الريال اليمني ينخفض... وارتفاع ساعات إطفاء الكهرباء في عدن

درجات حرارة عالية تشهدها عدن وسط انقطاعات متواصلة للكهرباء (أ.ف.ب)
درجات حرارة عالية تشهدها عدن وسط انقطاعات متواصلة للكهرباء (أ.ف.ب)
TT

الريال اليمني ينخفض... وارتفاع ساعات إطفاء الكهرباء في عدن

درجات حرارة عالية تشهدها عدن وسط انقطاعات متواصلة للكهرباء (أ.ف.ب)
درجات حرارة عالية تشهدها عدن وسط انقطاعات متواصلة للكهرباء (أ.ف.ب)

مع وصول ساعات إطفاء الكهرباء في عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، إلى نحو 18 ساعة في اليوم، سجلت العملة المحلية تراجعاً هو الأعلى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وقفز سعر الدولار الأميركي الواحد إلى حاجز 1500 ريال يمني، مقارنة بـ1200 ريال خلال الشهر الماضي.

ووفق عاملين في مؤسسة الكهرباء، فإنه ومنذ صباح الأربعاء ارتفعت ساعات الإطفاء إلى 5 ساعات مقابل ساعتين إضاءة بسبب خروج محطة «بترومسيلة» عن الخدمة، والتي تنتج 90 ميغا من احتياجات المحافظة والمناطق المجاورة.

البنك المركزي يواجه تحديات كبيرة في تثبيت سعر العملة (سبأ)

يرجع العاملون الأسباب إلى تأخر وصول ناقلات النفط الخام المقبلة من محافظة شبوة الذي يستخدم في تشغيل المحطة، وقالوا إن جنوداً غاضبين من تأخير رواتبهم في محافظة أبين قاموا بإيقاف الناقلات قبل السماح لها بالمرور مساء الثلاثاء.

المحطة لن تعود إلى العمل إلا بعد مرور 36 ساعة على إطفائها، وهو ما سيزيد من معاناة السكان مع ارتفاع درجة الحرارة واقترابها من الأربعين درجة مئوية، مع ارتفاع معدلات الرطوبة، كما أن هذا العجز يأتي بعد يوم واحد فقط على إعادة خفض ساعات الإطفاء إلى أربع ساعات مقابل ساعتين ونصف ساعة من التشغيل، بعد توقف عدد من محطات التوليد بسبب رداءة الوقود الذي تم شراؤه من أحد التجار وفق ما يتداوله العاملون، حيث شكلت لجنة فنية لإعادة فحص الشحنة، لكن المولدات عادت بعد ثلاثة أيام، ولم تعرف نتائج ذلك الفحص.

مصادر حكومية ذكرت أن انتهاء مدة معونة الوقود التي كانت تقدم من السعودية ضاعف من الأعباء على الحكومة التي تنفق شهرياً نحو خمسين مليون دولار لتغطية تكاليف تشغيل محطات إنتاج الكهرباء في عدن، وشراء جزء من الطاقة من مولدات تتبع القطاع الخاص.

يأتي ذلك وسط أزمة مالية شديدة تواجهها الحكومة التي تخوض حرباً اقتصادية شنها الحوثيون، بدأت بعرقلة صادرات النفط، ومن ثم إلزام التجار بالاستيراد عبر الموانئ الخاضعة لسيطرتها فقط، إضافة إلى منع انتقال البضائع من مناطق سيطرة الحكومة.

تراجع العملة

هذه التطورات ترافقت مع عودة انهيار قيمة الريال اليمني إلى مستويات تقارب ما كان عليه قبل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي (15 شهراً) وفق عاملين في قطاع الصرافة، وذكروا أن سعر الدوار الأميركي الواحد بلغ 1500 ريال مقارنة بمبلغ 1100 عند تشكيل مجلس القيادة، و1200 قبل شهر واحد. أبرز الأسباب يتمثل في الإقبال على شراء الدولار من قبل المستوردين.

ضوئية لوثيقة من البنك المركزي اليمني توضح أسعار المزاد

وحسب مصادر في الحكومة، فإن استمرار توقف تصدير النفط بسبب هجمات ميليشيات الحوثي على موانئ التصدير أفقد الخزينة العامة أكثر من مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الماضية، كما أن منع الميليشيات انتقال البضائع من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق سيطرتهم ومنع دخول غاز الطهي المنتج محلياً، أفقدا الحكومة مصدراً آخر من مصادر الدخل، وأنها تواجه صعوبات كبيرة في توفير احتياجات السكان والاستمرار في صرف رواتب الموظفين.

وتجري الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني اتصالات مكثفة مع الحكومتين السعودية والإماراتية؛ للاتفاق على آلية لإطلاق دفعة من الوديعة التي وضعتها الدولتان في حسابات البنك؛ لأن ذلك سيمكنه من مواجهة الاحتياجات المتزايدة للمستوردين من كل مناطق اليمن، ويخفف من الإقبال المتزايد على شراء الدولار.

وكان آخر مزاد أعلن عنه البنك المركزي اليمني أول من أمس لبيع العملة الأجنبية حدد سعر الدولار الأميركي بمبلغ 1410 ريالات يمنية، وقال إن مزادات بيع العملة الأجنبية ستكون مستمرة بشكل أسبوعي.

لكن هذه المزادات، وفق خبراء، ورغم أهميتها في تزويد السوق بالعملة الأجنبية فإنها وخلال الأسابيع الأخيرة لم تتمكن من مواجهة الارتفاع المتواصل لسعر الدولار الأميركي مقابل الريال اليمني.


مقالات ذات صلة

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.