العليمي من على منبر الأمم المتحدة: لا مزيد من التنازلات للحوثيين

حذر من عودة العبودية إلى اليمن وطالب بسلام وفق المرجعيات

رئيس مجلس الحكم اليمني خلال توجهه لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
رئيس مجلس الحكم اليمني خلال توجهه لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT
20

العليمي من على منبر الأمم المتحدة: لا مزيد من التنازلات للحوثيين

رئيس مجلس الحكم اليمني خلال توجهه لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
رئيس مجلس الحكم اليمني خلال توجهه لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، من على منبر الأمم المتحدة، الخميس، من عودة بلاده إلى عصور العبودية في ظل الوجود الحوثي، وشدد على سلام دائم وفق المرجعيات، مع تأكيده عدم وجود أي تنازلات جديدة للجماعة التي تسيطر على المحافظات الشمالية من البلاد.

تحذيرات العليمي خلال خطابه أمام الاجتماع السنوي للأمم المتحدة في نيويورك، تزامنت مع استعراض الحوثيين في صنعاء لقوتهم العسكرية في سياق احتفالهم بذكرى اجتياح صنعاء، وتباهي قادتهم بما باتوا يمتلكونه من صواريخ وطائرات مسيرة قادرة - بحسب زعمهم - على تهديد كافة المناطق اليمنية والمحيط الإقليمي المجاور.

الحوثيون يستعرضون في صنعاء قدراتهم العسكرية في ذكرى اجتياحهم صنعاء (رويترز)
الحوثيون يستعرضون في صنعاء قدراتهم العسكرية في ذكرى اجتياحهم صنعاء (رويترز)

وقال العليمي إن الآمال تتجدد مع استئناف الجهود السعودية والعمانية في رضوخ الحوثيين للإرادة الشعبية والإقليمية والدولية، مؤكداً أن الهدف من أي جهود للسلام المستدام يجب أن يعني الشراكة الواسعة دون تمييز أو إقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر إشراقاً.

وشدد رئيس مجلس الحكم اليمني على أنه ليس لدى المجلس الذي يقوده والحكومة أي مزيد من التنازلات، مشككاً في نوايا الجماعة الحوثية التي قال إنه يمكن التنبؤ بها لعقود مقبلة.

وحذر العليمي من عودة بلاده إلى عصور العبودية، والإحباط والنسيان، من أن تتحول إلى بؤرة لتصدير الإرهاب، وقال: «إن أي تراخٍ من جانب المجتمع الدولي أو التفريط بالمركز القانوني للدولة، أو حتى التعامل مع الميليشيات باعتبارها سلطة أمر واقع، من شأنه أن يجعل من ممارسة القمع وانتهاك الحريات العامة، سلوكاً يتعذر التخلص منه بأي حال من الأحوال».

واتهم رئيس مجلس القيادة اليمني الحوثيين بأنهم ينظرون إلى عروض السلام على أنها «بالونات اختبار ينبغي التعامل معها من منظور تكتيكي للسيطرة على المزيد من الموارد، وتأجيل قرار المواجهة العسكرية إلى أن تتحقق ظروف أفضل»، مشيراً إلى تنصل الجماعة من كافة الاتفاقات السابقة، وآخرها اتفاق إستوكهولم.

وأكد ضرورة توفر الضمانات الكافية للسلام المستدام الذي يجب أن يتأسس على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والاحتكام للشرعية الدولية، كما جاء في المبادرة السعودية.

العليمي يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)
العليمي يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)

وأضاف أن «أي مبادرة سلام، أو إجراءات لبناء الثقة ينبغي أن تكون قادرة على تحقيق نتائج ملموسة وفورية لتخفيف معاناة الشعب، وأن يستفيد منها ضحايا الصراع، وفي المقدمة النساء والأطفال».

تصعيد وراءه إيران

العليمي في خطابه أشار إلى تصعيد الحوثيين وتهدديهم باستهداف خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، واعتبارها مناطق عسكرية، وتلويحهم باختبار أسلحة جديدة في الجزر اليمنية، واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط، وقال إن ذلك يؤكد استمرار «الميليشيات الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتقويض جهود التهدئة، وإفشال المساعي المبذولة لتجديد الهدنة واستئناف العملية السياسية».

وأكد رئيس مجلس الحكم في اليمن «أهمية ضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب، والقرصنة، ودعم الإجراءات الرامية لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، وعلى رأسها برنامج إيران النووي، وصواريخها الباليستية ودورها التخريبي في المنطقة».

ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى إدانة التدخلات الإيرانية السافرة في اليمن، وتحويله إلى منصة تهديد عبر الحدود، وإخضاعها إلى الجزاءات المعتمدة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني».

الحوثيون يستعرضون في صنعاء قدراتهم العسكرية في ذكرى اجتياحهم صنعاء (رويترز)
الحوثيون يستعرضون في صنعاء قدراتهم العسكرية في ذكرى اجتياحهم صنعاء (رويترز)

كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بنظام حظر الأسلحة، ومواجهة النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار، ومنعه من تزويد ميليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين الأبرياء.

وفي سياق التحذير من الخطر المحدق ببلاده، أضاف العليمي: «كلما تباطأ المجتمع الدولي عاماً آخر عن تقديم موقف حازم إزاء الملف اليمني، كانت الخسائر أكثر فداحة، والميليشيات والجماعات الإرهابية أكثر خطراً في تهديداتها العابرة للحدود، فضلاً عن انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان».

دعم الاقتصاد

العليمي دعا في خطابه إلى دعم الاقتصاد في بلاده، واستعرض أهم إنجازات المجلس الذي يقوده والحكومة المعترف بها دولياً، وقال إنه يجب الاعتراف «بأن المسار القائم للتدخلات الإنسانية الدولية بحاجة إلى إعادة نظر، ومعالجات جذرية ليتسق ومبادئ القانون الدولي، والمحاذير المتعلقة بتمويل الإرهاب، والتمرد والجماعات المسلحة».

وأكد أنه يجب ضخ التعهدات والتمويلات الدولية عبر البنك المركزي اليمني، لتعزيز موقف العملة الوطنية، وكبح جماح التضخم، وضمان عدم وقوع تلك التمويلات في شبهة الدعم غير المباشر للميليشيات المسلحة. في إشارة للحوثيين.

طائرة «إف 5» شاركت في استعراض الحوثيين في صنعاء الخميس (رويترز)
طائرة «إف 5» شاركت في استعراض الحوثيين في صنعاء الخميس (رويترز)

وحذر من أن هذه السياسات في التمويل تهدد بتغذية اقتصاد الحرب، والسماح بتدفق الأموال والتعهدات عبر منافذ مصرفية غير خاضعة للمساءلة والرقابة الفعالة.

وأثنى العليمي على الدعم السخي السعودي الذي تلقته الحكومة من خلال منحة مالية قيمتها مليار ومائتا مليون دولار دعماً للموازنة العامة للدولة.

وكان العليمي وصل إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أمل أن يتمكن من حشد الدعم اللازم لمساندة بلاده على كافة المستويات، وفي مقدمها دعم مسار السلام، وتعزيز الاقتصاد المتهالك بفعل الصراع.


مقالات ذات صلة

قيادي «حوثي»: أي تحرك عسكري بري ضد اليمن سيقابل «بجحيم وفشل»

العالم العربي يمنيون يتظاهرون دعماً لغزة وتنديداً بالغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

قيادي «حوثي»: أي تحرك عسكري بري ضد اليمن سيقابل «بجحيم وفشل»

قال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، اليوم السبت، إن أي تحرك عسكري بري ضد اليمن لن يحقق النجاح بل سيقابل «بجحيم وفشل».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

ضربات ترمب تتوالى على الحوثيين وتزداد كثافة في مأرب

استهلَّت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين أسبوعها الخامس بتكثيف الضربات على خطوط متقدمة للجماعة في مأرب، وصولاً إلى أهداف أخرى في صنعاء والحديدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)

تشديد حوثي على وسائل الإعلام للتعتيم على أثر الضربات الأميركية

فرضت الجماعة الحوثية تعليمات مشددة لوسائل الإعلام في مناطق سيطرتها لجهة التعتيم على آثار الضربات الأميركية والترويج للمعسكرات الصيفية والتجنيد.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)

اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

عادت ظاهرة اختفاء المراهقين والأطفال إلى الواجهة في محافظة ذمار الخاضعة لسيطرة الحوثيين وسط مخاوف من تصاعد الظاهرة واستخدامها بصفتها غطاء لعمليات التجنيد القسري

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صورة مأخوذة من مقطع فيديو قدمته البحرية الأميركية تظهر طائرة تنطلق من حاملة طائرات لضرب الحوثيين (أ.ب)

ضربات أميركية على مخابئ الحوثيين في صنعاء وضواحيها

شنت مقاتلات أميركية، فجر الجمعة، ضربات مركزة استهدفت مواقع وتحصينات حوثية في صنعاء وضواحيها، وذلك غداة وصول حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى شمال البحر الأحمر.

علي ربيع (عدن)

تشديد حوثي على وسائل الإعلام للتعتيم على أثر الضربات الأميركية

مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
TT
20

تشديد حوثي على وسائل الإعلام للتعتيم على أثر الضربات الأميركية

مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)
مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)

استدعت الجماعة الحوثية وسائل الإعلام المختلفة في مناطق سيطرتها لاجتماع وُصف بـ«الطارئ»، في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إطلاعهم على ما تُسمى مصفوفة موجهات إعلامية جديدة تتعلق بالتصعيد العسكري الحالي والضربات الأميركية، إلى جانب تعليمات أخرى متصلة بالترويج الإعلامي للمعسكرات الصيفية.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قادة الانقلاب المتحكمين بقطاع الإعلام ألزموا وسائل الإعلام بمدن سيطرتهم، بحضور اجتماع في صنعاء، خُصِص لمناقشة ما تُسمى «آليات التعاطي الإعلامي» مع الأحداث الجارية، بناءً على خُطط وبرامج أعدَّتها الجماعة سلفاً.

وأكدت المصادر شعور كبار قادة الانقلاب بعدم الرضا عن التغطية الإخبارية والمعلومات التي تداولتها ولا تزال وسائل الإعلام، أثناء وبعد تنفيذ الضربات الأميركية ضد التجمعات والأهداف العسكرية التابعة للجماعة في بعض المحافظات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر في 15 مارس (آذار) ببدء حملة عسكرية ضد جماعة الحوثي، متوعداً باستخدام «قوة مميتة» و«القضاء الكامل» على قدراتهم، في إطار مسعى واشنطن لوقف تهديدات الجماعة للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ولردع الهجمات المتكررة التي تستهدف إسرائيل.

من اجتماع حوثي بممثلي وسائل إعلام عقد في صنعاء (إعلام حوثي)
من اجتماع حوثي بممثلي وسائل إعلام عقد في صنعاء (إعلام حوثي)

وحاول الانقلابيون في الأيام الأخيرة خداع اليمنيين والرأي العام العالمي عبر توجيه وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً غير الموالية غير مرة بنشر معلومات وأنباء تُشير إلى استهداف المدنيين والأعيان والبنى التحتية والمواقع الأثرية عقب كل غارة أميركية، وعدم نشر أي معلومات تخص استهداف مواقعهم العسكرية وأماكن تجمعاتهم ومخابئهم السرية.

تعليمات مشددة

وحسبما أفاد به لـ«الشرق الأوسط» 3 إعلاميين شاركوا في اجتماع حوثي بصنعاء، كان اللقاء الأخير الذي دعت إليه الجماعة بهدف فرض إجراءات مُشددة على ما تبقَّى من العمل الإعلامي بمناطق سيطرتها، تشمل الالتزام بتعليمات إعلامية جديدة تخدم أجندات الجماعة وتُبرر لها مواصلة التصعيد العسكري إقليمياً وداخلياً.

ونقل الإعلاميون بأن مسؤولين بقطاع الإعلام الحوثي نقلوا لهم انزعاج زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حيال استمرار التغطية الإخبارية والمعلومات التي وصفها بـ«الحساسة» التي تبثها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية الخاضعة تحت سيطرتهم حول الضربات الأميركية ضد أهداف الجماعة.

جانب من لقاء حوثي سابق بعاملين في مؤسسات إعلامية بصنعاء (إعلام حوثي)
جانب من لقاء حوثي سابق بعاملين في مؤسسات إعلامية بصنعاء (إعلام حوثي)

وحضَّت الجماعة، خلال اجتماع ترأسه هاشم شرف الدين، المُعيَّن وزيراً للإعلام في الحكومة غير المعترف بها، وبحضور القيادي يحيى المُحطوري، المسؤول الإعلامي في مكتب زعيم الجماعة، جميع وسائل الإعلام، بما في ذلك غير الموالية، على الالتزام بالتعليمات الجديدة، بما يشمل دعم المعسكرات الصيفية إعلامياً، والترويج للأنشطة المصاحبة لها، إلى جانب حثّ أولياء الأمور والطلاب على التفاعل معها، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من المراهقين.

وطبقاً للمصادر، شكَّلت الجماعة لجاناً خاصة لمتابعة وسائل الإعلام المستهدفة، لمعرفة مدى التزامها بالتعليمات الجديدة، متوعدة المخالفين بأشد العقوبات التي تشمل الإغلاق والمصادرة والحظر وفرض الغرامات.

وحسب مصادر مطلعة، عقدت الجماعة الحوثية نحو 3 اجتماعات منفصلة في صنعاء خلال أقل من شهر مع وسائل إعلام مختلفة، بغية إلزام العاملين فيها بانتهاج خطاب إعلامي يلبي أجندة الجماعة الأمنية والطائفية.