الحوثيون يواجهون مطالب المعلمين بفرض مزيد من الضرائب

الجماعة تنفق ببذخ على مدارس التعليم الطائفي

معلم اضطر للعمل في بيع الفواكه بسبب قطع راتبه (نادي المعلمين اليمنيين)
معلم اضطر للعمل في بيع الفواكه بسبب قطع راتبه (نادي المعلمين اليمنيين)
TT

الحوثيون يواجهون مطالب المعلمين بفرض مزيد من الضرائب

معلم اضطر للعمل في بيع الفواكه بسبب قطع راتبه (نادي المعلمين اليمنيين)
معلم اضطر للعمل في بيع الفواكه بسبب قطع راتبه (نادي المعلمين اليمنيين)

واجهت الجماعة الحوثية الانقلابية مطالبة المعلمين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ نهاية عام 2016، بفرض ضرائب إضافية على استهلاك الكهرباء والهواتف المحمولة لصالح ما يسمى «صندوق دعم المعلمين»؛ بهدف تغطية العجز في الصندوق، وصرف حوافز بسيطة للمعلمين، بعد أن وُجهت عائدات الصندوق لتمويل مدارس التعليم الطائفي.

ووفق وثيقة صادرة عن وزير المالية في حكومة الانقلاب الحوثية، غير المعترف بها، فقد تم فرض ريالين يمنيين (الدولار يساوي نحو 530 ريالاً) على كل كيلوواط من استهلاك الكهرباء لصالح ما يسمى «صندوق دعم المعلمين»، الذي يشرف عليه يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة الذي يشغل منصب وزير تعليم الجماعة.

كما أظهرت وثيقة أخرى، صادرة عن وزير الاتصالات في حكومة الانقلاب، أنه تم فرض ضريبة مقدارها ريال واحد على الهواتف المحمولة، التي يزيد عدد المشتركين فيها على 7 ملايين مشترك.

صورة لتوجيه وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب الحوثية بفرض ضريبة جديدة (إكس)

وتقول مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين، وبعد افتضاح أمر استيلائهم على عائدات صندوق دعم المعلمين، وصرفها على مدارس التعليم الطائفي الخاصة المعروفة باسم «مدارس الشهيد القائد»، ذهبوا نحو فرض رسوم ضريبية جديدة لصالح هذا الصندوق؛ بهدف تغطية العجز، وامتصاص غضب واحتجاجات المعلمين والمعلمات من خلال صرف مكافأة شهرية قيمتها 50 دولاراً بدلاً عن الرواتب.

نادي المعلمين والمعلمات كان قد استبق هذه الخطوة وأعلن رفضه القاطع لأي مساعٍ تبذلها سلطة الحوثيين للتحايل على مطالبه بصرف رواتب المعلمين والمعلمات بصورة شهرية، أسوة بكبار المسؤولين الحوثيين وأعضاء الحكومة غير المعترف بها وأعضاء ما يسميان «مجلسي النواب والشورى» وغيرها من القيادات، وأكد النادي أن عائدات صندوق دعم المعلم حوافز مستحقة للمعلمين، ولكنها ليست بديلاً عن رواتبهم.

الإنفاق على التعليم الطائفي

على الرغم من الملاحقات والاعتقالات والتهديدات التي يتعرض لها المعلمون، فإن النادي تمسك بموقفه، وناشد أحرار العالم والحقوقيين وأصحاب القيم والمبادئ كلهم الوقوف إلى جانب المعلمين والمعلمات، والانتصار لقضيتهم، والضغط على الحوثيين؛ لدفع رواتبهم المقطوعة منذ 7 سنوات حتى اليوم.

الحوثيون يداهمون مدرسة في محافظة المحويت اليمنية لمنع الإضراب بالقوة (نادي المعلمين اليمنيين)

ويقول المعلم صالح عبد الله إنه لم يحدث على مرّ التاريخ أن تقوم سلطة بإنشاء مدارس خاصة بأتباعها، وتوفر لهم فيها السكن الداخلي والأكل والشرب والمعلم والوسائل التعليمية والمناهج وكل شيء، وتترك أبناء الشعب يفتك بهم الجهل والفقر والمرض، وكل مدارس الشعب بلا كتب، وكل معلمي الشعب بلا مرتبات، وأغلب الشعب جائع منهك.

ويجزم يحيى ناصر، وهو معلم يشارك في الإضراب، بأن الإنفاق الباذخ في هذه المدارس ينسف أكاذيب الحوثيين كلها بشأن عدم وجود أموال لصرف رواتب المعلم وتوفير الكتب المدرسية.

ويبيّن ناصر أن هذه المدارس تمنح الملتحقين بها على مدى 3 سنوات سكناً وتغذية مجانية، كما تمنحهم كتباً ومناهج تعليم مجاني، وقاعات حديثة ومجهزة بأحدث وسائل التعليم، وملاعب رياضية، كما أن المعلمين في هذه المدارس يحصلون على رواتب تساوي 3 أضعاف الرواتب التي يطالب بها المعلمون.

بدورها باركت نقابة المعلمين اليمنيين الحركة الاحتجاجية المطلبية للمعلمين والمعلمات في مناطق سيطرة الحوثيين من أجل تحقيق مطالبهم القانونية والإنسانية الضرورية. ودعت النقابات التعليمية كافة إلى رص صفوفها وتوحيد كلمتها في سبيل انتزاع حقوق المعلمين والمعلمات ورفع الظلم عنهم.

المعلمون اليمنيون مستمرون في إضرابهم لإرغام الحوثيين على صرف رواتبهم (إكس)

النقابة، في بيانها، استغربت صمت زعيم الحوثيين إزاء مظلمة المعلمين والمعلمات ومعظم العاملين في مختلف القطاعات وتوقيف رواتبهم، في حين أنه برر انقلابه على الشرعية بسبب زيادة 500 ريال في سعر قيمة صفيحة البنزين.

وذكرت النقابة أنه يتم حالياً تحصيل مليارات الريالات إلى ما يسمى «صندوق المعلم»، ويتم صرفها لمجالات أخرى، وأكدت استمرار نضالها في سبيل حقوق المعلمين والمعلمات ورفع الظلم عنهم، ودعت الأمم المتحدة إلى الضغط على الحوثيين لسرعة صرف المرتبات ورفع الظلم عن الموظفين.


مقالات ذات صلة

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي عناصر حوثية في عرض عسكري بعد أن جندت الجماعة عشرات الآلاف خلال الأشهر الماضية (غيتي)

قادة حوثيون يجردون رئيس حكومتهم الانقلابية من صلاحياته

منع الحوثيون رئيس حكومتهم الانقلابية الجديدة من اختيار مدير مكتبه بنفسه في سياق سعيهم لجعله مجرد واجهة لأجندة كبار قادة الجماعة المنتسبين لسلالة زعيمهم الحوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في عدن المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

العليمي للمبعوث الأممي: الحوثيون ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام

وسط مساعي المبعوث الأممي لتحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية، أبلغه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن الحوثيين ليسوا شريكاً موثوقاً للسلام.

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)

وافقت الجماعة الحوثية في اليمن على طلب أوروبي لقطْر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد تلقيها ضوءاً أخضر من إيران، وغداة إعلان تعيين طهران مندوباً جديداً لها في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء تحت اسم «سفير».

وكانت الناقلة تعرضت لسلسلة هجمات حوثية في غرب الحديدة ابتداء من يوم 21 أغسطس (آب) الحالي، ضمن هجمات الجماعة التي تزعم أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تقوم بإشعال الحرائق على متنها، عقب إجلاء طاقمها المكون من 29 بحاراً بواسطة سفينة فرنسية.

الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

وتنذر الناقلة التي تحمل نحو مليون برميل من المواد البترولية بأسوأ كارثة بحرية في حال انفجارها وتسرب النفط منها أو غرقها، وسط مساع لقطرها لإنقاذ الموقف.

وجاء الضوء الأخضر الإيراني عبر بعثة طهران في الأمم المتحدة، الأربعاء، حيث ذكرت أن الحوثيين وافقوا على السماح لزوارق قطر وسفن إنقاذ بالوصول إلى ناقلة النفط المتضررة بالبحر الأحمر سونيون.

وأشارت البعثة الإيرانية إلى أن عدة دول «تواصلت لتطلب من أنصار الله (الحوثيين) هدنة مؤقتة لدخول زوارق القطر وسفن الإنقاذ إلى منطقة الحادث، وأن الجماعة وافقت على الطلب (مراعاة للمخاوف الإنسانية والبيئية)»، بحسب ما نقلته «رويترز».

وعقب الإعلان الإيراني، ظهر المتحدث باسم الجماعة الحوثية، محمد عبد السلام، في تغريدة على منصة «إكس»، زعم فيها أن جهات دولية عدة تواصلت مع جماعته، خصوصاً الجهات الأوروبية، وأنه تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة «سونيون».

وفي نبرة تهديد، أكد المتحدث الحوثي أن احتراق سفينة النفط «سونيون» مثال على جدية جماعته في استهداف أي سفينة تنتهك قرار الحظر القاضي بمنع عبور أي سفينة إلى موانئ إسرائيل.

وأضاف المتحدث الحوثي أن على جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بإسرائيل أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضة للضربات أينما يمكن أن تطولها قوات الجماعة.

مندوب إيران الجديد لدى الحوثيين في صنعاء (يسار) يسلم أوراق اعتماده لوزير خارجية الجماعة (إعلام حوثي)

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية ذكرت أن وزير خارجية حكومتها الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، استقبل في صنعاء من وصفته بالسفير الإيراني الجديد علي محمد رمضاني، الذي قدم نسخة من أوراق اعتماده.

وسبق أن عينت طهران في 2020 القيادي في الحرس الثوري حسن إيرلو مندوباً لها لدى الجماعة الحوثية في صنعاء تحت اسم «السفير» قبل أن يلقى حتفه في نهاية 2021 في ظروف غامضة، ويتم إجلاء جثمانه إلى إيران.

كما قامت الجماعة الحوثية بتعيين ما تسميه سفيراً لليمن في طهران، حيث مكنت السلطات الإيرانية عناصر الجماعة لديها من السيطرة على المباني الدبلوماسية اليمنية في أراضيها.

لا يوجد تسرب

في أحدث بيانات أوردتها المهمة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس) ذكرت أن الأصول العاملة في المنطقة التابعة للمهمة أفادت، الأربعاء، بأنه تم اكتشاف حرائق في عدة مواقع على السطح الرئيسي للسفينة «سونيون» وأنه لا يوجد تسرب نفطي، وأن الناقلة لا تزال راسية ولا تنجرف.

وأضافت المهمة في بيان أنه «يجب على جميع السفن المارة في المنطقة أن تتحرك بأقصى درجات الحذر، حيث إن السفينة (سونيون) تشكل خطراً ملاحياً وتهديداً خطيراً وشيكاً للتلوث الإقليمي».

ولتجنب أزمة بيئية كارثية، قالت «أسبيدس»: «إن القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقوم بالتنسيق مع السلطات الأوروبية، بتقييم الوضع وهي على استعداد لتسهيل أي مسارات عمل». وأضافت أن «التخفيف الناجح سوف يتطلب التنسيق الوثيق والمشاركة الفعالة من جانب الدول الإقليمية».

ومع المخاوف من كارثة بيئية كبرى، كان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، كشف عن أن الهجوم الذي تعرّضت له «سونيون» هو التاسع من نوعه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد ناقلات النفط في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها تحمل 150 ألف طن من النفط الخام.

وقال الإرياني إن الحوثيين استهدفوا الناقلة بسلسلة من الهجمات، ما أدّى لجنوحها وتعطّل محركاتها، وإجلاء طاقمها، وتركها عرضةً للغرق أو الانفجار على بُعد 85 ميلاً بحرياً من محافظة الحديدة، واصفاً ذلك بأنه «إرهاب ممنهج يُنذر بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة».

دخان يتصاعد من جراء حرائق على متن ناقلة نفط يونانية تعرضت لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

يشار إلى أن الحوثيين تبنّوا مهاجمة نحو 182 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، وأدّت الهجمات إلى إصابة نحو 32 سفينة، غرقت منها اثنتان، البريطانية، «روبيمار» واليونانية «توتور»، كما قرصنت السفينة «غالاكسي ليدر» وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وتنفّذ واشنطن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي ضربات دفاعية استباقية لحماية السفن من الهجمات الحوثية ضمن ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»، وأقرّت الجماعة بتلقّيها أكثر من 600 غارة شاركت فيها بريطانيا 4 مرات.

وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تدّعي تنفيذ هجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران بالمنطقة.