العليمي يحذر من التراخي الدولي... وغروندبرغ يشدد على تضافر الجهود

وسط المساعي الأممية والإقليمية لإحلال السلام في اليمن

يهدد الحوثيون بالتصعيد العسكري واستخدام أسلحتهم ذات المنشأ الإيراني (رويترز)
يهدد الحوثيون بالتصعيد العسكري واستخدام أسلحتهم ذات المنشأ الإيراني (رويترز)
TT

العليمي يحذر من التراخي الدولي... وغروندبرغ يشدد على تضافر الجهود

يهدد الحوثيون بالتصعيد العسكري واستخدام أسلحتهم ذات المنشأ الإيراني (رويترز)
يهدد الحوثيون بالتصعيد العسكري واستخدام أسلحتهم ذات المنشأ الإيراني (رويترز)

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، المجتمع الدولي من التراخي إزاء نهج الحوثيين الذين جدد اتهامهم بالتعنت ورفض تجديد الهدنة الإنسانية، مؤكداً تمسك مجلس الحكم الذي يقوده بالسلام وفق المرجعيات الثلاث المحلية والإقليمية والدولية المتفق عليها.

تصريحات العليمي جاءت خلال لقائه في الرياض، الخميس، السفير الأميركي لدى بلاده ستيفن فاجن، وذلك بالتزامن مع استمرار الجهود التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في المنطقة من أجل دعم مساعي السلام في اليمن.

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي (سبأ)

مصادر رسمية يمنية أفادت بأن لقاء العليمي مع فاجن تطرق إلى العلاقات الثنائية، وإلى مستجدات الوضع اليمني، وجهود الوساطة الحميدة التي تقودها السعودية وسلطنة عمان لتجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة «سبأ» عن العليمي أنه أشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة بين بلاده والولايات المتحدة والموقف الأميركي الداعم للشرعية الدستورية في مختلف المحافل، فضلاً عن تثمينه عالياً التدخلات الإنسانية الأميركية لتخفيف معاناة الشعب اليمني التي فاقمتها هجمات «الميليشيات الحوثية الإرهابية» على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.

المصادر اليمنية أوردت أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي أعاد التذكير بموقف المجلس والحكومة «المنفتح على كل المبادرات من أجل تحقيق السلام الشامل والمستدام والقائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وبما يضمن الشراكة الواسعة دون إقصاء أو تمييز، وعدم تكرار جولات الحرب، والاحتكام للدستور والقانون، واحترام قرارات الشرعية الدولية، والحقوق والحريات العامة، وعلاقات حسن الجوار».

وأشار العليمي إلى تعنت الحوثيين ورفضهم مساعي السلام وتجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، فيما يستمرون في التصعيد الحربي والعمليات العدائية العابرة للحدود، والعروض العسكرية بالأسلحة الإيرانية، والتهديد باستهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وصولاً إلى ما وصفه بـ«إجراءاتهم التعسفية» بحق شركة الخطوط الجوية اليمنية، وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان التي طالت آلاف المحتفلين بذكرى ثورة «26 سبتمبر».

احتجز الحوثيون طائرة الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء رداً على تعليق رحلاتها إلى الأردن (رويترز)

توضيحات العليمي رافقها تحذيره من «أي تراخٍ من جانب المجتمع الدولي إزاء نهج الميليشيات الحوثية». وقال إن ذلك من شأنه أن يشجعها على التمادي في تهديداتها للسلم والأمن الدوليين، وأن يجعل من ممارستها للقمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوكاً يتعذر التخلص منه مستقبلاً».

دعم واشنطن

ونسب الإعلام الحكومي اليمني إلى السفير فاجن أنه أكد «دعم واشنطن لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، وإصلاحاتهما الاقتصادية، والمؤسسية في مختلف المجالات». وأشاد بـ«التعاطي الرئاسي والحكومي الإيجابي مع الجهود الرامية لتخفيف المعاناة الإنسانية، وإحياء مسار السلام في اليمن».

دعوة لتضافر الجهود

من جهته، واصل المبعوث الأممي جولاته في المنطقة من أجل استجلاب الدعم لمساعيه الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، حيث شملت زياراته الأخيرة الدوحة ومسقط.

وذكر مكتب المبعوث، في بيان، أنه زار مسقط والتقى بوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وعدداً من كبار المسؤولين العمانيين؛ لمناقشة آخر المستجدات، والتقدم المحرز في جهود الوساطة الأممية للسلام في اليمن.

وأعرب غروندبرغ - بحسب بيان مكتبه - عن امتنانه للدعم الثابت الذي تقدمه سلطنة عمان. وشدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة الأطراف على الاتفاق على تدابير تحسين الظروف المعيشية في اليمن، والتوصل لوقف إطلاق نار مستدام في جميع أنحاء البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.

وكان غروندبرغ زار قطر والتقى بوزيرة الدولة للتعاون الدولي لولوة الخاطر، ومسؤولين قطريين آخرين لمناقشة أهمية تعزيز الدعم الإقليمي والدولي لجهود الوساطة الأممية في اليمن.

وتناول النقاش - وفق مكتب المبعوث - التقدم المحرز لدعم الأطراف للاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وعلى الالتزام بتنفيذ وقف إطلاق للنار في جميع أنحاء البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وقال غروندبرغ: «في حين أن حل النزاع يجب أن يتم التفاوض عليه من قبل اليمنيين، فإن زيادة التلاحم الإقليمي تعطي بلا شك أملاً أكبر في التوصل إلى حل للوضع في اليمن».

وأضاف: «ستلعب المنطقة دوراً كبيراً في مرافقة اليمن على طريق السلام، فضلاً عن إعادة الإعمار والتعافي».

ورحب غروندبرغ بالتأييد والدعم للتوصل لحل سلمي للنزاع الذي أعرب عنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التصريحات الرئاسية اليمنية، والجهود الأممية والدولية الرامية إلى تحريك رواكد الأزمة اليمنية، واكبها تصعيد حوثي على الأرض واستعراض للقوة بالتزامن مع الأعمال القمعية، وتهديد المطالِبين برواتبهم بالسجن.


مقالات ذات صلة

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

الاقتصاد مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري وتأسيس 3 شركات استراتيجية.

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جهاز مخابرات الحوثيين اعتقل عشرات الموظفين الأمميين وعمال المنظمات الدولية والمحلية (إعلام حوثي)

تقرير دولي يتهم مخابرات الحوثيين بالسيطرة على المساعدات الإنسانية

اتهم تقرير دولي حديث مخابرات الحوثيين بالسيطرة طوال السنوات الماضية على المساعدات الإنسانية وتوجيهها لخدمة الجماعة الانقلابية وتعطيل المشاريع الإغاثية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز) play-circle 00:37

صواريخ الحوثيين تزداد خطراً على إسرائيل بعد إصابة 23 شخصاً

باتت صواريخ الحوثيين المدعومين من إيران أكثر خطورة على إسرائيل، بعد إصابة نحو 23 شخصاً في تل أبيب، السبت، جراء انفجار صاروخ تبنت إطلاقه الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)

«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

أرغمت الجماعة الحوثية أخيراً مئات النساء والفتيات اليمنيات في 4 محافظات، على حضور فعاليات تعبوية ذات صبغة طائفية، والتبرع بالأموال لدعم الجبهات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)

البرد يهدد حياة 67 ألف أسرة يمنية في مخيمات النزوح

أطلقت الوحدة الحكومية المعنية بمخيمات النازحين في اليمن نداءً عاجلاً لإنقاذ حياة آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب جراء البرد القارس.

محمد ناصر (تعز)

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأحد)، إن وزير الخارجية هاكان فيدان، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في دمشق.

ولم تذكر الوزارة مزيداً من التفاصيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت صور ولقطات نشرتها الوزارة فيدان، والشرع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا وزعيم جماعة «هيئة تحرير الشام»، التي قادت عملية الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أسبوعين، وهما يتعانقان ويتصافحان.

أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي في دمشق (أ.ف.ب)

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الجمعة، إن فيدان سيتوجه إلى دمشق؛ لإجراء مناقشات مع الإدارة الجديدة في سوريا.

يأتي هذا في الوقت الذي أبدت فيه تركيا تمسكاً بتصفية «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدّ أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، في وقت تواجه فيه احتمالات التعرُّض لعقوبات أميركية؛ نتيجة هجماتها على مواقع الأكراد في شمال سوريا.

 

وعن سبب عدم إزالة تركيا «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب، قال فيدان، في مقابلة مع قناة «فرنس 24» الفرنسية، نقلتها وسائل الإعلام التركية، السبت: «إدراجنا (تحرير الشام) على قوائم الإرهاب مرتبط بقرارات الأمم المتحدة، نحن بالطبع نلتزم بقرارات مجلس الأمن، ولكن الوضع الآن مختلف، ويتعارض فيه البُعد القانوني مع البُعد الواقعي للأمر».

وأعادت تركيا، الأسبوع الماضي، بعد وقت قصير من دخول المعارضة التي تدعمها إلى دمشق، فتح سفارتها في سوريا التي كانت مغلقة منذ عام 2012.

وتم رفع العلم التركي فوق السفارة الواقعة في منطقة الروضة التي تضم كثيراً من البعثات الدبلوماسية، بحضور رئيس البعثة الجديد برهان كور أوغلو. وحضر الافتتاح ممثلون للحكومة الانتقالية التي تقودها «هيئة تحرير الشام».

ورحَّبت تركيا بسقوط النظام في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، وزار رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين العاصمة السورية، بحسب صور بثتها وسائل إعلام تركية.