في وقت تكثف فيه تل أبيب ضرباتها على المستشفيات والمدارس في غزة، برر مسؤول أميركي استخدام بلاده حق النقض (فيتو) ضد إيقاف الحرب، بعدم تضمين القرار الأممي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مقابل إدانة ضربات «حماس»، مشدداً على أن بلاده ستعمل على تضمينها في أي قرارات مستقبلية لمجلس الأمن.
وقال ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تؤيد الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار وتعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف وتعزيز فرص التعاون والتفاهم البناء.
وعن مخرجات الاجتماع الوزاري المرتقب والمنبثق من القمتين العربية والإسلامية، شدد وربيرغ، على أن بلاده تتطلع باهتمام إلى هذه القمم، لتحقيق الأهداف المشتركة، كإنهاء الصراع الحالي والتوصل إلى حل الدولتين.
وحول الرهائن قال وربيرغ إن «بلاده ملتزمة بتأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن». وأضاف: «نعمل مع شركائنا في المنطقة للمساعدة في هذا الجهد، ونقدِّر المساعدة التي تقدمها هذه الدول في تسهيل الحوار والمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، بينما تواصل الولايات المتحدة دعمها للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية».
فيما يلي نص الحوار:
* في ظل الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، ما فرص تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة؟
- الولايات المتحدة تؤكد حق كل دولة، بما في ذلك إسرائيل، في الدفاع عن نفسها وشعبها ضمن إطار القانون الدولي. في الوقت نفسه، نحن نؤكد أهمية الامتثال للمعايير الدولية والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين. ودعونا لا ننسَ أن حركة «حماس» الإرهابية، هي التي شنت هجمات إرهابية وعنيفة ضد المدنيين في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بالتالي فهي التي تتحمل نتيجة هذا الدمار وتضرر المدنيين الأبرياء. «حماس» لا تكترث لحياة المدنيين، ولطالما استغلت أهالي غزة المدنيين كدروع بشرية.
الولايات المتحدة لديها علاقات قوية ومتينة مع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نحن نعمل معاً في الكثير من الملفات المهمة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين ودعم الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات. التعاون يتضمن أيضاً تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة والتعاون في مجالات مثل التطوير الاقتصادي والتحديات البيئية. من خلال هذه الشراكات، نسعى لبناء منطقة أكثر أماناً واستقراراً، تقدم فرصاً للتنمية والازدهار لشعوبها وهي جزء لا يتجزأ من جهودنا الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام على المدى الطويل ونرى أن هذه الشراكات ستستمر وتتطور.
* ما مبرر استخدام الولايات المتحدة نفوذها في الأمم المتحدة لتمرير الفيتو ضد إيقاف الحرب في غزة؟
- استخدام الفيتو يأتي من منطلق دعم عناصر محددة تتعلق بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وكما ذكرت سفيرتنا لدى الأمم المتحدة، توماس غرينفيلد، كنا نودّ لو أن نصوص القرارات التي قُدِّمت تضمنت حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وإدانة الهجمات الإرهابية من «حماس». نحن نسعى لتضمين هذه العناصر في أي قرارات مستقبلية لمجلس الأمن.
الولايات المتحدة لا تنتظر تحرك مجلس الأمن فحسب؛ فمنذ بداية هذا الصراع، قاد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن جهوداً دولية لدعم الدعوات لزيادة سريعة في توفير المساعدة للمدنيين في غزة، وبالفعل دخلت عدة قوافل مساعدات إلى غزة، لكنَّ هذا ليس كافياً، وسنستمر في الضغط لتوسيع هذه العملية بأسرع ما يمكن.
كذلك ستواصل الولايات المتحدة تأكيد الحاجة إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن. وسنواصل العمل عن كثب مع أعضاء مجلس الأمن لإيجاد طريقة تمكن المجلس من تأكيد الحاجة لحماية المدنيين وتعزيز الدعم الإنساني وإدانة الأعمال الإرهابية من «حماس» وتأكيد حق كل دولة في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب.
* إسرائيل تواصل تدمير المستشفيات والمدارس في غزة وقتل المدنيين بوحشية. ما ضمانات عدم توسع الحرب واشتعال المنطقة؟
- تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من أجل منع توسيع نطاق النزاع ومنع إشعال مزيد من التوتر في المنطقة. نحن ندرك بشكل كامل الأثر الخطير للهجمات على المنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، والخسائر في أرواح المدنيين، ونؤكد أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، ولكن لا بد من ذكر نقطة أساسية هنا، وهي أن حركة «حماس» الإرهابية، هي التي تتخذ من الأماكن المدنية ملجأ لها وهي التي تختبئ في أماكن ربما تعرِّض المدنيين للخطر، بشكل يؤكد عدم اكتراثها لحياة المدنيين.
من جانبنا نحن نناقش مع الشركاء الدوليين والإقليميين أهمية تجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع واتساع رقعته. ونحن نحث أي دولة أو جهة أخرى على الامتناع عن استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية والتفكير مرتين قبل اتخاذ قرارها. الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو دعم جهود السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة. نحن نعمل من أجل تسهيل الحوار والبحث عن حلول دبلوماسية تضمن الأمن والسلامة لجميع الشعوب في المنطقة.
* يعتقد بعض المراقبين أن الازدواجية الأميركية في التعاطي مع حرب إسرائيل على غزة تغذّي الإرهاب وتحفّز الميليشيات على توسيع الحرب. ما تعليقكم؟
- السياسة الخارجية الأميركية تركز على تعزيز الأمن والسلام وتسعى لتحقيق التوازن في تعاملها مع الأزمات الدولية. نحن نعمل مع شركائنا الدوليين والإقليميين لتشجيع الحلول الدبلوماسية وتقليل التوترات في المنطقة. يهمنا الاستقرار والسلام، ونواصل جهودنا لمواجهة الإرهاب ودعم حلول دائمة تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.
* ما الموقف الأميركي من مخرجات الاجتماع الوزاري المرتقب والمنبثق من القمتين العربية والإسلامية؟
- الولايات المتحدة تتطلع باهتمام إلى هذه القمم. نحن ندرك أن لدينا الكثير من الأهداف المشتركة مع دول المنطقة، ومن ضمنها إنهاء الصراع الحالي والتوصل إلى حل الدولتين، الذي يقدم مقاييس متساوية من الكرامة، والازدهار، والحرية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. الولايات المتحدة جاهزة للعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الأهداف وتعزيز فرص التعاون من خلال الحوار والدبلوماسية.
* إلى أي مدى ستُصعّب الانتهاكات الإسرائيلية في حق المدنيين في غزة سياسة التطبيع مع دول المنطقة؟
- لا نستطيع التحدث نيابةً عن الحكومة الإسرائيلية، لكن بالنسبة إلى سياستنا، فإن جهودنا الدبلوماسية الحالية تركز على هذه الأزمة حالياً. في الوقت نفسه، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالهدف طويل الأجل الذي يتمثل في تحقيق منطقة شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً، وذلك من خلال تعزيز عملية التطبيع وإحراز تقدم بالنسبة لحل الدولتين.
* ما المستجدات بشأن الإجراءات الأميركية حول الوضع في غزة وإطلاق سراح الأسرى؟
- نحن ملتزمون بتأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن. وكما أشار وزير الخارجية بلينكن، نحن نعمل مع شركائنا في المنطقة، للمساعدة في هذا الجهد. نقدِّر المساعدة التي تقدمها هذه الدول في تسهيل الحوار والمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة دعمها للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية. نحن نؤكد أهمية توفير الدعم اللازم للمدنيين بشكل مستمر ومستدام.