مقتل عشرة بينهم صحافي فلسطيني في غارة جوية على جنوب غزة

إسرائيل تقول إنها استهدفت «إرهابياً» من «حماس» والحركة تنفي

0 seconds of 46 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:46
00:46
 
TT
20

مقتل عشرة بينهم صحافي فلسطيني في غارة جوية على جنوب غزة

أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)

قال مسعفون ونقابة الصحافيين الفلسطينيين إن صحافياً فلسطينياً قُتل ومعه 9 أشخاص آخرين، اليوم الاثنين، وأُصيب العشرات عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة تستخدمها وسائل إعلام محلية في جنوب قطاع غزة.

وأظهرت لقطات مصورة أشخاصاً يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في الخيمة في ساحة مستشفى ناصر في خان يونس خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت لقطات أخرى نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي أن الخيمة احترقت تماماً إلى جانب الأثاث والمعدات بداخلها.

وانتشرت على نطاق واسع صور تُظهر صحافياً تشتعل فيه النيران وشخصاً آخر يحاول إنقاذه.

وأدى القصف الإسرائيلي على الخيمة داخل مجمع مستشفى ناصر إلى مقتل 10 أشخاص بينهم الصحافي، وإصابة العشرات بجروح خطيرة بعد اشتعال النيران في خيمتهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف حسن إصليح ووصفه بأنه «إرهابي يتخفى في العمل الصحافي» وعضو في كتيبة خان يونس التابعة لحركة «حماس».

وأوضح مسعفون أن إصليح، وهو صحافي فلسطيني معروف في غزة ويتابعه مئات الآلاف على مواقع التواصل، أصيب بجروح بالغة في الغارة.

وقالت إسرائيل إن إصليح شارك في هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال الجيش: «خلال المذبحة وثق إصليح ونشر على مواقع التواصل مقاطع لأعمال نهب وحرق وقتل».

فلسطينيون يبحثون عن ناجين وسط أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ناجين وسط أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ب)

وقال المسؤول في «حماس» ومدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة إن اتهامات إسرائيل لإصليح «باطلة»، وأنه لا ينتمي لأي حزب سياسي.

وأضاف لوكالة «رويترز»: «ادعاء الاحتلال بأن إصليح تسلل إلى الأراضي المحتلة وشارك في أحداث السابع من أكتوبر هو جزء من سياسة التشويه والتلفيق التي يتبعها الإحتلال لتبرير استهداف الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي».

وفي وقت لاحق شارك عشرات الصحافيين والأقارب في جنازة الصحافي القتيل حلمي الفقعاوي. وحمل زملاؤه جثمانه على محفة طبية مع وضع سترته الواقية من الرصاص الزرقاء فوقه.

وقال الصحافي عبد شعث: «صحينا على انفجار قريب منا وطلعنا من الخيمة كلنا لقينا في استهداف لخيمة زملائنا الصحافيين... لكن إحنا مستمرين... هنواصل في تأدية الرسالة ونقل الحقيقة للعالم كله وهذا واجب إنساني علينا».

ووفقاً لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، رفعت وفاة الفقعاوي عدد الصحافيين الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 210 منذ أكتوبر 2023.

ونددت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للسلطة الفلسطينية بمقتل الفقعاوي، ووصفته في بيان بأنه «قتل خارج إطار القانون».

وأضافت: «هذا الاعتداء الوحشي يأتي ضمن سلسلة متصاعدة من الجرائم التي تطول الصحافيين بشكل مباشر في محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وتغييب الحقيقة».

وفي المجمل، قالت السلطات الصحية المحلية إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل في أنحاء قطاع غزة، الاثنين.

وكان الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق اليوم: «ارتقى 12 شهيداً على الأقل بينهم عدد من الأطفال والنساء» (...) جراء غارات جوية إسرائيلية، «بينها استهداف مباشر لخيمة صحافيين»، مشيراً إلى وقوع عدد من الجرحى.

أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)

وقال الدفاع المدني في غزة إن غارة في دير البلح (وسط) قتلت 7 أشخاص، كما قُتل 3 أشخاص آخرين في غارة في شارع وادي العرايس في حي الزيتون في جنوب شرقي مدينة غزة.

في دير البلح، تلقّى العديد من النازحين الفلسطينيين رسائل نصية من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بالإجلاء، متوعداً بتنفيذ غارات جوية على هذه المناطق، ردّاً على إطلاق صواريخ من غزة.

وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أعلنت أنها أطلقت، الأحد، «رشقة صواريخ باتجاه مدينة عسقلان» في جنوب إسرائيل، في حين أكّد الجيش الإسرائيلي أن 10 مقذوفات أُطلقت من غزة في اتجاه إسرائيل تمّ اعتراض بعضها.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.

واندلعت الحرب بعد أن هاجم آلاف المسلحين بقيادة حركة «حماس» مناطق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023؛ ما أسفر وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.


مقالات ذات صلة

«الأونروا»: أكثر من 1000 طفل قتلوا وجرحوا خلال الأسبوع الأول من انهيار وقف النار بغزة

المشرق العربي فلسطينيون يعاينون الأضرار أمام مباني وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة غزة (د.ب.أ)

«الأونروا»: أكثر من 1000 طفل قتلوا وجرحوا خلال الأسبوع الأول من انهيار وقف النار بغزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، السبت، مقتل وجرح أكثر من 1000 طفل في غزة خلال الأسبوع الأول بعد انهيار وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ضحايا محاصرين تحت الأنقاض في موقع غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلاً بمدينة غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب... معادلة يقبلها العالم ويرفضها نتنياهو

كشف مصدر مطلع في حركة «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) أن وفداً مؤلَّفاً من قادة كبار في الحركة الفلسطينية، من المقرر أن يصل إلى القاهرة.

«الشرق الأوسط» (غزة - القاهرة)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تشرب الماء من غالون في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

الغزيون يعانون الأمرين لنيل قدر ضئيل من المياه النظيفة

أعلنت السلطات البلدية في مدينة غزة أن مئات الآلاف من سكان المدينة خسروا مصدرهم الوحيد للمياه النظيفة قبل أيام إثر قطع الإمدادات من شركة المياه في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أطلقت «حماس» عدداً كبيراً من الصواريخ باتجاه إسرائيل من رفح (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

إسرائيل لتكثيف عملياتها في «معظم أنحاء غزة» بعد «تطويق» رفح

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم (السبت) اكتمال تطويق رفح جنوب غزة.

المشرق العربي فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب) play-circle

حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تقترب من 51 ألف قتيل

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصاً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي أمس الجمعة على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الصدر «المقاطع» يوجّه فصيله المسلح بتحديث سجلّ الناخبين

مقتدى الصدر (فيسبوك)
مقتدى الصدر (فيسبوك)
TT
20

الصدر «المقاطع» يوجّه فصيله المسلح بتحديث سجلّ الناخبين

مقتدى الصدر (فيسبوك)
مقتدى الصدر (فيسبوك)

في ظل إجراءات مقتدى الصدر التي تبدو «متضاربة» في عيون خصومه وأصدقائه، عاد السبت ليحث أتباعه في «سرايا السلام» الجناح العسكري لتياره، على تحديث سجل الناخبين، بعد أن كان أعلن في وقت سابق عدم مشاركته في الانتخابات العامة المقررة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وجاء تأكيد الصدر على تحديث سجل الناخبين بعد أقل من يوم على تجديد حزب «الدعوة الإسلامية» ثقته بقيادة نوري المالكي خلال مؤتمر للحزب عقد في كربلاء، الجمعة. ومعروف أن المالكي أشد خصوم الصدر السياسيين.

وشدد الصدر ردا على كتاب قدمه ما يعرف بـ«معاونه الجهادي» المسؤول عن «سرايا السلام» على ضرورة تحديث بطاقة الناخب، «حتى في حال اتخاذ قرار بمقاطعة الانتخابات وعدم الاشتراك فيها، فمن قاطع ولم يحدّث فلا أثر لمقاطعته».

نسخة متداولة من وثيقة خاصة بـ«سرايا السلام» الجناح العسكري للتيار الصدري (إكس)
نسخة متداولة من وثيقة خاصة بـ«سرايا السلام» الجناح العسكري للتيار الصدري (إكس)

وحثّ الصدر أتباعه في 19 فبراير (شباط) الماضي، على تحديث بياناتهم الانتخابية، في خطوة رجح مراقبون في حينها أنها إشارة منه إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية العامة.

لكنه عاد أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، وأعلن عدم مشاركته في الانتخابات، وقال: «ليكن في علم الجميع، ما دام الفساد موجوداً فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء، لا هم لها إلا المصالح الطائفية والحزبية».

وقرر الصدر ترك المجال السياسي في يونيو (حزيران) 2022، حين أمر نواب كتلته البرلمانية الـ73 بالاستقالة ومغادرة مجلس النواب بعد أن كانت الكتلة تمثل الثقل «الشيعي» الأكبر داخل القبة البرلمانية.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (رئاسة الوزراء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (رئاسة الوزراء العراقية)

التلاعب بالخصوم

ورأى مصدر مقرب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية أن «الصدر يحلو له اللعب بأعصاب الخصوم».

وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الصدر بارع في المناورة السياسية مع خصومه وغالبا ما يتركهم في شك من خطوته التالية، معظم القوى الشيعية اليوم غير واثقة من مشاركته أو عدم مشاركته في الانتخابات، وهذا بحد ذاته يمثل إرباكا لها».

ويعتقد المصدر أن «جميع خصوم الصدر من القوى الشيعية لا يرغبون في مشاركة تياره في الانتخابات، لأنه قادر على الاستحواذ على نصف مقاعد الشيعة وأكثر من ذلك، ومع عدم المشاركة ستكون لهم الأفضلية في البرلمان كما يحدث في الدورة الحالية بعد سحب نوابه من البرلمان».

ويتابع بأن «من الصعب جدا التكهن بخطوة الصدر التالية، ربما سيوعز لتياره بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وربما لا يفعل، من يدري؟ لدى تياره مرونة كافية للمشاركة، لكن ذلك كله ينعكس على خطط خصومه السياسيين المستقبلية».