زلزال المغرب: سباق مع الوقت للعثور على ناجين وعدد القتلى يقارب 2900

TT

زلزال المغرب: سباق مع الوقت للعثور على ناجين وعدد القتلى يقارب 2900

ارتفعت أكوام الركام في أغلب المدن بالمغرب جراء الزلزال (إ.ب.أ)
ارتفعت أكوام الركام في أغلب المدن بالمغرب جراء الزلزال (إ.ب.أ)

يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الوقت الاثنين، بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر، الذي خلف 2681 قتيلاً على الأقل دفن معظمهم.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: «إلى حدود الساعة السابعة مساء، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2862 شخصاً، تم دفن 2854 منهم». كما ارتفع عدد الجرحى إلى 2562 مصابا.

وكان المغرب أعلن مساء الأحد، أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بأن رجال إنقاذ إسبان وصلوا إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز الجبلي ذي التضاريس الوعرة الذي سجل فيه أكثر من نصف الضحايا حتى الآن (1591).

وفي أمزميز، إحدى بلدات الإقليم المتضررة، وزعت القوات المسلحة الاثنين، مئات الأغطية على مواطنين فقدوا بيوتهم.

وقال أحد سكان البلدة حفيظ آيت الحسن (32 عاماً): «توفيت والدتي وهدم بيتها، أما بيتي فلم يعد آمناً، ولذلك ننام في خيام مع أطفالي، لا أحد من السلطات اقترح علينا سكناً بديلاً، نحن ضائعون تماماً».

وفي قرية تلات نيعقوب، الواقعة بقلب الجبال المحيطة بأمزميز، انتشرت 12 سيارة إسعاف وعشرات من السيارات الرباعية الدفع التابعة للجيش والدرك ونحو مائة من رجال الإنقاذ المغاربة يتابعون إرشادات رؤسائهم قبل بدء عمليات البحث.

وعلى مسافة غير بعيدة، يقوم فريق مكوّن من 30 رجل إطفاء إسبانياً وطبيب وممرضة وفنيين بالتنسيق مع السلطات المغربية لبدء أعمال البحث، بينما تحلّق طائرة هليكوبتر في سماء المنطقة.

آثار الدمار الذي خلفه زلزال المغرب (إ.ب.أ)

أمل

قالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول لوكالة الصحافة الفرنسية: «الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، كما الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة».

وأضافت: «من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل، لأنه على سبيل المثال، في تركيا التي ضربها زلزال عنيف للغاية في فبراير (شباط) تمكنّا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد 6 أيام ونصف اليوم، دائماً يكون هناك أمل». وتابعت: «من المهم أيضاً العثور على الجثث، لأن العائلات من حقها معرفة مصير أفرادها».

وعلى بعد 70 كيلومتراً (شمال)، أقام فريق آخر مكون من 48 رجلاً من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية معسكراً عند مدخل بلدة أمزميز الصغيرة منذ مساء الأحد.

وقال ألبرت فاسكيز، مسؤول الاتصالات في الفريق، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن في انتظار اجتماع مع الحماية المدنية المغربية لتحديد المكان الذي يمكننا الانتشار فيه تحديداً».

ويرافق الفريق 4 كلاب وكاميرات دقيقة لاختراق فجوات صغيرة بين الركام، وأجهزة لكشف أي وجود لأحياء.

وكان لحسن وحبيبة باروج ينتظران تحت الشمس، للحصول على أخبار عن والدهما البالغ 81 عاماً والذي تم نقله للتو بسيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي الصغير، بعد أن دُفنت والدتهما التي ماتت في الزلزال.

وأوردت حبيبة وملامح الحزن بادية عليها: «ساقه مكسورة، منزلنا مدمّر، لم نرَ أي مساعدة، واضطررنا إلى انتشال والدنا من تحت الأنقاض بأنفسنا في بطانية وحملناه لأميال، وننام منذ ذلك الحين في حقل، لقد دمرنا».

يسابق رجال الإنقاذ الوقت للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين (د.ب.أ)

وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن «السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ». وأكدت أن هذه الفرق بدأت التواصل مع نظيراتها المغربية لتنسيق جهودها.

وأشارت وزارة الداخلية المغربية إلى إمكانية «اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة» إذا اقتضت الحاجة، مؤكدة ترحيب المملكة بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم.

وأعلنت دول عدة بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.

وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الاثنين، تقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حالياً في عمليات الإغاثة في المغرب بعد الزلزال.

انتهت الحياة هنا

يعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصاً في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.

ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير، محتضناً كثيراً من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها طينية.

وفي قرية تيخت الصغيرة القريبة من بلدة أداسيل، بقيت مئذنة وبعض المنازل من الحجارة صامدة وسط دمار شبه تام لحق بكل ما حولها، وقال أحد سكانها محسن أكسوم (33 عاماً): «انتهت الحياة هنا... ماتت القرية».

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة - السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو الأقوى الذي يتمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

ساعات «حرجة»

ورصد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقرّه جنيف، مليون فرنك سويسري، أي ما يوازي 1.1 مليون دولار من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.

وتقرّر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) بالأقاليم التي ضربها الزلزال، بدءاً من الاثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية الأحد.

كما أعلنت الحكومة إحداث «الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية»، المفتوح لتلقي التبرعات.

وإضافة إلى الحصيلة البشرية والدمار، سبب الزلزال خوفاً على مصير مواقع تاريخية، خصوصاً في مراكش بعدما تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى أضرار بالغة.

وفي المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن، حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة، وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالبلدة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

آسيا عناصر من البحث والإنقاذ يتدربون على محاكاة لإخلاء ضحايا تسونامي في إندونيسيا (إ.ب.أ)

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر شرق إندونيسيا، اليوم السبت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا رسم بياني لزلزال (متداولة)

زلزال بقوة 5.9 درجة قبالة كامتشاتكا الروسية

قال «المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل»، إن زلزالاً بقوة 5.9 درجة وقع قبالة الساحل الشرقي لمنطقة كامتشاتكا الروسية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جانب من أعمال منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكي ألوفا اليوم (إ.ب.أ)

تزامناً مع انعقاد قمة إقليمية... زلزال بقوة 6.9 درجة يضرب تونغا

ضرب زلزال بلغت قوته 6.9 درجة اليوم (الاثنين)، تونغا الواقعة في المحيط الهادئ، حسبما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نوكي ألوفا)
شؤون إقليمية أشخاص ينتظرون حافلة في كهرمان مرعش المتضررة بالزلزال في 28 مايو 2023 (أ.ف.ب)

بعد 25 عاماً على «كارثة مرمرة»... إسطنبول تعيش مخاوف زلزال كبير

600 ألف مبنى سكني يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة معرضة للانهيار في الدقائق الأولى من زلزال محتمل يهدد إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

قال مركز أبحاث علوم الأرض الألماني (جي إف زد)، إن زلزالاً بقوة 4.8 درجة هز منطقة الحدود الأردنية - السورية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (عمّان)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».