وتأمين واحدة من أهم طرق التجارة العالمية.

الهجمات الجديدة التي أبلغت عنها هيئة بريطانية، جاءت في وقت أكد فيه وزير دفاع الجماعة الحوثية محمد العاطفي، عدم وجود خطوط حمراء أمام جماعته، زاعماً أن لديها من الأسلحة ما يبلغ مديات غير متوقعة من قبل مَن وصفهم بـ«الأعداء».

استغل الحوثيون الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مزيد من الأتباع (أ.ف.ب)

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشنّ الهجمات لمنع السفن التي لها علاقة بإسرائيل من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، بغض النظر عن جنسيتها، في سياق مساندة الفلسطينيين في غزة.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة، في تقرير استشاري، إنه تم رصد طائرتين دون طيار قبل وقوع انفجارين على بعد 5 أميال بحرية من سفينة تقع على بعد 50 ميلاً بحرياً غرب الحديدة على الساحل الغربي لليمن.

وقالت الهيئة - وفق ما نقلته «رويترز» - إنه في حادث منفصل على ما يبدو سُمع دوي انفجارات وشوهدت صواريخ على بعد 4 أميال بحرية من سفينة على بعد 60 ميلاً بحرياً من الحديدة.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الحوادث تتعلق بالسفينة نفسها، التي لم تحددها الهيئة. كما لم يتم الكشف عن تفاصيل الشحن أو الإشارة إلى المكان الذي أبحرت إليه السفينة أو السفن أو أبحرت منه. وفي كلا الحادثين، تم الإبلاغ عن أن السفينة وطاقمها بخير.

ولم تتبنَّ الجماعة الحوثية على الفور هذه الهجمات التي قالت الولايات المتحدة الأميركية وقوات غربية أخرى إنها تصدت لأغلب هذه الهجمات التي تُستخدم فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ.

مدمرة أميركية تستجيب لنداءات سفن الشحن في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ومع بدء التحالف الذي شكلته واشنطن لحماية الملاحة في البحر الأحمر مهامه، كانت الجماعة الحوثية توعدت بهجمات لإغراق السفن وليس لمجرد التحذير من الإبحار، وزعمت بأن لديها من الأسلحة ما يمكّنها من ذلك.

وفي أحدث تصريح لوزير دفاع الجماعة محمد العاطفي، قال إن أسلحة جماعته «الاستراتيجية الرادعة ومدياتها تصل إلى أبعد مما يتوقعه الأعداء، ولا خطوط حمراء أمامنا وكل الاحتمالات مفتوحة، وكل المسافة الزمنية مطلقة، ونفَسنا القتالي طويل».

وإذ لا تزال الجماعة الحوثية تحتجز الناقلة الدولية «غالاكسي ليدر» منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد قرصنتها من المياه الدولية قبالة الحديدة، أعلنت شركات الشحن الكبرى نزوحاً جماعياً عن البحر الأحمر، مع إعلان بعضها احتمالية العودة في ظل وجود قوات التحالف الذي تقوده واشنطن.

وأدت هجمات الجماعة المدعومة من إيران إلى رفع تكاليف الشحن إلى الموانئ اليمنية إلى مستويات قياسية، حيث تستورد البلاد أكثر من 80 في المائة من حاجياتها من الخارج، وسط مخاوف من اتساع رقعة الجوع؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

تسود المخاوف من تأثر قناة السويس اقتصادياً جراء هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)

وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بأنهم يستغلون سيطرتهم على بعض أجزاء البحر الأحمر لتلقي الأسلحة الإيرانية المهربة. وفي أحدث تطور بهذا الخصوص، كانت مصلحة خفر السواحل اليمنية، أعلنت الأحد الماضي، ضبط «عصابات تهريب مهاجرين وأسلحة» على علاقة بالحوثيين.

وتتصاعد المخاوف في الشارع اليمني والمحيط الإقليمي من أن يؤدي تهور الحوثيين إلى التأثير في مسار إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اقتحام الجماعة صنعاء أواخر 2014.

وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أعلن، السبت الماضي، توصّل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى التزامات على طريق السلام برعاية سعودية وعُمانية، مشيراً إلى أنه سيعمل على خريطة طريق لتنفيذها بما في ذلك وقف إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».