النازحون في مأرب يستغيثون لمواجهة صقيع الشتاء

سكان 67 مخيماً يفتقدون الحماية ومستلزمات التدفئة

مخيم من القش في محافظة مأرب تسكنه مئات الأسر النازحة (فيسبوك)
مخيم من القش في محافظة مأرب تسكنه مئات الأسر النازحة (فيسبوك)
TT

النازحون في مأرب يستغيثون لمواجهة صقيع الشتاء

مخيم من القش في محافظة مأرب تسكنه مئات الأسر النازحة (فيسبوك)
مخيم من القش في محافظة مأرب تسكنه مئات الأسر النازحة (فيسبوك)

أطلقت الوحدة التنفيذية اليمنية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب اليمنية، الاثنين، نداءً إنسانياً للمنظمات الإغاثية، من أجل المسارعة بالتدخل لمساعدة آلاف الأسر النازحة على مواجهة صقيع الشتاء، وتوفير مستلزمات التدفئة.
وأفادت الوحدة في بلاغ وزعته على وسائل الإعلام، بأنها تلقت نداءات استغاثة من 67 مخيماً، عبر إدارة الطوارئ والإنذار المبكر، من خلال فريقها الميداني في إدارة المواقع، من تأثيرات البرد وموجات الصقيع الأخيرة على الأسر النازحة في المخيمات.
وتوزعت نداءات الاستغاثة ما بين مناشدات بالتدخل وتغطية الاحتياجات؛ حيث أكدت الأسر النازحة أن خيامهم ممزقة ومهترئة لا توفر لهم الحماية، ولا تقيهم وأطفالهم البرد، وسط انعدام شبه تام للمواد والمستلزمات الأساسية للتدفئة.
وحسب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين (حكومية) فإن الأسر النازحة تواجه شتاءً قاسياً بإمكانات معدومة ومأوى مدمر ومتضرر، إذ «لم يكن ينقص الأسر النازحة سوى البرد وموجات الصقيع لتكتمل معاناتهم».
وأكدت الوحدة أن موجات البرد والصقيع التي اكتسحت المخيمات مؤخراً فاقمت من معاناة الأسر التي كانت من قبل هذا الشتاء القاسي في أسوأ حال، بعد نكبات طويلة مع النزوح وافتقار المخيمات لأدنى أساسيات الخدمات والمعيشة، من طعام وماء وتدفئة ومأوى تحفظ لهم كرامتهم وتحميهم.
وقال البيان إن «الآلاف من الأسر النازحة في المحافظة تنتظر يداً لتنتشلهم من الموت البطيء»، داعياً الجهات الفاعلة إنسانياً إلى «عدم البقاء متفرجة على المخاطر التي تحيط بالنازحين من كل جانب في مخيمات محافظة مأرب».
وأوضحت الوحدة اليمنية للنازحين أن «كثيراً من الأسر بات يعيش في وضع حرج في ظل انعدام الحد الأدنى للتدخلات من احتياجات الشتاء؛ حيث تعاني 98 في المائة من المخيمات والمواقع والتجمعات في المحافظة من تأثيرات البرد، والتي عددها 197 موقعاً وتجمعاً يسكنها قرابة 55991 أسرة نازحة ومشردة، ناهيك عن النازحين من عشرات الآلاف من الأسر التي تسكن خارج المخيمات، في الأحواش والمزارع والبيوت المهجورة والكونتيرات والشبكيات المغطاة بالأغطية القماشية والطرابيل».
وعلى وقع هذه التطورات الطارئة، أطلقت الوحدة التنفيذية ﻹدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، نداءً عاجلاً لكل وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، وجميع الشركاء الإنسانيين، «للتدخل السريع والطارئ لإغاثة ومساعدة الأسر النازحة في المخيمات، ولضرورة توفير مساعدات عاجلة لهذه الأسر والتخفيف من معاناتها».
وكان عاملون في قطاع الإغاثة قد أكدوا أن عشرات الآلاف من الأشخاص في مواقع النزوح يحتاجون إلى مستلزمات الشتاء، مثل البطانيات والملابس الشتوية وأجهزة التدفئة والوقود، للحفاظ على دفئهم ومنع المخاطر الصحية؛ حيث تقول الأمم المتحدة إن شركاءها في مجموعة المأوى يحتاجون بشكل عاجل إلى 12 مليون دولار لتوفير مستلزمات الشتاء لـ54 ألف أسرة من الفئات الأشد ضعفاً.
ويشير أحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إلى أنه يمكن تصنيف المناخ شبه الاستوائي في اليمن على نطاق واسع إلى موسمين رئيسيين: الشتاء والصيف. فخلال فصل الصيف تتجاوز درجات الحرارة القصوى اليومية 40 درجة مئوية، وغالباً ما تتفاقم بسبب تأثير الاحترار المحلي من جزيئات الغبار التي تنتقل من المناطق الصحراوية، وتنتشر في جميع أنحاء البلاد.
أما في فصل الشتاء، فتنخفض درجات الحرارة في بعض أجزاء المرتفعات إلى أقل من صفر درجة مئوية، في حين أن أنظمة هطول الأمطار تختلف بشكل ملحوظ في جميع أنحاء البلاد.
وطبقاً لما جاء في التقرير، فإن المناطق الساحلية تتلقى معظم الأمطار في أشهر الشتاء، بينما تتبع المرتفعات موسمين ممطرين متميزين: صيفاً وخريفاً. وبشكل عام، تعدّ التضاريس والتأثيرات البحرية هي الأنماط الرائدة لتقلب المناخ في جميع أنحاء اليمن.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأميركي تدمير 3 طائرات حوثية من دون طيار ومركبة دعم في مناطق يمنية تُسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران، وذلك في سياق الضربات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات المستمرة للشهر العاشر في البحر الأحمر وخليج عدن.

الضربات الأميركية ضد قدرات الحوثيين تزامنت مع استمرار الجهود التي تدعمها قوة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر (أسبيدس) من أجل إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، وقَطْرها إلى مكان آمن لتجنب كارثة بيئية غير مسبوقة عالمياً في حال انفجارها أو غرقها في البحر الأحمر.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، السبت، أن قواتها نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير 3 طائرات مسيرة ومركبة دعم في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وطبقاً للبيان، تبيّن أن هذه الأنظمة الحوثية تُشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه قد جرى اتخاذ هذه الإجراءات (تدمير الأهداف) لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

ولم تُشر الجماعة الحوثية إلى تلقي أي ضربات غربية في اليومين الأخيرين، كما لم تتبنَّ أي هجوم جديد ضد السفن في البحر الأحمر، منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي؛ إذ كانت قد هاجمت في ذلك التاريخ ناقلة نفط تحمل علم بنما من دون التسبب في أضرار كبيرة.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

مسيّرات حوثية تستخدمها الجماعة في شن هجماتها ضد السفن (رويترز)

وأطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت في مجملها إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ومن بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

إنقاذ «سونيون»

في آخر تحديث بخصوص عملية إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، نشرت المهمة الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس)، السبت، صوراً جديدة للناقلة التي تشتعل الحرائق على متنها بسبب هجمات الحوثيين، إلى جانب صور لأصولها العسكرية وسفينتي القطر اللتيين سوف تستخدمان في الإنقاذ.

استمرار الحرائق على سطح ناقلة النفط «سونيون» الجانحة في البحر الأحمر (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

وقالت المهمة الأوروبية في بيان: «إن عملية إنقاذ السفينة (سونيون) ضرورية لتجنب كارثة بيئية محتملة في المنطقة. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل عدد من الجهات الفاعلة العامة والخاصة معاً».

وأضافت أن أصول المهمة «أسبيدس» شاركت بنشاط في هذا المسعى المعقد، من خلال خلق بيئة آمنة، وهو أمر ضروري للقاطرات لإجراء عملية السحب.

ومن خلال تفويضها الدفاعي، أكدت «أسبيدس» أنها تعمل على حماية السلع المشتركة العالمية، بما في ذلك البيئة وسبل عيش أولئك الذين يعيشون حول البحر الأحمر.

وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد شنّوا سلسلة هجمات على الناقلة في 21 أغسطس (آب) الماضي، ما أدى إلى توقف محركها وجنوحها في البحر الأحمر بين اليمن وإريتريا، قبل أن تتدخل فرقاطة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية، وتقوم بإجلاء الطاقم المكون من 29 شخصاً إلى جيبوتي، وفق بيانات السلطات الجيبوتية.

سفن أوروبية ترافق قاطرات لإنقاذ الناقلة «سونيون» بعد تعرضها لهجمات الحوثيين (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

ولم يكتفِ الحوثيون بهذه الهجمات؛ حيث قاموا في اليوم التالي لإجلاء الطاقم، بالصعود على متن الناقلة التي تحمل مليون برميل من النفط الخام، وتفخيخ سطحها وتفجيرها، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في نحو 5 مواضع على الأقل.

ومع تصاعد المخاوف من حدوث أكبر كارثة بيئية محتملة في العالم في حالة انفجار الناقلة «سونيون» أو غرقها في البحر الأحمر، كانت الجماعة الحوثية قد وافقت على السماح بمحاولة إنقاذ السفينة، بعد أن تلقت ضوءاً أخضر من إيران، بناءً على مطالب أوروبية.

ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الشركة التي تتولى عملية الإنقاذ من تنفيذ المهمة، قبل أن يعود الحديث مجدداً عن محاولة جديدة ستبدأ قريباً لقطر الناقلة إلى مكان آمن.

وأعلن خفر السواحل في اليونان في وقت سابق أنه من المقرر البدء قريباً بقطر ناقلة «سونيون» التي تحمل أكثر من مليون برميل نفط.