عملية إنقاذ «صافر» تدخل مراحلها الأخيرة

«الأمم المتحدة» تؤكد نقل أكثر من 85 % من النفط

وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك يلتقي الأحد منسق الشؤون الإنسانية المقيم لدى اليمن ديفيد غريسلي (سبأ)
وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك يلتقي الأحد منسق الشؤون الإنسانية المقيم لدى اليمن ديفيد غريسلي (سبأ)
TT

عملية إنقاذ «صافر» تدخل مراحلها الأخيرة

وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك يلتقي الأحد منسق الشؤون الإنسانية المقيم لدى اليمن ديفيد غريسلي (سبأ)
وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك يلتقي الأحد منسق الشؤون الإنسانية المقيم لدى اليمن ديفيد غريسلي (سبأ)

بعد نحو أسبوعين من انطلاقها، دخلت عملية إنقاذ ناقلة النفط المتهالكة «صافر»، مراحلها الأخيرة، بعد نقل أكثر من 85 في المائة من النفط الخام إلى الناقلة البديلة، قبالة سواحل رأس عيسى بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر، وفقاً لـ«الأمم المتحدة».

وكشفت الأمم المتحدة عن نقل نحو 85 في المائة من النفط الموجود على الناقلة القديمة «صافر» المقدر بـ1.15 مليون برميل، مبينة أن المتبقي في حدود 15 في المائة فقط من النفط الخام.

الناقلة الجديدة التي يجري حالياً نقل نحو 1.15 مليون برميل من النفط الخام على متنها (الأمم المتحدة)

وكانت عملية سحب حمولة ناقلة النفط العملاقة «صافر» إلى ناقلة جديدة، قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، قد انطلقت، في 23 يوليو (تموز) الماضي، في عملية تهدف إلى تجنب كارثة بيئية.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد بن مبارك، الاثنين، مع المنسق المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، سير المرحلة الأولى من خطة إنقاذ خزان «صافر»، وعملية نقل النفط إلى الخزان البديل.

وكشف الوزير، عن أن منسق الشؤون الإنسانية المقيم لدى اليمن ديفيد غريسلي أبلغه خلال لقائه بأنه تم نقل «85 في المائة» من الناقلة القديمة «صافر» إلى الجديدة.

وثمَّن بن مبارك الدعمين الدولي والإقليمي لتنفيذ المشروع، وإنقاذ البيئة البحرية من كارثة محتملة لها تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

كما أكد الوزير اليمني أهمية مضاعفة الجهود وحشد الموارد ودعم مؤسسات الدولة على المستويين المحلي والمركزي، لاستعادة دورها الخِدمي، والتخفيف من حِدة الأزمة الإنسانية.

الناقلة البديلة قبالة سواحل رأس عيسى بالحديدة (الأمم المتحدة)

ووفق «الأمم المتحدة»، من المتوقع أن يستغرق نقل 1.15 مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى السفينة الجديدة نحو 3 أسابيع، في عملية تأمل، من خلالها، «الأمم المتحدة» في أن تزيل العملية التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار بنحو 20 مليار دولار.

وترسو «صافر» التي صُنعت قبل 47 عاماً، وتُستخدم بوصفها منصّة تخزين عائمة، على بُعد نحو 50 كيلومتراً من ميناء الحُديدة الاستراتيجي (غرب)، الذي يُعدّ بوابة رئيسية لدخول قرابة 70 في المائة من الواردات الرئيسية البلاد.

وبسبب موقع السفينة في البحر الأحمر، فإنّ أي تسرّب قد يكلّف أيضاً مليارات الدولارات يومياً؛ إذ سيتسبّب باضطرابات في مسارات الشحن بين مضيق باب المندب وقناة السويس، طبقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

الناقلة اليمنية المتهالكة «صافر» (رويترز)

وتحمل السفينة المتداعية 4 أضعاف كمية النفط التي كانت على متن «إكسون فالديز»، وأحدث تسرّبُه كارثة بيئية عام 1989 قبالة ألاسكا. من جانبها، أشادت منظمة «غرينبيس» بالعملية «المحفوفة بالمخاطر» التي تقودها «الأمم المتحدة» لسحب النفط، لكنّها حذّرت من أن خطر وقوع كارثة بيئية لا يمكن تفاديه حتى تتم إزالة الخام بالكامل.

ولم تخضع الناقلة «صافر»، التي صُنعت قبل 47 عاماً وتُستخدم بوصفها منصّة تخزين عائمة، لأي صيانة منذ 2015 بعد سيطرة جماعة «الحوثي» الانقلابية على محافظة الحديدة؛ ما أدّى إلى تآكل هيكل الناقلة وتردّي حالتها.

ووفقاً للمنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي، فإن «نقل النفط سيمنع أسوأ سيناريو حدوث تسرب كارثي في البحر الأحمر»، لكن عملية نقل النفط إلى الناقلة البديلة «ليس نهاية العملية». وأضاف: «الخطوة الحاسمة التالية هي تركيب العوامة (كالم) التي ستربط السفينة البديلة بها بأمان».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».