جناح «مؤتمر صنعاء» يهاجم حكومة الانقلاب ويطالبها بدفع الرواتب

رغم تأكيد قادته الخضوع المطلق لزعيم الحوثيين

جانب من لقاء لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بعد مقتل زعيمه علي عبد الله صالح (الموقع الإلكتروني للحزب)
جانب من لقاء لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بعد مقتل زعيمه علي عبد الله صالح (الموقع الإلكتروني للحزب)
TT

جناح «مؤتمر صنعاء» يهاجم حكومة الانقلاب ويطالبها بدفع الرواتب

جانب من لقاء لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بعد مقتل زعيمه علي عبد الله صالح (الموقع الإلكتروني للحزب)
جانب من لقاء لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بعد مقتل زعيمه علي عبد الله صالح (الموقع الإلكتروني للحزب)

شن رئيس جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء صادق أمين أبو راس، الخاضع للميليشيات الحوثية، هجوماً لاذعاً ضد حكومة الانقلاب غير المعترف بها، لجهة تقصيرها في أداء مهامها وعدم دفع الرواتب، واعترف بأن قادة الحزب المشاركين في سلطة الميليشيات همّشتهم الجماعة.

هجوم أبو راس جاء في الوقت الذي كان فيه رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، وهو عضو في اللجنة العامة للحزب، يجلس على مقربة منه.

ووصف أبو راس حكومة الانقلاب بـ«الضعيفة» والتي لم تعد تؤدي واجباتها على أرض الواقع عبر ملامسة قضايا وهموم اليمنيين الذين يعانون الجوع بمن فيهم الموظفون الحكوميون المنقطعة رواتبهم منذ سنوات.

وكشف أبو راس الذي تولى زعامة جناح الحزب في صنعاء بمباركة الحوثيين عقب مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على يد الجماعة أواخر 2017، خلال كلمة ألقاها في صنعاء لمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس الحزب، عن عجز حكومة الانقلاب عن توفير أدنى الخدمات لليمنيين الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على لقمة العيش.

القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» صادق أبو راس خلال فعالية في صنعاء (الموقع الإلكتروني للحزب)

وقال إن من حق الموظفين الحكوميين مطالبة حكومة الانقلاب بدفع الرواتب؛ كونها سلطة أمر واقع، مقترحاً على الميليشيات تسليم شيكات آجلة لكل موظف محروم من راتبه كالتزام من قبلها حال توافر الأموال أن تصرف لهم جميع مرتباتهم دون نقصان.

اعتراف بالتهميش

أبو راس أقر أيضاً بأن جناح الحزب الذي يترأسه لديه نصف الحكومة ومعه قيادات بأعلى هرم السلطة الانقلابية أي في مجلسها السياسي الأعلى، لكنهم ليسوا سوى أشخاص مهمشين يعجزون عن القيام بأي خطوة، نظراً لتحكم الأجهزة الحوثية بإدارة كافة الوزارات والمؤسسات في صنعاء وغيرها، وتولي مهام إصدار القرارات والتوجيهات.

ودعا رئيس «مؤتمر صنعاء» حكومة الميليشيات إلى الشفافية وتقديم شرح مفصل لليمنيين عن الموازنات والمبالغ المالية التي صرفت، وكيف تم صرفها، منتقداً كل الممارسات التي ترتكبها الميليشيات بحق طلاب وطالبات جامعة صنعاء وغيرها، من جهة فصل الطلاب عن الطالبات أثناء الدراسة الجامعية، مشيراً إلى أن تلك الممارسات تعد تشكيكاً في سمعة وأخلاق اليمنيين. وأكد أن الأهم من ذلك السلوك هو تلمس معاناة اليمنيين والبحث عن حلول لمشاكلهم الاقتصادية والمعيشية.

موالون للجماعة الحوثية في صنعاء يرددون «الصرخة الخمينية» في احتفالية لحزب «المؤتمر» (فيسبوك)

كما انتقد رئيس «المؤتمر الشعبي»، الموالي للحوثيين، كل الاتهامات التي توجهها الميليشيات غير مرة لقيادات وأعضاء في الجناح الذي يقوده بـ«العمالة والارتزاق»، وقال: «أنا سأخرج من هذه الفعالية بعد كلمتي هذه وسيقولون عني مرتزق وعميل وخائن وغيرها من الأوصاف».

وأبدى أبو راس سخطه الكبير حيال التصرفات التي يقوم بها قادة ومشرفون في الجماعة الحوثية في صنعاء وإب وذمار وغيرها، والتي قال إنها تأتي خلاف ما يتمناه السكان بعد عدة سنوات من الحرب والمعاناة.

ورغم هذه الانتقادات التي وجهها أبو راس لسلطة لميليشيات فإنه جدد ولاءه المطلق لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مسبغاً عليه كافة صفات التبجيل باعتباره قائداً مزعوماً لليمن.

في غضون ذلك، أفاد قيادي في جناح الحزب في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم ذكر اسمه، بأن الميليشيات الحوثية كانت سمحت قبل أيام لقيادة الحزب بإقامة فعالية مصغرة في إحدى القاعات شمال صنعاء، احتفاء بذكرى التأسيس.

رئيس حكومة الانقلاب الحوثية عبد العزيز بن حبتور (إعلام حزب المؤتمر)

وأوضح أن قيادة «المؤتمر» في جناح صنعاء كانت تنتوي تنظيم مهرجان حاشد في ميدان السبعين وسط العاصمة، وهو الأمر الذي رفضته قادة الجماعة الحوثية، بذريعة أن الحشد والتجمهر يجب أن يكونا من أجل الالتحاق بالجبهات وليس من أجل الفعاليات الحزبية.

يشار إلى أن قادة الحزب (المؤتمر الشعبي العام) في الداخل والخارج وعلى مستوى المحافظات، أقاموا فعاليات مماثلة لمناسبة ذكرى التأسيس، حيث يتنافس الجميع لتولي زعامة الحزب الذي تفرق إلى أجنحة شتى بعد مقتل صالح.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.