وسط تصعيد الجماعة الحوثية ميدانياً، لا سيما في جبهات محافظة تعز، أنهى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارة إلى طهران ضمن مساعيه للضغط على الجماعة من أجل دفعها نحو السلام.
ومن أكثر من عام على انتهاء الهدنة الأممية لا تزال التهدئة العسكرية قائمة في معظم الجبهات اليمنية، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران رفضت تجديد الهدنة وتوسيعها في الملفات الإنسانية، بما في ذلك صرف الرواتب وفتح الطرقات وإنهاء حصار تعز.
وأفاد بيان من مكتب المبعوث غروندبرغ (الاثنين) بأنه زار طهران والتقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، وعدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين، حيث تبادلوا الآراء حول أهمية إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بشكل مستدام، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وشدد المبعوث الأممي غروندبرغ - وفق البيان - على الدور المهم للمجتمعين الإقليمي والدولي في تقديم الدعم المستدام لجهود تحقيق سلام دائم يلبي تطلعات نطاق واسع من أصحاب المصلحة اليمنيين.
مساعٍ متواصلة
كان المبعوث الأممي اختتم الشهر الماضي زيارة إلى لندن، عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات، حيث التقى اللورد طارق أحمد، لورد ضاحية ويمبلدون، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والتنمية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO).
وتضمنت المناقشات التطورات الأخيرة في اليمن وجهود الأمم المتحدة لتسهيل التوصل إلى اتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وعملية سياسية يمنية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وأكّد غروندبرغ على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، كما شدد على أهمية تضافر جهود كل من المجتمع الدولي والدول الأعضاء في مجلس الأمن معاً لتقريب اليمنيين من السلام العادل الذي يطمحون إلى تحقيقه.
كما شارك المبعوث الأممي أيضاً في مناقشات الطاولة المستديرة التي نظمتها المجموعة البرلمانية المشتركة بين جميع الأحزاب لصالح اليمن، والتي جمعت أعضاء برلمان المملكة المتحدة المكرسين للقضايا المتعلقة باليمن. وتناولت المناقشات تطورات الوضع والجوانب التنموية الحاسمة لتعافي اليمن وتهيئة الظروف المواتية لعملية سلام مستدامة.
تصعيد عسكري
على الرغم من الظروف الإنسانية المتدهورة، ترفض الجماعة الحوثية حتى الآن كافة المقترحات الإقليمية والأممية لإحلال سلام دائم في البلاد، وتكثف جهودها لحشد المزيد من المقاتلين وقمع المعارضين وفرض الجبايات، وسط اتهامات لها بالسعي نحو جولة جديدة من القتال.
وفي سياق التصعيد الحوثي، ذكر الإعلام الرسمي أن قوات الجيش اليمني بمحور محافظة تعز أحبطت مساء الأحد تحركات عسكرية للجماعة الحوثية في جبهتين غرب المحافظة.
ونقل المركز الإعلامي لقوات محور تعز عن مصادر عسكرية قولها، إن قوات الجيش «أحبطت تحركات لعناصر الميليشيات الحوثية كانت تعتزم مهاجمة مواقع الجيش في مناطق مختلفة في جبهتي الكدحة ومقبنة».
وأوضح المركز أن قوات الجيش قصفت بقذائف المدفعية مواقع للميليشيا عقب قصف الأخيرة مواقع في مناطق الصفا وكلابة شرق مدينة تعز، وفي موقع الصياحي في منطقة الضباب غرب المدينة.