اعتقال ألف يمني في صنعاء احتفلوا بذكرى ثورة «26 سبتمبر»

الحوثيون أطلقوا مسلحيهم لقمع المشاركين والاعتداء عليهم

أطلق الحوثيون عناصرهم لقمع واعتقال المحتفلين بثورة «26 سبتمبر» (إكس)
أطلق الحوثيون عناصرهم لقمع واعتقال المحتفلين بثورة «26 سبتمبر» (إكس)
TT

اعتقال ألف يمني في صنعاء احتفلوا بذكرى ثورة «26 سبتمبر»

أطلق الحوثيون عناصرهم لقمع واعتقال المحتفلين بثورة «26 سبتمبر» (إكس)
أطلق الحوثيون عناصرهم لقمع واعتقال المحتفلين بثورة «26 سبتمبر» (إكس)

كشف محامون ونشطاء يمنيون عن اعتقال الحوثيين أكثر من ألف شاب في صنعاء من الذين شاركوا في إحياء ذكرى ثورة «26 سبتمبر» وسقوط نظام حكم الإمامة في شمال اليمن، حيث شهدت المدينتان اعتداء المسلحين الحوثيين على المشاركين وتهديد بالمزيد من الاعتقالات.

وذكر المحامي عبد المجيد صبره، الذي يتولى قيادة فريق من المحامين المدافعين عن المعتقلين لدى الحوثيين منذ سنوات، أن هناك ألف محتجز تقريباً في أقسام الشرطة في العاصمة صنعاء، بينهم 20 محتجزاً في قسم شرطة جمال جميل في مديرية التحرير.

يمنيون من مختلف الفئات العمرية يشاركون في الاحتفال بذكرى ثورة «26 سبتمبر» (إكس)

وأوضح صبره، أنه وزملاء له ذهبوا لمتابعة وضع المعتقلين، وحين استفسروا عن سبب عدم الإفراج عن المحتجزين كونه سبق أن قُطِع وعد بالإفراج عنهم، رد عليه الحوثيون بأنهم محبوسون على ذمة البحث الجنائي في العاصمة صنعاء، وأن تلفونات المحتجزين لدى البحث وما زالت لديهم وأنه يتوقع الإفراج عنهم عقب احتفال الحوثيين بالمولد النبوي.

ألف محتجز في صنعاء

المحامي اليمني عبد المجيد صبره، نقل عن مدير قسم الشرطة القول أن هناك تقريباً ألف محتجز في أقسام شرطة العاصمة على ذمة البحث الجنائي بسبب رفعهم العلم الوطني، وأنه برر هذه الحملة بمشاركة هؤلاء في «عمل فوضى»، وأنهم مدفوعون من قِبل أطراف أخرى.

وذكر صبره، أنه التقى بعض المعتقلين وأفادوا بأن سبب احتجازهم هو رفعهم العلم الجمهوري، وأنه تم التعرض لهم دون أن تحدث من قِبلهم أي فوضى كما زعم مسؤولو قسم الشرطة الحوثيون، كما أفادوا بأنه تم أخذ هواتفهم من قِبل البحث الجنائي الحوثي بعد أن أُلزموا بإلغاء كلمات المرور، وأن هواتفهم لا تزال عند عناصر الجماعة.

فوجئ الحوثيون بحجم المشاركين في الاحتفالات بذكرى سقوط الإمامة (إكس)

وفي سياق متصل، ذكر ناشطون أن الآلاف نزلوا إلى شوارع صنعاء وإب احتفالاً بذكرى ثورة «26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في عام 1962، وأن عناصر الحوثيين هاجموا المحتفلين بالعصي وأعقاب البنادق؛ ما تسبّب في إصابات عدة.

وبحسب المصادر، رد المحتفلون بقذف المسلحين الحوثيين بالحجارة واستمروا في الاحتفال، حيث أغلق الحضور الكبير للمشاركين شارع حدة الحيوي في قلب صنعاء، وسجلت الفتيات حضوراً لافتاً في هذه الاحتفالات التي لم يسبق أن شهدتها المدينة منذ تسعة أعوام.

وذكر سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن المسلحين الحوثيين فوجئوا بالحشود الكبيرة التي نزلت إلى شوارع المدينتين عقب ليلة من قمع من حاولوا الاحتفال بالمناسبة، حيث توافد الآلاف إلى شوارع مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) يرفعون الأعلام الوطنية ويرددون الأناشيد الحماسية.

وطاف المحتفلون شوارع مدينة إب - بحسب المصادر - منذ ما بعد الزوال وحتى منتصف الليل، إلا أن المسلحين الحوثيين هاجموا بعض التجمعات، حيث أظهرت مقاطع مصورة وزّعها الناشطون اعتداء المسلحين الحوثيين على المشاركين في الاحتفال بأعقاب البنادق والضرب بالآلات الحادة حتى سالت الدماء.

في السياق نفسه، شهدت مدينة الحديدة الساحلية (غرب) خروج العشرات من الشبان إلى شوارع المدينة رافعين الأعلام على السيارات والدراجات النارية، ورفعت مكبرات الصوت الأناشيد الوطنية، ووصفت هذه المظاهرات بأنها كسرت حاجز الخوف، وأكدت رفض اليمنيين مساعي الحوثيين لإعادتهم إلى عهود العنصرية والخرافة.

واتهم المشاركون الحوثيين باتباع نهج التجويع والإفقار الممنهج للسكان في مناطق سيطرتهم، في حين يعيش قادة الجماعة في ثراء غير مسبوق، حيث يتباهون بالقصور والمباني الفاخرة.


مقالات ذات صلة

مطالب دولية بمواجهة المجاعة في اليمن ورفض ممارسات الحوثيين

العالم العربي عجز شديد في الوصول إلى المياه والصرف الصحي يعاني منه اليمنيون خصوصاً في مناطق النزوح (أ.ف.ب)

مطالب دولية بمواجهة المجاعة في اليمن ورفض ممارسات الحوثيين

طالبت كبرى المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن بإنقاذ الملايين من المجاعة، وإطلاق عمال الإغاثة، في حين جدد مسؤول حكومي الدعوة إلى نقل أنشطة المنظمات إلى عدن.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي يمنيون يحيون الذكرى الـ59 لثورة «26 سبتمبر» في مأرب (أرشيفية - أ.ف.ب)

اليمن: تصاعد اعتقالات الداعين للاحتفال بثورة «26 سبتمبر»

صعدت الجماعة الحوثية من وتيرة الاعتقالات في صفوف الداعين للاحتفال بثورة «26 سبتمبر» وصولاً إلى اعتقال قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي طلاب في جامعة صنعاء يهتفون بالصرخة الخمينية (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يوسعون استهداف منتسبي الجامعات الحكومية

وسعت الجماعة الحوثية من استهدافها لمنتسبي الجامعات الحكومية، إذ أجبرت الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين على المشاركة في مسيرات تردد شعاراتها وتمجد زعيمها.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي حوثيون يرفعون صورة ضخمة لزعيمهم في أحد ميادين صنعاء (أ.ف.ب)

الحوثي يتخلّى عن خطبته الأسبوعية لصالح كلمة نصر الله

تخلّى زعيم الجماعة الحوثية، عبد الملك الحوثي، الخميس، عن خطبته الأسبوعية المقررة منذ نحو عشرة أشهر لتعارضِ توقيتها مع خطبة زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الفيضانات الأخيرة في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية (الأمم المتحدة)

كبرى المنظمات الدولية تطالب الحوثيين بإطلاق سراح موظفي الإغاثة

طالبت كبرى المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن بدعم دولي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتأمين إطلاق عشرات من عمال الإغاثة المعتقلين لدى الجماعة الحوثية.

محمد ناصر (تعز)

مطالب دولية بمواجهة المجاعة في اليمن ورفض ممارسات الحوثيين

الأمم المتحدة رفضت تحريض الحوثيين واتهام المنظمة باستهداف مناهج التعليم (أ.ب)
الأمم المتحدة رفضت تحريض الحوثيين واتهام المنظمة باستهداف مناهج التعليم (أ.ب)
TT

مطالب دولية بمواجهة المجاعة في اليمن ورفض ممارسات الحوثيين

الأمم المتحدة رفضت تحريض الحوثيين واتهام المنظمة باستهداف مناهج التعليم (أ.ب)
الأمم المتحدة رفضت تحريض الحوثيين واتهام المنظمة باستهداف مناهج التعليم (أ.ب)

في حين تسببت حملة الاختطافات التي شنتها الجماعة الحوثية على الموظفين الأمميين وعاملي الإغاثة بتقليص أنشطة الأمم المتحدة، طالبت عدد من المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن إنقاذ ملايين اليمنيين من المجاعة، وإطلاق عمال الإغاثة، بينما جدد مسؤول حكومي الدعوة إلى نقل أنشطة المنظمات وتعاملاتها المالية إلى عدن.

وطالبت المنظمات في إحاطة لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسع والسبعين بتأمين إطلاق العشرات من العاملين في قطاع الإغاثة، الذين اعتقلهم الحوثيون منذ ما يزيد على 3 أشهر، وحذّرت من أن الأزمة الحالية قد تقود ملايين اليمنيين إلى المجاعة والموت.

عجز شديد في الوصول إلى المياه والصرف الصحي يعاني منه اليمنيون خصوصاً في مناطق النزوح (أ.ف.ب)

وشكت 11 منظمة من الضغوط الهائلة التي تعرقل الوصول الإنساني والاستجابة، بما في ذلك تقييد حركة الموظفين والموظفات المحليين، والتدخلات في العمليات الداخلية واحتجاز العمال الإنسانيين من طرف الجماعة الحوثية، وعدم تمكنهم من أداء عملهم في بيئة آمنة تحترم القانون الإنساني الدولي.

ووفقاً لإحاطة، كل من «العمل من أجل الإنسانية» الدولية، و«كير» و«المجلس الدنماركي للاجئين» و«دوركاس الدولية للإغاثة» و«لجنة الإنقاذ الدولية»، و«إنترسوس» و«ماري ستوبس الدولية» و«ميرسي كوربس» و«المجلس النرويجي للاجئين» و«أوكسفام» و«إنقاذ الطفولة الدولية» للأمم المتحدة؛ فإن الفيضانات الأخيرة أثرت على أكثر من 56 ألف أسرة في 20 محافظة، وشردت أكثر من 1000 أسرة.

وشملت مطالب المنظمات تقديم تمويل إنساني متعلق بالمناخ لدعم مرونة المجتمع ومواجهة الطوارئ المناخية، وإعادة إنشاء حدث تعهد سنوي مخصص لليمن، وتكثيف الاستثمار التنموي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وإيجاد حلول دائمة للنازحين، وتحسين الوصول وخلوه من التدخلات التشغيلية.

وبينت أن التصعيد الإقليمي للصراع، مع آثاره المترابطة التي تظهر في دول مثل اليمن، قد يؤدي إلى مستوى غير مسبوق من الكارثة الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة.

تحرير الأنشطة والأموال

في مواجهة الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني واختطاف العاملين الإغاثيين والموظفين الأمميين، وجّه جمال بلفقيه، رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية دعوة للأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإغاثية الدولية إلى نقل أنشطتها إلى المناطق المحررة، وتحويل الأموال التي تخصّ المنظمات إلى البنك المركزي في عدن.

طفلة يمنية في مخيم للنازحين في محافظة مأرب (الأمم المتحدة)

ولفت بلفقيه في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العملية الإنسانية في اليمن شهدت تغيّرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بفعل عوامل عدة أدت إلى انخفاض الدعم ونقص التمويل، مثل الممارسات الحوثية داخلياً أو في طرق الملاحة والإمدادات، ما زاد من التدهور المعيشي وصولاً إلى المجاعة.

وبحسب بلفقيه، فإن الحل الأمثل لهذه الأزمة هو نقل أنشطة المنظمات إلى المناطق المحررة، وتحويل تعاملاتها المالية إلى البنك المركزي في عدن، ما سينتج عنه التخفف من الممارسات الحوثية، وتقديم خدمات إغاثية أفضل.

وتوقعت المنظمات أن تكون أرقام الوضع الإنساني المتدهور أعلى في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، حيث يقيم نحو 70 في المائة من السكان، والتي لم يتم تقديم تقييمات للوضع فيها نظراً للقيود المفروضة على الوصول إلى السكان، والحصول على البيانات.

ويكشف الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار لـ«الشرق الأوسط» أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن خلال العام الحالي حسب بيانات الأمم المتحدة تبلغ 4 مليارات دولار، بينما الاحتياج الفعلي لا يقل عن 10 مليارات دولار، ويفسر ذلك بتراكم الأزمات في اليمن بسبب العجز المتوالي في توفير الدعم المطلوب للاحتياجات خلال السنوات السابقة.

بعد اعتقال الحوثيين الموظفين الأمميين وعاملي الإغاثة لجأت الأمم المتحدة إلى تقليص مساعداتها (أ.ف.ب)

وبالمقارنة بين أرقام الاحتياجات الإنسانية في اليمن خلال الأعوام الماضية وصولاً إلى العام الحالي، يوضح النجار أن هناك تراكماً للفجوات بين الأزمات الإنسانية والتمويل الموجه لها، حيث كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الاثني عشر عاماً الماضية، تزيد على 33 مليار دولار، بينما تم تحصيل أقل من 20 مليار دولار، أي أن حجم الفجوة يصل إلى 42 في المائة.

وينفي النجار حدوث تراجع في متطلبات الاستجابة الإنسانية أو تعافٍ اقتصادي في اليمن، منوهاً بالأزمات التي ظهرت في العالم والمنطقة، نتج عنها تراجع الاهتمام بالوضع الإنساني في اليمن، وتوجيه الاهتمام والدعم لمناطق هذه الأزمات.

وانتقد سياسات ونهج المنظمات الأممية والدولية الذي وصفه بالفاسد، مذكّراً برفضها الاستجابة لطلبات الحكومة اليمنية بنقل تعاملاتها المالية عبر البنك المركزي اليمني في عدن، ما جعل التمويلات تصب في صالح الجماعة الحوثية التي لم تتورع عن ممارسة الانتهاكات ضد المنظمات وموظفيها.

تدهور مطرد

كشفت مسؤولة أممية أن التدخل المباشر من الجماعة الحوثية في الأنشطة الإنسانية في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام كان مسؤولاً عن 217 حادثة أعيق فيها وصول المساعدات.

وذكرت القائمة بأعمال رئيسة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جويس مسويا أن حوادث هذا العام شهدت زيادة كبيرة عن 169 حادثة تم الإبلاغ عنها، العام الماضي.

وأبلغت مسويا مجلس الأمن أن الأمم المتحدة اتخذت خطوات «للحد من تعرض الموظفين للخطر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون»، وركزت أعمالها على «الأنشطة الأساسية المنقذة للحياة والمستدامة».

عناصر حوثيون في صنعاء حيث تفرض الجماعة الحوثية رقابة مشددة على أعمال الإغاثة (إ.ب.أ)

وأعربت عن رفض الأمم المتحدة الشديد لـ«الادعاءات الكاذبة» التي أطلقتها الجماعة الحوثية ضد العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة بتدخل الأمم المتحدة في النظام التعليمي في اليمن، منوهة بأن ذلك يهدد سلامة الموظفين، ويعوق قدرة الأمم المتحدة وشركائها على خدمة الشعب اليمني.

ويتدهور الوضع الإنساني في اليمن باطراد طبقاً لتعبير مسويا التي نقلت عن 62 في المائة من الأسر شملها استطلاع للأمم المتحدة أنها لا تملك ما يكفي من الطعام، وعدّت تلك النسبة «مرتفعة تاريخياً».

وتواجه 3 مناطق، اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز، مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، حيث توجد مجاعة، بحسب مسويا التي قالت إن من المتوقع أن تصل 4 مناطق أخرى إلى هذا المستوى بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ولفتت إلى أن نداء الأمم المتحدة الإنساني لجمع 2.7 مليار دولار لليمن هذا العام جرى تمويله بنسبة 28 في المائة فقط.