كيف ولّد الصراع في غزة «حرب معلومات» بين إسرائيل و«حماس»؟

مركبات مدرّعة تابعة للجيش الإسرائيلي تظهر خلال عملياته البرية في موقع بغزة (رويترز)
مركبات مدرّعة تابعة للجيش الإسرائيلي تظهر خلال عملياته البرية في موقع بغزة (رويترز)
TT

كيف ولّد الصراع في غزة «حرب معلومات» بين إسرائيل و«حماس»؟

مركبات مدرّعة تابعة للجيش الإسرائيلي تظهر خلال عملياته البرية في موقع بغزة (رويترز)
مركبات مدرّعة تابعة للجيش الإسرائيلي تظهر خلال عملياته البرية في موقع بغزة (رويترز)

بات من المعروف أن لدى الحكومة الإسرائيلية وجيشها آلة عمليات ترتبط بالعلاقات العامة تُعدّ من الأقوى في العالم. لقد اعتادت إسرائيل الانتقادات، ومسؤولوها بارعون في الوصول إلى الصدارة في رسائلهم، بينما تتخبط الدول الأخرى ببساطة برسائل مختلطة، والافتقار إلى التفكير المشترك.

وفي إسرائيل، يُعدّ المتحدثون الرسميون دائماً على علم بالرسالة، حيث يخوضون حرباً لا تقل أهمية عن جنودهم الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية.

ويقول كبير المراسلين لدى شبكة «سكاي نيوز»، ستيوارت رامزي، في تحليل نشره مؤخراً: «نحن لا نستطيع أن نرى ما تفعله القوات الإسرائيلية بأعيننا، لذلك نعتمد على مجموعة من الصور التي تصلنا من قوات الدفاع».

وتابع: «يجري تعديل المقاطع بشكل كبير - لا يمكن التعرف على الجنود والمواقع... لكنها تعطينا لمحة عما يبدو عليه غزو غزة. نكتب القصص مع تحديد الصور الواردة من الجيش الإسرائيلي، وإظهار ما يقول مكتبهم الصحافي إنها تظهر. لكن إسرائيل لا تملك السيطرة الكاملة على المعلومات».

عناصر من القوات الإسرائيلية يتخذون مواقعهم أثناء العمليات البرية في غزة (رويترز)

وأشار رامزي إلى أنه «لدينا زملاء في غزة يرسلون معلومات من شهود عيان حول التطورات هناك، لكن كما أننا لسنا موجودين مع الجيش الإسرائيلي، فهم ليسوا موجودين مع (حماس) أيضاً... حرب المعلومات في الشرق الأوسط لديها لاعب جديد هو آلة العلاقات العامة لحركة (حماس)».

وتنشر «حماس» صوراً للمقاتلين وهم يخرجون من الأنفاق ويشتبكون، على ما يبدو، مع أهداف إسرائيلية.

وأضاف رامزي: «بما أننا لا نستطيع التحقق مما يقوله الجيش الإسرائيلي، فإننا لا نستطيع أيضاً التأكد من أحدث صور (حماس). ولكن مما رأيته من خلال تجربتي في تغطية الحرب، أستطيع أن أقول بأمان إن هذا هو ما تبدو عليه ساحة المعركة».

ويُظهر آخِر بث للجيش الإسرائيلي أن الجنود الإسرائيليين يتوغلون في عمق غزة وفي المناطق الحضرية.

تُظهر حقائب الظهر الثقيلة للجنود أنهم يحملون على ظهورهم كل ما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة، وهذا يعني عملية موسّعة في عمق أراضي غزة، مع القليل من إعادة الإمداد، على الأقل في البداية.

وتحرُّك الدبابات وناقلات الجنود المدرّعة والجرافات التي تمهد الطريق يهدف إلى إظهار أنهم يُحرزون تقدماً في الداخل. كما يدل وضع الجنود الستائر الخشبية في المنازل على أنهم سيطروا على مناطق بالفعل، وفق رامزي.

ونشرت «حماس» مقطع فيديو يُظهر صوراً التقطتها مسيّراتها لموقع إسرائيلي يضم جنوداً وسط دائرة من الدبابات. يبعث ذلك رسالة مفادها أن الحركة تمتلك أيضاً مهارات التكنولوجيا والمراقبة.

وقال رامزي: «يُظهر مقطع آخر مقاتلين يخرجون من نفق ويهاجمون إسرائيليين، على ما يبدو، وهو جزء ذكي من العلاقات العامة. يعطي ذلك رسائل إلى جمهورهم: الأنفاق الشغالة، والهجمات المفاجئة، وعدم الهزيمة».

وتابع: «يدرك كلا الجانبين أن رسائل المعلومات في هذه الحرب أمر أساسي».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.