المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين يلوحون بالتصعيد

على خلفية استمرار اعتقال قادتهم المطالبين بالرواتب

مدرسة يمنية تعرضت للدمار بسبب حرب الحوثيين (الأمم المتحدة)
مدرسة يمنية تعرضت للدمار بسبب حرب الحوثيين (الأمم المتحدة)
TT

المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين يلوحون بالتصعيد

مدرسة يمنية تعرضت للدمار بسبب حرب الحوثيين (الأمم المتحدة)
مدرسة يمنية تعرضت للدمار بسبب حرب الحوثيين (الأمم المتحدة)

توعَّدت اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين والمعلمات في اليمن بمزيد من التصعيد، إذا لم يفرج الحوثيون عن رئيس النادي والأمين العام واثنين من القيادات خلال أسبوع.

وقالت اللجنة إن الجماعة رفضت أمراً من النيابة الخاضعة لسيطرتها، بالإفراج تلك القيادات، رغم انقضاء عدة شهور على اعتقال بعضهم دون محاكمة، وبتهمة المطالبة برواتب المعلمين المقطوعة منذ 7 أعوام.

وذكرت اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين والمعلمات في بيان جديد أن رئيس النادي (أبو زيد الكميم) الذي تم حجز حريته، لأنه تبنى مظلومية المعلمين ومطالبهم بصرف رواتبهم، لم يتم الإفراج عنه حتى الآن، رغم التوجيهات الصريحة التي أصدرها النائب العام في مناطق سيطرة الجماعة، وأن جهاز المخابرات الحوثي رد على المطالبين بتنفيذ توجيهات النيابة بأن الكميم متهم بمقاومتهم عند محاولة اقتحام منزله.

معلمات في صنعاء يرفعن الشارات الحمراء احتجاجاً على قطع رواتبهن (نادي المعلمين)

وأكد البيان أن الكميم لم يرتكب جرماً عند مطالبته بصرف رواتب المعلمين، لأن ذلك حق مشروع وقانوني، وأن ما قام به أمَّن الحوثيين من انتهاك حرمة مسكنه وإطلاق النار على منزله وأسرته، ومن ثم حجز حريته مخالفة للقانون وإجراء باطل.

وأوضح أن النادي كيان شرعي بقوة القانون، وفقاً للمادة 9 من قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية لسنة 2001 ولائحته التنفيذية رقم «129» لسنة 2004، التي تلزم الوزارة أو مكتبها المعنيّ بالبت في الطلب خلال شهر من تاريخ تلقي الطلب، فإذا انقضت هذه الفترة دون البت فيه يُعدّ الطلب مقبولاً بقوة القانون، وعلى الوزارة بناء على طلب ذوي الشأن إجراء القيد في السجل المعدّ لديها، والنشر في إحدى الصحف الرسمية.

وأبلغت قيادة نادي المعلمين اليمنيين في صنعاء جميع المعلمين والمعلمات للاستعداد للتصعيد والدعوة للاحتجاج، للمطالبة بإطلاق سراح القيادات المعتقلين.

مستقبل مجهول ينتظر الطلاب في مناطق سيطرة الحوثيين (التعليم الأهلي اليمني)

وقالت إنه إذا لم يتم الإفراج خلال هذا الأسبوع عن رئيس النادي أبو زيد الكميم، وإبراهيم جديب رئيس فرع محافظة ريمة، وناصر قعيش رئيس فرع محافظة المحويت، ومحسن الدار الأمين العام للنادي، فإنها ستدعو جميع المعلمين والمعلمات في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى وقفة احتجاجية للإفراج عمَّن تم حجزهم.

وأعادت قيادة النادي التأكيد على تمسُّكها بمطالبها من الحوثيين بصرف رواتب المعلمين قبل بدء النصف الثانية من العام الدراسي الحالي، وقالت إنه في حال عدم الاستجابة لذلك، فإنها ستدعو المعلمين والمعلمات إلى تنفيذ إضراب عام وشامل مع بداية النصف الثاني من العام الدراسي، كما فعلت من قبل خلال النصف الأول من العام الدراسي الذي انتهى في مناطق سيطرة الجماعة منذ يومين.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.