انقلابيو اليمن يهجرون 200 أسرة من جنوب مأرب خلال التهدئة

بيانات أممية: 98‎ % من المهاجرين الأفارقة يبحثون عن عمل

أطفال نازحون يجلبون المياه لأسرهم على ظهور الحمير في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة اليمنية (أ.ف.ب)
أطفال نازحون يجلبون المياه لأسرهم على ظهور الحمير في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة اليمنية (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يهجرون 200 أسرة من جنوب مأرب خلال التهدئة

أطفال نازحون يجلبون المياه لأسرهم على ظهور الحمير في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة اليمنية (أ.ف.ب)
أطفال نازحون يجلبون المياه لأسرهم على ظهور الحمير في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة اليمنية (أ.ف.ب)

اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بتهجير نحو 1400 شخص من سكان مديرية حريب في جنوب محافظة مأرب خلال الأشهر السبعة الماضية، رغم سريان الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة منذ عام ونصف العام.

جاء ذلك في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة أن 98 في المائة من المهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون على اليمن يبحثون عن عمل، وأن 85 في المائة منهم قدموا من مناطق ريفية في بلدانهم، ولا توجد دوافع سياسية لهجرتهم.

ووفق ما أورده مكتب وزارة حقوق الإنسان في محافظة مأرب، فإن ميليشيا الحوثي قصفت منازل منطقة آل غنيم في مديرية حريب، ضمن استهدافها المتواصل للقرى والتجمعات السكنية في المديرية، وكان آخرها مطلع الأسبوع الحالي، حيث استهدفت المنطقة بالصواريخ والطيران المسير، ما أدى إلى تدمير وإحراق عدد من المنازل وتهجير عشرات الأسر قسراً، إلى جانب تدمير عدد من المزارع.

وبحسب المكتب الحكومي، فإن هذا القصف أدى إلى نزوح 213 أسرة منذ بداية العام الحالي، كما دمر الحوثيون وأحرقوا عشرات المنازل والمزارع المملوكة للسكان.

يقع المهاجرون ضحية لعصابات التهريب والمتاجرين بالبشر في اليمن (الأمم المتحدة)

وقال المكتب الحكومي في بيان إن هذه الجرائم «والانتهاكات الجسيمة تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، وتشكل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والقيم والمواثيق الدولية، وأكد أن جميع هذه الانتهاكات والجرائم موثقة ومسجلة ولن تسقط بالتقادم، وسينال المجرمون عقابهم الرادع، وستتحقق العدالة للضحايا عاجلاً أم آجلاً.

وطالب مكتب وزارة حقوق الإنسان اليمنية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وجميع المنظمات والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان إدانة هذه الممارسات «الإرهابية» بحق المدنيين، واتخاذ مواقف صارمة وجادة تجاه ميليشيا الحوثي وتصنيفها منظمةً إرهابية.

وشدَّد على ضرورة تشكيل لجان محلية ودولية للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي، ومنها قصف منازل المدنيين وتشريدهم، وضمان عدم إفلات قياداتها ومرتكبيها من العقاب وضمان إنصاف الضحايا وتعويضهم.

تواصل النزوح والهجرة

في سياق منفصل، ذكرت أداة التتبع السريع للنزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن أنه، وخلال الفترة من بداية العام وحتى 19 أغسطس (آب) الحالي، رصدت نزوح 4078 أسرة (24468 فرداً) لمرة واحدة على الأقل.

وأكدت أنها خلال الأسبوع الأخير، رصدت نزوح 124 فرداً، حيث انتقلت غالبية هؤلاء الأشخاص إلى داخل مديريات مأرب المدينة، ومأرب الوادي، ومعظم حالات النزوح جاءت من مديريتي حريب والجوبة ومن محافظة البيضاء، في حين استقبلت محافظة تعز العشرات من النازحين من داخل المحافظة ذاتها ومن مديريات مقبنة وشرعب السلام والتعزية ومن محافظة الحديدة.

يعيش النازحون اليمنيون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (الأمم المتحدة)

وفي تقرير آخر عن المهاجرين الأفارقة الذين يصلون إلى اليمن، ودوافع هذه الهجرة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والخلفيات التعليمية لهؤلاء، والتحديات التي تواجههم أثناء الرحلة، كشفت «منظمة الهجرة الدولية»، عن أنها، ومن خلال أداة سجلّ مراقبة التدفق، التي تركز على الأعداد الإجمالية للمهاجرين، وجدت أن 35677 مهاجراً دخلوا اليمن عبر السواحل الجنوبية في الربع الثاني من هذا العام، وبشكل رئيسي عبر سواحل محافظة لحج، وبنسبة 82 في المائة، بينما وصل عبر محافظة شبوة 18 في المائة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وبحسب التقرير، فقد تم خلال الربع الثاني من هذا العام إجراء 2679 مسحاً في محافظات لحج وشبوة، وعدن، ومأرب، بالإضافة إلى محافظتي المهرة وحضرموت، وكانت غالبية المشاركين في المقام الأول من الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، ويمثلون 81 في المائة.

وأظهرت النتائج أن مَن يبحثون عن فرص اقتصادية يشكلون 98 في المائة من المهاجرين، وكان معظمهم غير متزوجين (91 في المائة)، كما أن نسبة الذين حصلوا على التعليم الابتدائي أو أقل بلغت 85 في المائة.

رغم الهدنة استمر الحوثيون في استهداف التجمعات السكنية (وحدة النازحين اليمنيين)

ووفق هذه البيانات فإن الأفارقة يمثلون 85 في المائة من إجمالي عدد المهاجرين، بينما كانت نسبة العاطلين عن العمل 97 في المائة من المهاجرين الواصلين، وتبين أن 85 في المائة من هؤلاء المهاجرين قادمون من مناطق ريفية في بلدانهم.

وأوضحت أن هناك طريقين لتهريب المهاجرين في اليمن، الأولى الطريق الجنوبية الشرقية نحو محافظتي حضرموت وشبوة، والطريق الأخرى الشمالية الشرقية نحو محافظتي لحج وتعز، وقالت إن أعداداً كبيرة من المهاجرين يسافرون تقليدياً في كلتا الطريقين كل عام.


مقالات ذات صلة

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

العالم العربي ضربات غربية استهدفت معسكر الصيانة الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وثلاث محافظات أخرى ضمن مساعي واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة والصحة وزيادة معدل الاحتباس الحراري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عنصر حوثي على متن عربة عسكرية في صنعاء (إ.ب.أ)

اتهامات لنجل مؤسس «الحوثية» باعتقال آلاف اليمنيين

قدرت مصادر يمنية أن جهاز الاستخبارات المستحدث الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، اعتقل نحو 5 آلاف شخص على خلفية احتفالهم بذكرى «ثورة 26 سبتمبر».

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي صاروخ باليستي زعم الحوثيون أنهم أطلقوه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

ضمن تصعيد الجماعة الحوثية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مناصرة «حزب الله» في لبنان، تبنت، الخميس، إطلاق عدد من الطائرات المسيرة باتجاه تل أبيب

علي ربيع (عدن)
العالم العربي عامل يعد نقوداً في محل للصرافة في صنعاء (إ.ب.أ)

منصة يمنية تكشف جانباً من خفايا الكيانات المالية للحوثيين

كشفت منصة يمنية متخصصة في تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال جانباً من أسرار الكيانات المالية للحوثيين مسلطة الضوء على تورط شركات صرافة وأخرى تجارية.

«الشرق الأوسط» (عدن)

غارات غربية تضرب 15 موقعاً حوثياً في اليمن

الدخان يتصاعد من موقع الضربات الأميركية - البريطانية على صنعاء (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع الضربات الأميركية - البريطانية على صنعاء (رويترز)
TT

غارات غربية تضرب 15 موقعاً حوثياً في اليمن

الدخان يتصاعد من موقع الضربات الأميركية - البريطانية على صنعاء (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع الضربات الأميركية - البريطانية على صنعاء (رويترز)

قالت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، إنها نفّذت غارات على 15 هدفاً تتبع جماعة «الحوثي» في اليمن. وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن الغارات استهدفت قدرات عسكرية هجومية لجماعة «الحوثي». وأشارت إلى أن غاراتها تأتي في سياق حماية حرية الملاحة وتأمين المياه الدولية التي تمر بها ناقلات تجارية.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن قناة «المسيرة» التابعة للمتمردين الحوثيين، اليوم (الجمعة)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنّت سلسلة غارات على 3 مدن يمنية، من بينها صنعاء والحديدة الساحلية في غرب البلاد.

وقالت القناة إن «عدواناً أميركياً بريطانياً استهدف صنعاء بـ4 غارات (...)، و7 غارات على الحديدة، وغارة على مدينة ذمار». وأفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» في صنعاء والحديدة، بسماع دوي انفجارات قوية في المدينتين.

وأعلن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، أمس (الخميس)، أن اليمن تعرض هذا الأسبوع لـ39 غارة إسرائيلية وأميركية، مشيراً إلى أن جماعته استهدفت 188 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حيث يواصل الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لقطاع غزة» الذي يشهد حرباً إسرائيلية.

وقالت جماعة الحوثي، يوم الاثنين الماضي، إنها ستصعّد عملياتها العسكرية ضد إسرائيل رداً على هجماتها على اليمن.