انقلابيو اليمن يوسعون انتهاكاتهم في قطاع التعليم

فصل تعسفي وإحلال مُوالين واعتداء على المدارس

حوثيون يشرفون على أدلجة الطلبة في المراكز الصيفية (إعلام حوثي)
حوثيون يشرفون على أدلجة الطلبة في المراكز الصيفية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يوسعون انتهاكاتهم في قطاع التعليم

حوثيون يشرفون على أدلجة الطلبة في المراكز الصيفية (إعلام حوثي)
حوثيون يشرفون على أدلجة الطلبة في المراكز الصيفية (إعلام حوثي)

شنَّت الميليشيات الحوثية في اليمن سلسلة جديدة من الانتهاكات ضد قطاع التعليم ومنتسبيه في صنعاء العاصمة، وريفها، ومحافظة إب، من بينها الفصل التعسفي من الوظيفة العامة، والسطو على باحات المدارس الحكومية، وتحويلها إلى مشروعات استثمارية، واستهداف أدمغة الطلبة بالأفكار العنصرية والطائفية.

ففي العاصمة صنعاء وريفها، أفادت مصادر تربوية بأن الميليشيات أقالت، بشكل تعسفي، عدداً من مديري المدارس الحكومية، بعد توجيه اتهامات لهم بالتقاعس وعدم الدفع بالطلاب والطالبات إلى مراكز التطييف الصيفية.

المصادر أكدت أن آخِر من جرى إقصاؤه من عمله كان مدير مدرسة «الشهيد سالم قطن» بمديرية معين في صنعاء، حيث قامت بتعيين آخر من المعتنقين لأفكارها الطائفية.

التوجه الحوثي لفصل مديري المدارس، وفقاً للمصادر، جاء على خلفية عدم استجابتهم لتعليمات الجماعة القاضية بالدفع بما لا يقل عن 200 طالب وطالبة من كل مدرسة، للالتحاق بالمعسكرات الصيفية.

تلميذات في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

وتحدثت المصادر في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن تعليمات جديدة أصدرها، قبل أيام، يحيي الحوثي، شقيق زعيم الجماعة المعيَّن بمنصب وزير التعليم في حكومة الانقلاب غير المعترَف بها، إلى جميع مكاتب التربية تحض على ترشيح أسماء مديرين، ووكلاء مدارس حكومية جدد، ممن خضعوا سابقاً لدورات طائفية؛ بغية الاستهداف بـ«الفصل التعسفي» لما بقى من القيادات التربوية التي لا تكنُّ الولاء والطاعة للجماعة وزعيمها.

وبالانتقال إلى محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، وسّعت الجماعة من حجم انتهاكاتها بحق قطاع التعليم ومنتسبيه، وصولاً إلى قيام مشرفين وقادة، تابعين لها، بالاستيلاء على باحة مدرسة «وفاء إدريس» للبنات بمديرية المشنة، حيث حوَّلتها إلى مشروع استثماري، وفق تأكيد مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط».

واتهمت المصادر قادة الجماعة الذين يديرون قطاع التعليم في المحافظة، بالإشراف المباشر على عملية التعدي والسطو، والاستحداث غير المبرَّر الذي طال، ولا يزال، باحة المدرسة.

مدرسة يمنية سطت الميليشيات الحوثية على باحتها في محافظة إب (فيسبوك)

ووسط حالة من الغليان والغضب الشديدين في أوساط المواطنين، طالب ناشطون المنظمات المعنية بالتدخل لوقف الاستهداف الحوثي بحق المدرسة، وما سيخلفه من تبِعات سلبية على الطالبات اللاتي يتلقين التعليم فيها.

وتأتي تلك الاستهدافات الحوثية لأهم قطاع حيوي باليمن متوازية مع تأكيد تقرير حقوقي حديث أن محتوى المناهج التي تدرسها الجماعة حالياً للأطفال اليمنيين بمراكزها الصيفية، تقدِّس الموت وتكرِّس ثقافة العنف والكراهية داخل المجتمع.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.