الأمم المتحدة: الشتاء يهدد 900 ألف يمني في 12 محافظة

مأرب الأعلى خطراً بسبب كثافة النازحين

يعيش ملايين اليمنيين الذين شردهم الحوثيون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
يعيش ملايين اليمنيين الذين شردهم الحوثيون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
TT

الأمم المتحدة: الشتاء يهدد 900 ألف يمني في 12 محافظة

يعيش ملايين اليمنيين الذين شردهم الحوثيون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)
يعيش ملايين اليمنيين الذين شردهم الحوثيون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)

حذَّرت الأمم المتحدة من أن فصل الشتاء في اليمن يهدد ما يقارب مليون شخص موزعين على 12 محافظة، ومعظمهم من النازحين الذين شرَّدتهم الحرب التي فجَّرها الحوثيون، مع تأكيدها أن مأرب هي الأعلى خطراً بسبب احتضانها أغلب مخيمات النزوح.

وذكر «مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن» في تقرير حديث أن الشركاء بدأوا العمل على حماية المجتمعات الضعيفة من موسم الشتاء الذي يلوح في الأفق، بعد الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدها اليمن أخيراً.

يهدد الشتاء آلاف الأسر اليمنية في مخيمات النزوح (إكس)

ونبه المكتب إلى أن هذا الفصل الذي يحل باكراً في اليمن يجلب البرد القارس في معظم أنحاء البلاد التي وصفها بأنها أبرد من معظم الدول العربية، بسبب وجود المرتفعات، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمُّد، خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى فبراير (شباط).

سلسلة من التحديات

بحسب هذه البيانات، فإن فصل الشتاء يفرض سلسلة جديدة من التحديات على الأسر التي تعيش في مناطق محددة من محافظات صنعاء، عمران، ذمار، إب، البيضاء، أمانة العاصمة صنعاء، الضالع، صعدة، ومحافظة مأرب، والأخيرة وُصفت بأنها الأعلى خطراً، خلال الطقس الشتوي القاسي، إلى جانب الصعوبات المعيشية الهائلة الناتجة عن الصراع، والأزمة الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحذر المكتب الأممي من أن ذلك سيؤدي إلى فقدان سبل العيش، في ظل تحديات الشتاء المعقدة.

وتشير تقديرات المنظمات الإغاثية إلى أن الظروف الجوية القاسية خلال فصل الشتاء الحالي سوف تؤثر على أكثر من 900 ألف فرد (134 ألف أسرة) في 68 منطقة موزعة على 12 من المحافظات خلال الأشهر الأربعة المقبلة، بمن في ذلك النازحون داخلياً والعائدون والمجتمعات المضيفة، وأن النازحين داخلياً سيتعرضون بشكل خاص لصدمات الشتاء.

البرد والمطر يضاعفان معاناة المقيمين في مخيمات النزوح (إعلام حكومي)

مع تأكيد «مكتب الشؤون الإنسانية» أن مجموعة المأوى تكثف جهودها لتوفير الدعم الأساسي لفصل الشتاء، خصوصاً للتجمعات السكانية التي تعيش في المناطق شديدة البرودة، تعمل هذه المجموعة على استبدال الملاجئ المتضررة، وتوفير المواد وأدوات الإصلاح، وتوزيع مستلزمات الإيواء الطارئة على أولئك الذين يعيشون في الأماكن المفتوحة، إلى جانب البطانيات والملابس الشتوية.

أولوية الإغاثة

نتيجة نقص التمويل، ستكون الأولوية في توزيع المساعدات الخاصة بالشتاء وفق هذه المنظمات على العائلات التي هي في أمسّ الحاجة إلى العزل والحماية من البرد الشديد. كما أنه سيشمل الأفراد المقيمين في الأماكن المفتوحة والمخيمات غير الرسمية الذين لا يتوفر لديهم مأوى مناسب، والمعرضين لخطر الإخلاء الإجباري أو الانتقال.

وعلاوةً على ذلك، سيمنح الأطفال غير المصحوبين، وكبار السن، والأسر التي ترأسها الإناث أو الأشخاص ذوي الإعاقة، أو الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية، وأولئك الذين يعانون من حالات طبية شديدة الأولوية في الحصول على المساعدات المتعلقة بمواجهة فصل الشتاء.

ولأن مجموعة المأوى لم تحصل سوى على 16 في المائة فقط من المبلغ المطلوب، وهو 9.8 مليون دولار، نبَّهت المنظمات الإغاثية إلى أنه، ومن دون الحصول وبصورة عاجلة على مبلغ 8.2 ملايين دولار، فإن ما يقرب من 421 ألف يمني سيُتركون عرضة لطقس الشتاء القاسي.

انتهاكات الأطفال

جددت فيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، دعوة الأطراف اليمنية إلى تعزيز حماية الأطفال المتضررين من الصراع، وإدراج هذه الحماية في مفاوضات السلام، ورحَّبت بالجهود التي تبذلها جميع الأطراف لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، ووصفت الاجتماعات التي عقدتها مع الجانب الحكومي والحوثيين بـ«الإيجابية».

المسؤولة الأممية خلال لقائها سفراء الاتحاد الأوروبي في عدن (الاتحاد الأوروبي)

المسؤولة الأممية ذكرت في بيان وُزّع في ختام زيارتها إلى اليمن أن الاجتماعات التي عقدتها في عدن وصنعاء كانت إيجابية وبناءة، وبينت لها التقدم المحرَز لصالح أطفال اليمن، وتعهدت بمواصلة العمل مع جميع الأطراف الموقِّعة على مذكرة التفاهم لعام 2019.

ورحَّبت غامبا برغبة الحكومة اليمنية في الانخراط باستراتيجية حماية طويلة الأمد، وطالبت الحوثيين باتخاذ تدابير وقائية طويلة الأمد ومواصلة تنفيذ البروتوكول الموقَّع معهم عام 2020، بما فيه التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة وزيادة خدمات الدعم للأطفال.

وحضَّت المسؤولة الأممية أطراف النزاع على تجديد الهدنة وتوسيع نطاقها والانخراط مع المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من أجل استئناف عملية سياسية للتوصل إلى تسوية شاملة عن طريق التفاوض، مع إدراج المخاوف المتعلقة بحماية الطفل في هذه العملية.

وناشدت المجتمع الدولي دعم الأطفال في اليمن، من خلال توفير التمويلات اللازمة لبرامج إعادة الإدماج المجتمعي والإجراءات المتعلقة بالألغام التي تشكل أولوية لجميع الأطراف في البلاد.


مقالات ذات صلة

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

العالم العربي جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، أن انقلاب الجماعة الحوثية في بلاده تسبَّب في دمار هائل للبنى التحتية والاقتصاد الذي قد يخسر 657 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

الحوثيون ينشئون آلية للجبايات تحت مزاعم دعم القضاء

يتجه الحوثيون إلى توسيع دائرة مواردهم من خلال ابتكار آليات ووسائل جديدة للجبايات بالتزامن مع مساعيهم إلى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية في مناطق سيطرتهم.

وضاح الجليل (عدن)
يوميات الشرق وزير الإعلام اليمني وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى اليمن خلال انطلاق «ليالٍ يمنية» في الرياض (متداولة)

أنغام الطرب اليمني الأصيل تُعانق رقصات الفلكلور في قلب الرياض

على إيقاع الطرب اليمني الأصيل، وتناغم رقصات الفلكلور التراثي العريق، انطلقت مساء الأحد في قلب العاصمة السعودية الرياض، فعاليات «ليالٍ يمنية» التي تستمر 3 أيام.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

شنَّت الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
TT

العليمي: الحوثيون تسببوا في دمار هائل للبنى التحتية باليمن

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مشاركاً في «المنتدى الحضري العالمي» (سبأ)

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، أن انقلاب الجماعة الحوثية في بلاده تسبَّب في دمار هائل للبنى التحتية، مشيراً إلى تقديرات أممية بأن الاقتصاد سيخسر 657 مليار دولار بحلول 2030 في حال استمرّت الحرب.

تصريحات العليمي جاءت في وقت اتَّهم فيه عضوُ مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، الجماعةَ الحوثيةَ باستغلال موانئ الحديدة؛ لتهريب الأسلحة الإيرانية وتهديد الملاحة، وبرفض مساعي السلام، وذلك خلال لقائه في لندن وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وأوضح العليمي، في كلمة بلاده أمام «المنتدى الحضري العالمي»، الذي تستضيفه مصر، أن الحكومة في بلاده «ماضية في جهودها للتغلب على ظروف الحرب المدمرة التي أشعلتها الميليشيات الحوثية الإرهابية العميلة للنظام الإيراني».

واستعرض خسائر بلاده جراء الحرب الحوثية التي أدت إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الأساسية، وفي المقدمة الكهرباء، والطرق، وخطوط النقل والموانئ والمطارات، والجسور، والمصانع، والمنشآت التجارية.

وقال إن خسائر الاقتصاد والمدن الحضرية تتضاعف يوماً بعد يوم؛ جراء الحرب المفروضة على الشعب اليمني، محذراً من أن الخسائر سترتفع بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى 657 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرّت الحرب، ولم تستجب الميليشيات لنداء السلام، ومتطلبات استعادة مسار التنمية.

وبلغة الأرقام، أوضح العليمي أن التقديرات تشير إلى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49 في المائة من أصول قطاع الطاقة، و38 في المائة من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلاً عن أضرار بالغة التكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والأصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة، وأُعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقوداً إلى الوراء.

وتطرَّق رئيس مجلس الحكم اليمني إلى التحديات البنيوية والتمويلية المعقدة التي تواجه الحكومة اليمنية إزاء المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ إنفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات.

التطرف المناخي كبَّد اليمن خسائر كبيرة خلال السنوات الماضية (إعلام محلي)

وقال العليمي: «إن الأعاصير القوية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة تسببت بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين».

وأشار إلى أنه بين أبريل (نيسان) وأغسطس (آب) 2024 خلّفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قُدِّرت بنحو 350 مليون دولار.

وثمَّن العليمي، في كلمته، الدور السعودي والإماراتي والمصري، وباقي دول «تحالف دعم الشرعية»، في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية.

من جانبه، جدَّد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، اتهامات بلاده لإيران بدعم الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات. وقال إن الجماعة هي التي ترفض السلام، كما حمّل المجتمع الدولي المسؤولية عن توقف معركة تحرير الحديدة.

وبحسب الإعلام الرسمي، التقى مجلي في لندن، الثلاثاء، في وزارة الخارجية البريطانية، وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فالكونر.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عثمان مجلي مع وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سبأ)

وأوضح مجلي للوزير البريطاني أن السلام مطلب الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الانقلاب الحوثي. وقال: «لأجل السلام ذهبنا إلى المشاورات كافة، بدءاً من (جنيف1) و(جنيف2)، ومشاورات الكويت، واستوكهولم، وظهران الجنوب في السعودية».

وأكد أن الحكومة في بلاده تدعم كل الدعوات التي تحقق سلاماً عادلاً وشاملاً في اليمن وفق القرارات الدولية، بما يحقن الدماء ويصون حقوق اليمنيين في العيش بسلام.

وقال مجلي إن الدور الإيراني التخريبي امتدّ ضرره إلى الإقليم والعالم من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتمكين الجماعة من تهديد السفن التجارية في البحرَين الأحمر والعربي، وإعاقة تدفق سلاسل الغذاء، وإحداث أزمة عالمية.

وأشار مجلي إلى انتهاكات الحوثيين التي امتدت إلى العاملين في المنظمات الإنسانية الأممية والدولية، وموظفي السفارات الذين تمارس الجماعة ضدهم أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي، غير آبهة بالتحذيرات والدعوات التي تطلقها السفارات والمنظمات الدولية لسرعة الإفراج عنهم.

واتهم الحوثيين بإعاقة كل صفقات تبادل الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ. وقال: «الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة الذي استخدمه الحوثيون سابقاً ويستخدمونه حالياً لأغراض غير إنسانية وتهريب الأسلحة، وتحويله إلى غرفة عمليات لمهاجمة السفن، وتعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

عضو مجلس القيادة اليمني عثمان مجلي اتهم إيران بدعم الحوثيين لتهديد المنطقة (سبأ)

وأثنى عضو مجلس القيادة اليمني على الدور السعودي والإماراتي في بلاده، وقال إنه كان ذا أثر ملموس في التخفيف من معاناة اليمنيين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والطارئة ودعم الاقتصاد والعملة الوطنية.

ونسب الإعلام اليمني الرسمي إلى الوزير البريطاني أنه أكد حرص بلاده «على المضي في العمل مع الشركاء الدوليين ودول الجوار والمنطقة؛ لمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والالتزام بتحقيق سلام مستدام في اليمن، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي».