لماذا ينشغل «عرب السوشيال ميديا» بـ«ابن اليهودية» أدرعي؟

إسرائيل تواصل حملتها العسكرية ضد غزة (أ.ف.ب)
إسرائيل تواصل حملتها العسكرية ضد غزة (أ.ف.ب)
TT
20

لماذا ينشغل «عرب السوشيال ميديا» بـ«ابن اليهودية» أدرعي؟

إسرائيل تواصل حملتها العسكرية ضد غزة (أ.ف.ب)
إسرائيل تواصل حملتها العسكرية ضد غزة (أ.ف.ب)

يفضل بعض رواد «السوشيال ميديا» العرب، الاشتباك مع منشورات المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي «يتعمد المغالاة في تصريحاته الاستفزازية»، خاصة عن الحرب الإسرائيلية في غزة. وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أشاروا إلى أن الجدل الذي يحدثه أدرعي بشكل يومي تقريباً، يأتي ضمن «رسائل محكمة وموجهة لهندسة الوعي العربي بما يخدم الرؤية الإسرائيلية»، فضلاً عن «تجاوز حاجز المقاطعة الإعلامية التي تفرضها وسائل إعلام عربية تقليدية على الإعلاميين الإسرائيليين».

وانشغل متابعون، الاثنين، بمقطع مصور نشره أدرعي، على منصتي «فيسبوك» و«إكس» سماه «ابن اليهودية»، وتصدر محرك البحث على منصة «إكس»، وحظي بتفاعلات كبيرة خصوصاً من المتابعين العرب. وجاءت معظم الردود التفاعلية على المقطع بـ«الشتائم أو تعليقات محرضة على مقاطعته». ما أثار تساؤلات حول كيفية التعامل مع المسؤولين الإسرائيليين، وهل يكون بالمتابعة لتفنيد مزاعمهم، أم بالتجاهل والمقاطعة؟

وفي المقطع يرد أدرعي على من يعيرونه بـ«ابن اليهودية» قائلاً: «أنا ابن اليهودية الذي يحارب أبناء الشيطان والظلام والإرهاب»، موجهاً رسالته لمن أطلق عليهم «دواعش (حماس)».

ويعد أدرعي «جزءاً لا يتجزأ من منظومة المخابرات الحربية الإسرائيلية»، وفق أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس الدكتور محمد عبود، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن دور أدرعي يتضمن «جمع المعلومات عن العالم العربي من المصادر المفتوحة مثل الصحف والتلفزيونات ومواقع الإنترنت»، إلى جانب «التأثير في الجماهير العربية عبر صياغة رسائل محكمة وموجهة لهندسة الوعي العربي بما يخدم الرؤية والسردية الإسرائيلية».

وتحظى صفحات أدرعي على السوشيال ميديا بأعداد كبيرة نسبياً من المتابعين، حيث إن لديه 2.4 مليون متابع على «فيسبوك» وأكثر من 500 ألف متابع على «إكس»، و96 ألف متابع على «إنستغرام»، وقد حظي المقطع الأخير بتعليقات وصلت إلى ألفي تعليق في ساعات قليلة.

ويرى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور عثمان فكري، أن الإسرائيليين «محترفون في مسألة الدعاية ويوظفونها بطريقة خبيثة»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنهم «يضعون معلومة صغيرة وبجوارها الكثير من الأكاذيب، ومن الممكن أن يتعرض بعض محدودي الثقافة الذين يتابعون تلك الصفحات للتضليل».

وعلى فترات متباعدة اشتهر أدرعي بمواجهاته على الميديا العربية والسوشيال ميديا تحديداً، وجرى سجال سابق بينه وبين الفنانة اللبنانية إليسا عام 2009، التي انتقدت سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في تدوينة على حسابها، فرد عليها أدرعي بأخرى يحمّل فيها حركة «حماس» المسؤولية.

ويوضح عبود أن «مقاطع أدرعي تتضمن عادة تصريحات استفزازية معدة بإحكام تستثير المشاعر وتدفع المتابعين للتعليق بالشتائم والسباب لتفريغ طاقة الغضب لدى المتابعين العرب»، ولفت إلى «استخدام الأجهزة الإسرائيلية سيكولوجية الجماهير»، مبيناً أن «المواطن العربي حين يرى عدداً كبيراً من المعلقين يشارك هو الآخر ولا يضع في اعتباره أن هذا المنشور له وظيفة».

ويسعى أدرعي، وفقاً لعبود، للانتشار عن طريق المشاركة في الموضوعات الرائجة أو صناعة «الترند» كما حدث في حالة فيديو «ابن اليهودية»، بطريقة تستهدف التأثير سلباً في الرأي العام العربي وتوجيهه لخدمة القضايا الإسرائيلية.

وقبل أيام جرى سجال بين الفنانة المصرية أنغام وأدرعي، بشأن حرب غزة، عبر حسابيهما على منصة «إكس» وحظي باهتمام وتفاعل لافتين في مصر والدول العربية.

ومن واقع متابعته للرأي العام والسوشيال ميديا يشير فكري إلى أن «الناس أصبح لديها وعي كبير بالدعاية الإسرائيلية»، وترد عليها بـ«قوة» مثلما حدث من سجال بين أنغام وأفيخاي، وقال إنه يرى أن «المواجهة وليس التجاهل هي الحل الأمثل، للرد على المعلومات المغلوطة التي يبثها الإعلام الإسرائيلي».

ورصد عبود عناصر عدة لاستفادة إسرائيل من السوشيال ميديا، منها تجاوز حاجز المقاطعة الإعلامية التي تفرضها وسائل الإعلام العربية التقليدية على الإعلاميين الإسرائيليين، وقال إن «أدرعي يصل إلى العالم العربي ويتفاعل معه عبر الهاتف الذي في يده»، مؤكداً أن «تلك المنشورات تستهدف أيضاً تسريب السردية الإسرائيلية وتشكيك المتابعين العرب في المؤسسات الحاكمة، فضلاً عن العمل على تشكيك المواطن العربي في عدالة قضيته، ويصل الأمر إلى وصف العرب بالتطرف و(الداعشية)، حتى يسرب إلى المتابعين أفكاراً تنفي حق المقاومة في استعادة الأراضي العربية المسلوبة في فلسطين ولبنان وسوريا».


مقالات ذات صلة

غوتيريش: إسرائيل حوّلت غزة إلى «ساحة قتل»

المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 3 أبريل 2025 (رويترز)

غوتيريش: إسرائيل حوّلت غزة إلى «ساحة قتل»

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن قطاع غزة أصبح «ساحة قتل»، منتقداً إسرائيل بسبب منعها دخول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي شاحنات قرب مَنفذ جابر الأردني في طريقها نحو العاصمة السورية ضمن الجسرين الجوي والبري (واس)

«يد العون» السعودية تواصل التخفيف من معاناة فلسطين وسوريا

سجّلت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة رقماً جديداً مع تجاوز حجم التبرّعات 714 مليون ريال سعودي.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب) play-circle 00:46

مقتل عشرة بينهم صحافي فلسطيني في غارة جوية على جنوب غزة

قال مسعفون ونقابة الصحافيين الفلسطينيين إن صحافياً فلسطينياً قُتل بغارة إسرائيلية، وقالت إسرائيل إنها استهدفت «إرهابياً» من «حماس» بينما نفت الحركة ذلك.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مبانٍ مدمرة في شمال غزة كما شوهدت من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز) play-circle

وزير الداخلية الإسرائيلي: أكثر من 16 رحلة جوية تقل سكاناً من غزة غادرت إسرائيل

وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل قال، الاثنين، إن أكثر من 16 رحلة جوية تقل سكاناً من قطاع غزة غادرت مطار رامون بالقرب من إيلات في جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فتى فلسطيني يعمل في معمل لاستخلاص الوقود من البلاستيك المعاد تدويره في جباليا شمال قطاع غزة أمس (

«حرب عطش» يخوضها الغزيون بلا أسلحة

ازدادت الحرب الإسرائيلية على غزة ضراوة، وخلّفت حرباً إضافية يخوضها الغزيون يومياً بلا أسلحة للحصول على المياه، إذ تم تشديد الحصار على القطاع وأغلقت المعابر.

«الشرق الأوسط» (غزة)

قيادي في «حماس»: «من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار» في غزة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة «حماس»)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة «حماس»)
TT
20

قيادي في «حماس»: «من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار» في غزة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة «حماس»)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة «حماس»)

شدّد قيادي في «حماس» لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، على «ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار» في غزة، لافتاً إلى استمرار التواصل مع الوسطاء من دون طرح أي اقتراح جديد في هذا المعنى.

وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، لصحافية في وكالة الصحافة الفرنسية: «لا يمكن لهذه الحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية، من الضروري تالياً التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأضاف أن «التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمراً حتى الآن» من دون أي اقتراح جديد، وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، العمل على «اتفاق» جديد للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، العمل على التوصل إلى «اتفاق» جديد بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة. وصرّح نتنياهو في المكتب البيضاوي: «نعمل حالياً على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن».

بعد شهرين من التهدئة الهشة بين «حماس» والدولة العبرية، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري في قطاع غزة في 18 مارس (آذار). وقد أتاحت الهدنة الأخيرة عودة 33 رهينة إسرائيلياً، ثمانية منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

ويصر نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار «حماس» على إعادة الرهائن، الأحياء و الأموات، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة. في الثالث من أبريل (نيسان) اتّهم قياديان في «حماس»، إسرائيل، بأنها تريد «تعطيل الاقتراح المصري - القطري وتعطيل أي اتفاق».

وقال بدران إن «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية المسلّحة التي تواجه إسرائيل «وافقت على الاقتراح الذي تقدّم به الوسطاء المصريون والقطريون والذي رفضه الاحتلال»، مؤكداً انفتاح «حماس» على «كل الأفكار التي يمكن أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار».