مصر: وفاة طالب بـ«الثانوية العامة» تُعيد الحديث عن «ضغوط الامتحانات»

«التعليم» شددت على مواجهة «الغش»... وسط أزمة «تسريب الاختبارات»

إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم على فيسبوك)
إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم على فيسبوك)
TT

مصر: وفاة طالب بـ«الثانوية العامة» تُعيد الحديث عن «ضغوط الامتحانات»

إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم على فيسبوك)
إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم على فيسبوك)

جددت وفاة طالب خلال امتحانات الثانوية العامة (الخميس) الحديث عن (الضغوط النفسية والأسرية) التي يتعرض لها الطلاب خلال امتحانات الثانوية (التي يحدد مجموع الطلاب فيها الكلية التي سوف يلتحقون بها ودراستهم المستقبلية)، وسط استمرار أزمة «تسريب امتحانات الثانوية» على «جروبات الغش» بموقع «تلغرام»، وتشديدات من وزارة «التربية والتعليم» المصرية لمواجهة محاولات «الغش» خلال الامتحانات.

وقال أحمد سلامة، مدير الإدارة التعليمية بمدينة كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب مصر)، (الخميس)، إن «الطالب عبد الكريم محمد، من قرية الأحمدية، شعر بضيق في التنفس خلال تأديته امتحان اللغة الأجنبية الأولى بمدرسة محمد خالد الثانوية، وعلى الفور تم استدعاء الإسعاف لنجدته؛ إلا أنه توفي قبل وصوله المستشفى».

وكانت الأجهزة الأمنية بأسوان قد تلقت إخطاراً من الإدارة التعليمية بكوم أمبو بوفاة طالب ثانوي بعد بدء امتحان اللغة الأجنبية الأولى بعشرين دقيقة، وبعد انتقال ضباط المباحث إلى مكان البلاغ، تبين أن الطالب (16 عاماً) توفي نتيجة «إصابته بإعياء أثناء أداء الامتحان». تم تحرير محضر وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة في مصر (وزارة التربية والتعليم على فيسبوك)

الدكتور حسن شحاتة، الخبير التعليمي والتربوي في مصر، يرى أن «الضغوط التي ترتبط بامتحانات الثانوية العامة لها مرجعيات وإرث طويل». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الامتحانات في الأصل، هي درجة قياس مستوى الطالب، ورصد للفروق بين مستوى الطلاب، وليس مطلوباً أن يكون الجميع من المتفوقين، فالدرجات تُعبر عن القدرات بشكل رئيسي»، مضيفاً «جزء كبير من المشكلة، يرتبط بـ(الرعب) من امتحانات الثانوية العامة، بسبب ضغوط الآباء والأسر، فيجب أن يكون هناك وعي بأن هناك فروقا في مستويات التفوق، وأن يكون التعامل مع الامتحانات مستنداً لقدرات الأبناء الحقيقية، وليس طموح الآباء فقط».

من ناحية أخرى، أصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً (الخميس) في أعقاب تداول صورة لطالبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقوم بـ«تسريب» ورقة امتحان اللغة الأجنبية الأولى. وقال شادي زلط، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، إنه «تم ضبط الطالبة داخل لجنة تابعة لإدارة الشروق التعليمية بمحافظة القاهرة، وذلك عقب ثوان معدودة من قيامها بـ(الغش الإلكتروني) باستخدام الجوال». وأضاف أنه «تم على الفور التحفظ على جهاز الجوال المستخدم، وعمل محضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة، والتحقيق مع الطالبة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، وتطبيق القرارات الوزارية بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، كما تم استدعاء الملاحظين في اللجنة المذكورة للتحقيق بمقر الوزارة».

وهنا ذكر شحاتة «هناك تصدٍ لـ(الغش الإلكتروني) في الامتحانات حسب تأكيدات وزارة التربية والتعليم المصرية»؛ لكنه أكد أن «الامتحانات، هي عملية نهائية لفرز المستويات، ونحتاج إلى تغيير جذري في استيعاب فكرة وهدف الامتحانات».

وبدأت امتحانات الثانوية العامة في مصر منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وتنتهي في 13 يوليو (تموز) الحالي. وأكدت وزارة التربية والتعليم على أنها «تواجه أي عملية (غش الإلكتروني) بـ(حزم شديد)، وتطبق القرار الوزاري رقم 34 لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان والحرمان منه، والقانون رقم 205 لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات».


مقالات ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طلاب الطب الأفغان يحضرون امتحاناتهم النهائية في كلية طب بختر في كابل، أفغانستان، 05 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

فرنسا تندد بمنع «طالبان» الأفغانيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية

دانت فرنسا قراراً نُسب إلى حكومة «طالبان» يمنع التحاق النساء الأفغانيات بمعاهد التمريض، واصفةً هذه الخطوة بأنها «غير مبررة».

«الشرق الأوسط» (باريس - كابل)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))

الحكومة المصرية تقرّ تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى» مع السعودية

تشكيل مجلس التنسيق الأعلى يعكس مستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر
تشكيل مجلس التنسيق الأعلى يعكس مستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر
TT

الحكومة المصرية تقرّ تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى» مع السعودية

تشكيل مجلس التنسيق الأعلى يعكس مستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر
تشكيل مجلس التنسيق الأعلى يعكس مستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر

سعياً لتطوير مستوى الشراكة المصرية - السعودية، وافقت الحكومة المصرية، الأربعاء، على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»؛ بهدف تعزيز التعاون بين البلدين ليشمل مختلف المجالات.

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة يوم العاشر من سبتمبر (أيلول) 2024: «نحن في المراحل النهائية لتدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان»، مؤكداً على ما سيمثله هذا المجلس التنسيقي من «مظلة شاملة للمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

وخلال اجتماعه الأربعاء، وافق مجلس الوزراء المصري على قرار تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي، وأوضحت الحكومة المصرية في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، وله عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك».

وقالت الحكومة المصرية، إن المجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».

ويعكس تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري، مستوى الشراكة العالي بين البلدين حالياً، وفق تقدير وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أيمن محسب، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس يشكل نواة لتفعيل العلاقات ويعكس إرادة لتوسيع التعاون بمختلف المجالات».

وتوقف محسب، مع التمثيل الرفيع لرئاسة المجلس، بقيادة الرئيس المصري وولي العهد السعودي، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة ستدفع تقدم التعاون في مختلف المجالات، بإرادة من القيادة السياسية في البلدين»، وأوضح أن «تشكيل المجلس، سيساعد على تنسيق الآراء بين القاهرة والرياض في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية».

وخلال استقبال الرئيس المصري، وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، الثلاثاء، أكد السيسي «اعتزاز بلاده قيادةً وشعباً، بالعلاقات التاريخية مع السعودية في المجالات كافة».