أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، أنه ليس هناك حل مستدام في اليمن إلا بصياغته من قبل اليمنيين أنفسهم، وذلك في ختام لقاءات أجراها في الرياض مع مسؤولين يمنيين وإقليميين ودوليين.
تصريحات غروندبرغ جاءت اتساقاً مع تصريحات سابقة له إثر لقائه مسؤولين دوليين، حيث يأمل أن تقود جهوده التي تواكبها مساع سعودية وعمانية، إلى إبرام اتفاق يمني لتجديد الهدنة وتوسيعها لتشمل كافة الجوانب الإنسانية.
وأفاد مكتب المبعوث، في بيان، بأن لقاءاته في الرياض بمسؤولين ودبلوماسيين يمنيين وإقليميين ودوليين، ركزت على الخطوات المقبلة في سبيل تيسير التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات لتحسين ظروف المعيشة في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وعملية سياسية جامعة بين اليمنيين برعاية أممية.
والتقى غروندبرغ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، لمناقشة تطورات جهود الوساطة الأممية، وشدد - بحسب البيان - على أن اليمن يمر بمنعطف حاسم ما زال يحمل في طياته فرصة تقريب اليمنيين من تحقيق السلام العادل الذي يصبون إليه.
كما عقد المبعوث الأممي إلى اليمن اجتماعاً مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، حيث اتفقا على ضرورة استمرار دعم المنطقة لليمن على مدار مسار السلام والتعافي. كما التقى غروندبرغ سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، لبحث سبل استمرار تضافر الجهود الإقليمية والدولية؛ سعياً لاستئناف عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة.
وطبقاً للبيان، عقد غروندبرغ مناقشات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن حول ضرورة استمرار توافق مجلس الأمن على دعم حل سياسي مستدام وشامل في اليمن يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات.
وقال المبعوث: «لا يمكن صياغة حل مستدام للنزاع في اليمن إلا من قبل اليمنيين أنفسهم. يجب أن تجتمع الأطراف مع آخرين في إطار جامع لبناء مستقبل سلمي مشترك. الأمم المتحدة ملتزمة ومستعدة لتقديم هذه المساحة بمجرد أن تتخذ الأطراف الخطوات الحاسمة اللازمة لتحويل هذه الرؤية إلى واقع».
تمسك يمني بالمرجعيات
أفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، استقبل ومعه عضو المجلس عثمان مجلي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، ومساعده معين شريم.
ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي استمع من المبعوث إلى إحاطة بشأن اتصالاته الأخيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والمساعي الرامية لتجديد الهدنة، واستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وخلال اللقاء، وضع رئيس مجلس الحكم اليمني المبعوث الأممي أمام «انتهاكات الميليشيات الحوثية للحقوق والحريات العامة، وتحشيدها وخروقها المستمرة على مختلف الجبهات، بما في ذلك هجماتها الأخيرة العابرة الحدود»، وفق ما أورده الإعلام اليمني الرسمي.
وفي حين أكد العليمي التزام المجلس الذي يقوده والحكومة بدعم الجهود الحميدة للمبعوث الأممي بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، أكد في الوقت نفسه «أهمية الضغط على الميليشيات الحوثية من أجل تغليب مصلحة اليمنيين على مصالح قادتها وداعميها، والتعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة لما فيه تخفيف المعاناة الإنسانية، وإحياء الأمل باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد».
وكان العليمي ومعه خمسة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي التقوا في الرياض، الأربعاء، وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، حيث ثمنوا عالياً مواقف السعودية إلى جانب الشعب اليمني، بما في ذلك مبادراتها وجهودها المستمرة لتجديد الهدنة وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ونقل الإعلام اليمني أن وزير الدفاع السعودي أكد خلال اللقاء دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي، وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن.