واصلت «قوات الدعم السريع» تصعيد عملياتها في ولاية جنوب كردفان. وبعد أنباء عن استهدافها، السبت، مقراً للأمم المتحدة، في مدينة كادوقلي، عاصمة الولاية، ومقتل 6 من جنود حفظ السلام البنغلادشيين، عادت الأحد، وقصفت مستشفى عسكرياً بمدينة الدلنج المحاصرة، ثاني أكبر مدن الولاية، ما أدّى إلى مقتل 7 في آخر إحصائية.
وقال عامل صحي في المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية إن ضربة بطائرة مُسيّرة استهدفت مستشفى للجيش في مدينة الدلنج أسفرت عن مقتل 7 مدنيين، وإصابة 12 آخرين. وأوضح المصدر الطبي، الذي لم تكشف الوكالة هويته، أن الضحايا هم من المرضى ومرافقيهم، مضيفاً أن المستشفى العسكري «يخدم سكان المدينة ومحيطها، إضافة إلى العسكريين». وتقع الدلنج في ولاية جنوب كردفان ذات الأهمية الاستراتيجية، وهي خاضعة لسيطرة الجيش السوداني، لكنها تتعرض لحصار من «قوات الدعم السريع».
وتسيطر «قوات الدعم السريع» على مساحات واسعة من إقليم كردفان الكبرى، إلى جانب حلفائها في «الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال» بقيادة عبد العزيز الحلو.
وتأتي ضربة الأحد بعد يوم واحد من ضربة بطائرة مُسيّرة استهدفت قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأسفرت عن مقتل 6 جنود بنغلاديشيين في مدينة كادوقلي، على بُعد نحو 120 كيلومتراً (75 ميلاً) جنوب الدلنج. وبحسب الأمم المتحدة، يعاني المدنيون في الدلنج من ظروف مجاعة، إلا أن نقص الوصول إلى البيانات حال دون إعلان رسمي.
الأمم المتحدة تجلي ضحاياها
ونفّذت فرق من الأمم المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السودانية الأحد، عمليات إجلاء قتلى وجرحى من قوات حفظ السلام (يونيسفا) من مدينة كادوقلي إلى منطقة «أبيي» المتنازَع عليها بين السودان وجنوب السودان. وقُتل 6 جنود وأصيب 7 آخرون جميعهم من قوات بنغلادش التابعة للبعثة، في غارة بطائرة مسّيرة شنتها «قوات الدعم السريع» السبت على مقر الأمم المتحدة في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وتفيد أنباء متواترة، بأن بعثة «يونيسفا» تدرس إخلاء جميع القوات والعاملين من كادوقلي، بسبب تصاعد القصف المدفعي والجوي المتبادل بين الجيش السوداني و«الدعم السريع»، التي هددت في وقت سابق، باجتياح المدينة.

ونشرت وسائل إعلام موالية للجيش، مقاطع فيديو لمروحيات حربية تابعة للأمم المتحدة، نقلت ضحايا قوات البعثة من القتلى والجرحى إلى منطقة «أبيي». واتهم «مجلس السيادة» السوداني، «الدعم السريع» بقصف مقر الأمم المتحدة. وقال، في بيان، إن الهجوم على المقر الأممي «خرق جسيم وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني».
بدوره، أدان رئيس الوزراء كامل إدريس، بأشد العبارات، هجوم «الدعم السريع» على مقر البعثة الأممية في كادوقلي، واعتبر ذلك، «خرقاً جسيماً للحماية المقررة للمنشآت الأممية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني»، بحسب «وكالة الأنباء السودانية».
«الدعم السريع» تنفي
من جانبها، نفت «قوات الدعم السريع» مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت: «إنها تدحض ادعاءات ومزاعم الجيش السوداني بشأن وقوع هجوم جوي استهدف مقر الأمم المتحدة في كادوقلي، وما صاحب ذلك من اتهامات باطلة لقواتنا بالوقوف خلفه عبر استخدام طائرة مسيرة». وأضافت في بيان نشر على منصة «تلغرام»: «تنفي قواتنا نفياً قاطعاً هذه الأكاذيب، وتؤكد أن هذه الادعاءات تعكس محاولة يائسة وبائسة لتلفيق اتهامات واهية بحق قواتنا، في مسعى مكشوف الأهداف».

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة ما وصفه بالهجمات المروعة التي شنتها طائرات من دون طيار على قاعدة الدعم اللوجيستي في كادوقلي، التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من أفراد القوات البنغلاديشية في قوات حفظ السلام. وقال إن الهجوم قد يرقى إلى «جريمة حرب» بموجب القانون الدولي، مشدداً على أهمية حماية أفراد الأمم المتحدة والمدنيين.
وتشهد مدينة كادقلي منذ أيام موجات نزوح إلى المناطق الآمنة، من بينها البلدات والقرى في «جبال النوبة» والمناطق التي تسيطر عليها «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو.

ومنذ أشهر، تفرض «الدعم السريع» وحليفتها «الحركة الشعبية»، حصاراً محكماً على مدينة كادوقلي، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتشن هجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسّيرة. وتأسست بعثة حفظ السلام (يونيسفا) بقرار من مجلس الأمن الدولي في يونيو (حزيران) 2011، وتتكون من قوات من مختلف الجنسيات لحماية المدنيين في منطقة «أبيي».
