تمويل إضافي من البنك الدولي لاستعادة الخدمات الحضرية في اليمن

المشروع يشمل 19 مركزاً مؤهلاً في جميع مناطق البلاد

طفلان يملآن الماء من أحد مشروعات الدعم وسط حاجة شديدة للمياه في مختلف أرجاء البلاد (تويتر)
طفلان يملآن الماء من أحد مشروعات الدعم وسط حاجة شديدة للمياه في مختلف أرجاء البلاد (تويتر)
TT

تمويل إضافي من البنك الدولي لاستعادة الخدمات الحضرية في اليمن

طفلان يملآن الماء من أحد مشروعات الدعم وسط حاجة شديدة للمياه في مختلف أرجاء البلاد (تويتر)
طفلان يملآن الماء من أحد مشروعات الدعم وسط حاجة شديدة للمياه في مختلف أرجاء البلاد (تويتر)

حصل اليمن على تمويل إضافي من «البنك الدولي» بمبلغ يزيد على 25 مليون دولار، لدعم استعادة الخدمات الحضرية؛ بغرض تعزيز قدرة المدن على الصمود، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، في إطار تمهيد الطريق لتحقيق انتعاش اقتصادي، وفق ما جاء في الإعلان الصادر عن البنك، الخميس.

ووفقاً للبلاغ، فقد وافقت مجموعة «البنك الدولي» على منحة من «المؤسسة الدولية للتنمية» بقيمة 19.5 مليون دولار، إلى جانب منحة قدرها 5.9 مليون دولار من الشراكة العالمية للمعونات المرتبطة بالنتائج؛ بغرض تقديم تمويل إضافي ثانٍ للمرحلة الثانية من المشروع الطارئ للخدمات الحضرية المتكاملة في اليمن، حيث سيعمل هذا المشروع على إعادة تيسير الحصول على الخدمات الحضرية الضرورية، وتعزيز قدرة مدنٍ بعينها على الصمود.

وبيَّن «البنك الدولي» أن التمويل الإضافي يهدف إلى توفير البنية التحتية والخدمات الحضرية الحيوية لعدد 19 مركزاً حضرياً مؤهلاً في جميع أنحاء اليمن، ومن ثم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتمهيد الطريق لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام، حيث يواجه الشعب اليمني، على مدى 8 سنوات من الصراع، مصاعب شديدة، فهناك زهاء 22.5 مليون شخص؛ أي نحو 75 في المائة من مجموع السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، مع نزوح أكثر من 4.3 مليون شخص من المدنيين.

اليمن بحاجة إلى زيادة الفرص المتاحة للنساء (البنك الدولي)

ووفقاً لما أورده «البنك الدولي»، فقد اجتمع الصراع والمخاطر الشديدة المرتبطة بالمناخ واستمرار وباء الكوليرا، ومعها جائحة فيروس «كورونا»، لتتسبب في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.

وأوضح البنك أن المشروع سيستفيد منه نحو 3 ملايين شخص، مع التركيز على تقوية المؤسسات المحلية لتقديم خدمات حضرية مستمرة ومرنة ومستدامة في قطاع المياه والصرف الصحي، وإعادة تأهيل الطرق، وتوفير الطاقة، وإدارة النفايات الصلبة، والخدمات البلدية الأخرى.

ويرمي التمويل الإضافي المقترح إلى زيادة الأنشطة الحالية، في إطار المرحلة الثانية من المشروع الطارئ للخدمات الحضرية في اليمن، طبقاً لما جاء في الإعلان، كما ستوسِّع نطاقها فيما يتعلق بإدارة النفايات الصلبة، وهو الأمر الذي تأثر إلى حد كبير بالصراع، مما أدى إلى جمع النفايات والتخلص منها بطريقة غير ملائمة تشكل مخاطر صحية وبيئية شديدة.

وبعد الانتهاء بنجاح من مبادرات مؤسسات الأعمال المملوكة للنساء، في إطار المرحلة الثانية من المشروع الطارئ للخدمات الحضرية في اليمن، أوضح البنك أن المشروع سيزيد من الفرص المتاحة للنساء، عبر تخصيص مليون دولار أميركي إضافي من مخصصات المناقصات، لصالح مبادرات مؤسسات الأعمال المملوكة للنساء.

ثلثا اليمنيين يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات (فيسبوك)

وقالت تانيا ميير، مديرة مكتب «البنك الدولي» في اليمن إن هذا التمويل الإضافي يكشف التزام البنك الراسخ تجاه الشعب اليمني في هذه الأوقات الصعبة، «وإننا نهدف إلى استعادة الخدمات الحضرية الحيوية للأُسر الأكثر احتياجاً، وتعزيز القدرة على الصمود، وإرساء أساس قوي للتعافي المستدام في البلاد».

ووفق بيانات «البنك الدولي»، فإن برامجه لعموم اليمن وصلت إلى 3.7 مليار دولار في شكل مِنحٍ تقدمها «المؤسسة الدولية للتنمية» منذ عام 2016. وبالإضافة إلى التمويل، يقدم «البنك الدولي» الخبرات الفنية اللازمة لتصميم المشروعات وتوجيه تنفيذها، عبر بناء شراكات قوية مع وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المحلية التي تتمتع بقدرات تنفيذ المشروعات على الأرض في اليمن.

كان اليمن قد افتتح، العام الماضي، أول محطة لتوليد الكهرباء من النفايات في منطقة الوهْط بمديرية تُبَن في محافظة لحج، وبقوة 100 كيلوواط، كمرحلة أولى، وهدف المشروع إلى تعميم تجربة توليد الطاقة الخضراء، من النفايات، لفاعليتها في البلدان المتقدِّمة، ولكونها صديقة للبيئة، وتضع حلولاً ناجعة وبديلة عن توليد الكهرباء بمادتي الديزل والمازوت، اللتين تثقلان الميزانية العامة.

كما أكد «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» أن مبادرة تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية سيشجع البرنامج على توسعة نشاطه في المدى القريب في بقية المحافظات اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

العليمي في تعز المحاصرة حوثياً

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، أمس، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة

علي ربيع (عدن)

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الجمعة، دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين، وفتح معابر حدودية إضافية لإيصالها عبر الطرق الأكثر كفاءة.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الخميس، اجتماعاً افتراضياً لمواصلة الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأكد بيان صادر عنها مواصلة العمل على إشراك الأطراف السودانية في جهود توسيع نطاق الوصول الطارئ للمساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، مع الامتثال الأوسع للالتزامات القائمة بموجب القانون الإنساني الدولي و«إعلان جدة».

وأضاف: «في أعقاب الاجتماع الأولي بسويسرا، أكد مجلس السيادة على فتح معبر أدري الحدودي للعمليات الإنسانية، ما سمح، مع ضمانات الوصول على طول طريق الدبة، بنقل 5.8 مليون رطل من المساعدات الطارئة للمناطق المنكوبة بالمجاعة، والمعرضة للخطر في دارفور، وتقديمها لنحو ربع مليون شخص».

ودعت المجموعة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» لضمان المرور الآمن للمساعدات على طول الطريق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، كذلك من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما فيها عبر سنار، لإنقاذ حياة ملايين المحتاجين، مطالبةً بفتح معابر حدودية إضافية لمرورها عبر الطرق الأكثر مباشرة وكفاءة، بما فيها معبر أويل من جنوب السودان.

وأكدت التزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة شعب السودان، والتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، معربةً عن قلقها الشديد إزاء التقارير عن الاشتباكات في الفاشر، شمال دارفور، ما أدى إلى نزوح الآلاف، ومجددةً تأكيدها أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، حيث يواجهن العنف المستمر والنهب من قبل الجماعات المسلحة.

وشدّدت المجموعة على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما فيهم النازحون بالمخيمات، وأن يلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني لمنع مزيد من المعاناة الإنسانية، مؤكدةً على مواصلة الارتقاء بآراء القيادات النسائية السودانية ودمجها في هذه الجهود.