اليمن: حملة أمنية وعسكرية لملاحقة المهربين في محافظة لحج

القبض على 52 مطلوباً وضبط كميات من الممنوعات

أكثر من أربعة ألوية تشارك في حملة لملاحقة المهربين في اليمن (الإعلام العسكري اليمني)
أكثر من أربعة ألوية تشارك في حملة لملاحقة المهربين في اليمن (الإعلام العسكري اليمني)
TT

اليمن: حملة أمنية وعسكرية لملاحقة المهربين في محافظة لحج

أكثر من أربعة ألوية تشارك في حملة لملاحقة المهربين في اليمن (الإعلام العسكري اليمني)
أكثر من أربعة ألوية تشارك في حملة لملاحقة المهربين في اليمن (الإعلام العسكري اليمني)

استأنفت السلطات اليمنية حملة ملاحقة المهربين والمطلوبين أمنياً في محافظة لحج جنوب البلاد، وألقت القبض على 52 منهم في مديرية المضاربة وساحل منطقة رأس العارة، وفق بيان عسكري وزّعته وحدات ألوية العمالقة العسكرية.

وذكر البلاغ، أن الحملة الأمنية المشتركة انطلقت بتوجيه من محافظ محافظة لحج، اللواء أحمد عبد الله التركي، وبالتنسيق مع القوات المسلحة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج لملاحقة المطلوبين أمنياً والخارجين عن القانون وعصابات تهريب المهاجرين والممنوعات.

ونقل البيان عن قائد وحدات ألوية العمالقة المشاركة في الحملة، العقيد جعفر الكعلولي، القول: إن الحملة التي دُشّنت بقيادة العميد حمدي شكري، وبدعم من عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد ألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي، حيث نفذت مهام عدة في الشريط الساحلي؛ ومشّطت وداهمت (أحواش) التهريب، وقبضت على 52 من المهربين والمطلوبين أمنياً.

وبحسب العقيد الكعلولي، مشّطت القوات المشاركة في الحملة الاتجاه الغربي من الشريط الساحلي، وعُثر هناك على مخازن أسلحة تضم الذخائر والقذائف وبعض الممنوعات، وأكد أن الحملة مستمرة حتى تصفية كل أوكار التهريب والقبض على المطلوبين أمنياً، بحسب أوامر القبض الصادرة من النيابة وبلاغات السكان.

بيوت من القش تُستخدم في تهريب الأفارقة والممنوعات (الإعلام العسكري اليمني)

ووفق ما أورده البيان، فإن الحملة ضبطت مخازن وبيوتاً من القش (عشش) للمهربين وبداخلها كميات من الممنوعات، منها معامل خمور وسجائر مهربة، وأسمدة تُستخدم في صناعة المتفجرات وعدد من السيارات والدراجات النارية التي تستخدم للتهريب. كما دكّت الحملة وأحرقت مخازن وأوكار عصابات التهريب وأتلفت كثيراً مما في داخلها من الممنوعات.

محاولة لفرض الأمن

تشارك في الحملة، بحسب البيان العسكري، قوات اللواء الثاني عمالقة واللواء السابع عشر عمالقة، وقوات الردع التابعة لألوية العمالقة، ووحدات مشتركة من القوات العسكرية والأمنية في منطقة الصبيحة على خلفية ما تشهده المديرية من انفلات أمني، وشيوع أعمال التهريب وتزايدها، وانتشار المخدرات، وأعمال التقطع في الطرقات، وغيرها من الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار والخارجة عن النظام والقانون.

‏وتشمل الحملة مركز مديرية المضاربة ورأس العارة، والمنافذ البحرية والبرية ووضع نقاط فيها ومراقبتها، واستحداث نقاط أمنية أخرى، والتنسيق العملياتي بين الوحدات الأمنية والعسكرية المشاركة، واستكمال التنسيق في إجراءات التحقيق والضبط وإيقاف المخالفين.

‏وتهدف إلى ضبط الحالة الأمنية في المديرية بشكل عام، ومكافحة عمليات التهريب والمهربين للممنوعات بمختلف أنواعها، ومهربي المهاجرين الأفارقة، بمتابعتهم وتحديد أماكن التهريب ومنافذه وضبط المتورطين فيه وملاحقة الخارجين عن القانون ومرتكبي الجرائم وقطاع الطرق، ومروجي المخدرات والمتاجرين بها، بالإضافة إلى منع حمل السلاح والتجول به في المديرية.

حملة سابقة

في يونيو (حزيران) الماضي كانت وحدات عسكرية من اللواء الثاني عمالقة بقيادة العميد حمدي شكري نفذت حملة واسعة استهدفت مواقع في مديرية طور الباحة يستخدمهما المهربون للمتاجرة بالمهاجرين الأفارقة الواصلين إلى سواحل المحافظة.

إحراق مأوى لتهريب المهاجرين والممنوعات في محافظة لحج اليمنية (الإعلام العسكري اليمني)

واستندت الحملة إلى معلومات تم جمعها من سكان ومنظمات حقوقية، بيّنت أن المهربين استحدثوا خلال الفترة الماضية، مواقع لاحتجاز المهاجرين الأفارقة الذين عادةً ما يصلون إلى سواحل المحافظة المطلة على البحر الأحمر في مواجهة سواحل جيبوتي.

ويعترض المهرّبون المهاجرين عند وصولهم الساحل، ومن ثم يقتادونهم إلى معسكرات الاحتجاز، حيث يتم ابتزازهم مالياً وبيعهم لعصابات تتولى تهريبهم داخل الأراضي اليمنية إلى المناطق الحدودية مع دول الخليج.

وتصف الأمم المتحدة طريق الهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن بأنه الأكثر ازدحاماً وخطراً، حيث تعمل عصابات لتهريب البشر تعمل على ضفتي البحر الأحمر وخليج عدن وتوهم المهاجرين بأنها ستنقلهم إلى دول الخليج.


مقالات ذات صلة

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.