الأمم المتحدة: السبل تتقطع بـ43 ألف مهاجر أفريقي في اليمن

توسع العنف والاستغلال وسوء المعاملة بين اللاجئين

يقع معظم المهاجرين من القرن الأفريقي في أيدي المهربين (الأمم المتحدة)
يقع معظم المهاجرين من القرن الأفريقي في أيدي المهربين (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: السبل تتقطع بـ43 ألف مهاجر أفريقي في اليمن

يقع معظم المهاجرين من القرن الأفريقي في أيدي المهربين (الأمم المتحدة)
يقع معظم المهاجرين من القرن الأفريقي في أيدي المهربين (الأمم المتحدة)

ذكر تقرير أممي حديث أن انعدام الأمن وحملات الاعتقال والنقل القسري للمهاجرين الأفارقة في اليمن أدى إلى تقطع السبل بحوالي 43 ألفاً، في حين بلغ عدد الواصلين منذ بداية العام الحالي إلى 77 ألف شخص، وسط انتشار العنف والاستغلال وسوء المعاملة ضد المهاجرين على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد حيث يتصرف الجناة بمنأى عن العقاب.

التقرير الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة أوضح أنه حتى منتصف هذا العام عبر أكثر من 77 ألف مهاجر خليج عدن إلى اليمن، وهو عدد يتجاوز أرقام الواصلين العام الماضي ويجعله يقترب من مستويات ما قبل وباء «كورونا».

وفي حين قالت المنظمة إن 43 ألف شخص من المهاجرين تقطعت بهم السبل نتيجة انعدام الأمن وحملات الاعتقال والنقل القسري، نبّهت إلى أنه مع تزايد أعداد المهاجرين الوافدين زادت المخاطر التي يواجهها الأشخاص الذين يتنقلون على طول «الطريق الشرقية» التي تتميز بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والعنف والاتجار بالبشر.

العودة الطوعية للمهاجرين هي الطريق الوحيدة الآمنة (الأمم المتحدة)

وبحسب التقرير، فإن معظم المهاجرين من القرن الأفريقي، الذين يصلون إلى اليمن، يأملون في الوصول إلى دول الخليج للعثور على عمل، لكنهم لا يتوقعون الانتهاكات والتحديات التي يواجهونها بعد عبورهم البحر، حيث يقعون في كثير من الأحيان في أيدي المهربين «الذين يسيطرون بعد ذلك على كل خطوة في رحلتهم».

العودة الطوعية أكثر أمناً

من جهته، ذكر مات هوبر، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في اليمن بالإنابة، أنه على الرغم من الأعداد المتزايدة للمهاجرين الذين يدخلون اليمن وخطورة الانتهاكات التي يتعرضون لها، فإن الأشخاص المتنقلين لا يزالون غير مرئيين إلى حد كبير، مؤكداً أن العودة الطوعية لا تزال هي الطريق الآمنة والوحيدة للمهاجرين العالقين في اليمن.

وأوضح هوبر أنه حتى هذا الوقت من العام الحالي، ساعدت المنظمة 5631 مهاجراً، من بينهم 5572 إثيوبياً، على العودة إلى ديارهم، ووصفها أنها زيادة كبيرة عن السنوات السابقة.

وقال المسؤول الأممي إن نقاط الاستجابة للمهاجرين، التابعة للمنظمة الدولية في صنعاء ومأرب وعدن، تتلقى يومياً طلبات المهاجرين للمساعدة في عودتهم إلى ديارهم، وإنه خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، تم تسجيل آلاف الطلبات لمساعدة المهاجرين في العودة إلى بلدانهم، مشيراً إلى أن المنظمة علقت هذه التسجيلات مؤقتاً، لأن أعداد المهاجرين الذين يطلبون المساعدة يتجاوز كثيراً الموارد المتاحة حالياً.

وتحدث هوبر عن أن المنظمة تعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء والمانحين والسلطات لتقديم الإغاثة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، واستعرض أوضاع العدد المتزايد من المهاجرين الذين يعانون.

مهاجر إثيوبي سقط من على جرار ويريد العودة إلى بلاده (الأمم المتحدة)

وقال إن ذلك يتطلب موارد أكبر للاستجابة، محذراً من أنه إذا لم يتم توفير مزيد من التمويل للاستجابة بشكل عاجل، «فقد يتوقف برنامج العودة الطوعية وغيره من أشكال المساعدة المنقذة للحياة قريباً».

احتياج متزايد للخدمات

مع احتياج آلاف المهاجرين شهرياً للخدمات الصحية والحماية، تقول «الهجرة الدولية» إن المستشفيات في محافظتي صعدة ومأرب تعتمد أيضاً عليها في الحصول على المعدات والإمدادات ودعم الرواتب، حتى تتمكن من تقديم خدماتها للمهاجرين والمجتمعات المضيفة والنازحين.

ولأن أغلب المهاجرين الأفارقة يقطعون المسافات بين المدن اليمنية سيراً على الأقدام، يتلقون الرعاية الطبية الحرجة والمياه ومواد الإغاثة الأساسية في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وأكد التقرير أنه غالباً ما يتم نقل المحتاجين منهم للعناية المركزة إلى مرافق صحية ثانوية، وتقوم المنظمة بدعم تعافيهم على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

انقلابيو اليمن يجرّفون التعليم العالي لمضاعفة الموارد المالية

العالم العربي طالبات في جامعة صنعاء (غيتي)

انقلابيو اليمن يجرّفون التعليم العالي لمضاعفة الموارد المالية

أقدمت الجماعة الحوثية على إجراءات لحرمان الأكاديميين النازحين من محافظة إب من الرواتب، بالتزامن مع إلغاء أقسام في جامعة صنعاء ومضاعفة إيراداتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وجّه بسرعة حل أزمة الكهرباء في عدن (سبأ)

عودة تدريجية للكهرباء في عدن إثر تدخل رئاسي وحكومي

بعد تدخل رئاسي، عادت الكهرباء بشكل جزئي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن يوم الجمعة بعدما غرقت ليومين في الظلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

بن مبارك يعتمد حلولاً إسعافية لأزمة الكهرباء في عدن

اعتمد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك حلولاً إسعافية لمشكلة الكهرباء في عدن، وذلك بعد أن توقفت الخدمة من كافة محطات التوليد جراء نفاد الوقود.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي شوارع مدينة إب تحولت في عهد الحوثيين إلى حفر ومستنقعات (إعلام محلي)

انقلابيو اليمن متهمون بتعميق الفوضى الأمنية في إب

تشهد محافظة إب اليمنية حوادث قتل يومية وسط اتهامات للحوثيين بتعميق الفوضى الأمنية وتكثيف أعمال التعبئة والتجنيد سعياً لتجنب أي انتفاضة شعبية ضدهم.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الجماعة الحوثية أطلقت تعبئة عسكرية عامة شملت المدنيين والموظفين وطلبة الجامعات والمزارعين (رويترز)

الحوثيون يصعّدون في مأرب هرباً من عواقب تصنيفهم إرهابيين

حشد الحوثيون في اليمن أتباعهم لمهاجمة القوات الحكومية في مأرب، وكثفوا تهريب الأسلحة سعياً لخلط الأوراق قبيل سريان تصنيفهم إرهابيين من قبل الولايات المتحدة

محمد ناصر (تعز)

إعلام سوري: وزير الخارجية الجزائري يزور دمشق السبت

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف («الخارجية» الجزائرية)
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف («الخارجية» الجزائرية)
TT

إعلام سوري: وزير الخارجية الجزائري يزور دمشق السبت

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف («الخارجية» الجزائرية)
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف («الخارجية» الجزائرية)

ذكرت صحيفة «الوطن» السورية، اليوم الجمعة، أن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف سيزور العاصمة السورية دمشق، غداً السبت.

ولم تذكر الصحيفة تفاصيل أخرى على الفور.

كان عطاف قد صرح، أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بأن بلاده تعترف بالدول، ولا تعترف بالحكومات، مشيراً إلى أن السفارة الجزائرية في دمشق تعمل بشكل عادي.

وأضاف عطاف، في تعليقه على التطورات في سوريا، أن «سوريا تتسع للجميع ويشارك في صُنع مستقبلها الجميع».