وزارة الدفاع اليمنية تحذر من خطورة تخادم الحوثيين مع «داعش» و«القاعدة»

مجلي لـ«الشرق الأوسط»: الجيش على استعداد وجهوزية تامة للحسم العسكري

وزير الدفاع اليمني خلال لقائه وفداً من مكتب المبعوث الأممي لليمن في العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)
وزير الدفاع اليمني خلال لقائه وفداً من مكتب المبعوث الأممي لليمن في العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)
TT

وزارة الدفاع اليمنية تحذر من خطورة تخادم الحوثيين مع «داعش» و«القاعدة»

وزير الدفاع اليمني خلال لقائه وفداً من مكتب المبعوث الأممي لليمن في العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)
وزير الدفاع اليمني خلال لقائه وفداً من مكتب المبعوث الأممي لليمن في العاصمة المؤقتة عدن (سبأ)

حذرت وزارة الدفاع اليمنية من مغبة استمرار ميليشيا الحوثي الانقلابية في عملياتها العدائية ضد قوات الجيش الوطني، مطالبة المجتمع الدولي بمزيد من الحزم تجاه التعنت الحوثي الرافض للسلام.

ونبّه الفريق ركن محسن الداعري وزير الدفاع اليمني إلى خطورة تخادم بين ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتنظيمي «القاعدة» و«داعش» لإقلاق السكينة في المناطق المحررة، مبيناً أن خطر الميليشيات لا يقتصر على اليمن فحسب، بل يمتد إلى الإقليم والعالم.

جنود يسيرون في استعراض للجيش اليمني (القوات المسلحة اليمنية)

جاءت تصريحات وزير الدفاع اليمني خلال لقائه، الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن فريق القسم السياسي في مكتب المبعوث الأممي لليمن برئاسة روكسانا بازرجان، مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية لا عهد لها ولا ميثاق كما هو معهود منها منذ سنوات.

وشدد الداعري على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدور أكثر حزماً تجاه الصلف والتعنت الحوثي الرافض لجهود السلام، والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

إلى ذلك، أكد العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني، جهوزية القوات المسلحة اليمنية والاستعداد للمعركة مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لافتاً إلى أن جميع الانتهاكات الحوثية والاعتداءات على الجبهات باءت بالفشل.

وقال مجلي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش الوطني «أصبح اليوم أكثر استعداداً وقدرة وتدريباً، وتلقى العديد من الدورات التأهيلية والتخصصية رفعت الروح المعنوية والاستعداد لمواجهة الميليشيات، وتم استئناف الكليات العسكرية التي ستؤهل القوات لمواجهة هذه الجماعة الإرهابية».

وأضاف: «قواتنا أصبحت أكثر قوة حيث قامت بتجهيزات هندسية ومواقع محصنة، والميليشيات ضعيفة أمام ما تم إعداده من قواتنا، وأصبحت منبوذة في مناطق وجودها (...) عما قريب سوف ينتفض الشعب ضدها، والحسم العسكري هو الطريق الآمنة لتجنيب الشعب اليمني هذه الأعمال التخريبية والإرهابية».

جانب من مسيرة للجيش اليمني (القوات المسلحة اليمنية)

وأفاد المتحدث باسم الجيش اليمني بأن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يشرفان بشكل مباشر على جهوزية واستعداد القوات المسلحة، مضيفاً بقوله: «الجيش الوطني مستعد للمعركة الفاصلة مع تلك الميليشيات ولدينا الجاهزية القتالية الكاملة والروح المعنوية العالية».

على الصعيد العملياتي، أوضح العميد مجلي أن الميليشيات الحوثية تقوم بأعمال عدائية متواصلة من خلال الاستمرار في زراعة الألغام، وحشد مختلف القوات وأنواع الأسلحة على امتداد الجبهات وخطوط التماس.

وتابع: «كما تقوم الميليشيات الحوثية بتهريب الأسلحة والمعدات عبر الموانئ البحرية في مناطق سيطرتها؛ وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى واللحية، إلى جانب الاستمرار في تجنيد الأطفال وإقامة الدورات الطائفية، وإرسال الخلايا الإرهابية للمناطق المحررة، حيث تم القبض عليها».

وأضاف: «نطالب الأمم المتحدة بالنظر لجرائم وانتهاكات الحوثيين ضد الشعب اليمني، والاعتداءات الممنهجة على المناطق الآهلة بالسكان والمدنيين، وحصارهم مدينة تعز، وتحدي المجتمع الدولي بتنفيذ أعمال إرهابية ضد شعبنا بصورة متواصلة، يجب إدانة هذه الجرائم وتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.