مصر تُحمل إثيوبيا مسؤولية غرق أراضي «طرح النهر» بسبب «الإجراءات الأحادية»

تحدثت عن موقفها السابق بضرورة التنسيق مع دولتي المصب بشأن النيل

وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده إجراءات إثيوبيا الأحادية خلال لقاء وزير الخارجية الهولندي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده إجراءات إثيوبيا الأحادية خلال لقاء وزير الخارجية الهولندي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُحمل إثيوبيا مسؤولية غرق أراضي «طرح النهر» بسبب «الإجراءات الأحادية»

وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده إجراءات إثيوبيا الأحادية خلال لقاء وزير الخارجية الهولندي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يجدد رفض بلاده إجراءات إثيوبيا الأحادية خلال لقاء وزير الخارجية الهولندي (الخارجية المصرية)

حمّلت مصر، الثلاثاء، إثيوبيا مسؤولية غرق أراضي «طرح النهر» بعدد من القرى خلال الأيام الماضية. وأرجعت ذلك إلى «إجراءات أديس أبابا الأحادية»، وذلك بعد تحذيرات مصرية سابقة، شدّدت على ضرورة التنسيق مع دولتي المصب (مصر والسودان) بشأن إجراءات نهر النيل.

وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي، دافيد فان فييل، في القاهرة، الثلاثاء، إن «إجراءات إثيوبيا الأحادية التي سبق التحذير منها أدّت إلى غرق العديد من الأراضي في السودان، والعديد من أراضي (طرح النهر) في مصر».

وجدّد التأكيد على أن «ما حدث جاء نتيجة للسياسات الإثيوبية غير المسؤولة، ما يشير إلى رجاحة الموقف المصري بضرورة أن يكون هناك إخطار مسبق وتنسيق كامل مع دولتي المصب إزاء أي إجراءات تخص نهر النيل».

وشهد عدد من القرى المصرية، خصوصاً في محافظتَي البحيرة والمنوفية، خلال الأيام الماضية، ارتفاع منسوب مياه نهر النيل بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى غمر مساحات من أراضي «طرح النهر» والأراضي الزراعية وعدد من المنازل.

وتُعرف أراضي «طرح النهر» بأنها أراضٍ منخفضة، تقع ضمن حرم النهر، وتكون عرضة للغمر مع زيادة التصريفات المائية.

وتطرق عبد العاطي إلى أضرار إجراءات إثيوبيا الأحادية خلال لقاءات منفصلة عقدها أيضاً، الثلاثاء، مع وزير خارجية ألمانيا، يوهان فاديفول، ووزيرة خارجية سلوفينيا، تانيا فايون، لافتاً إلى أن «ملف الأمن المائي يعد قضية وجودية بالنسبة لمصر».

وأشار عبد العاطي، بحسب بيانات صادرة عن «الخارجية المصرية»، الثلاثاء، إلى «أهمية التعاون وفقاً لقواعد القانون الدولي للحفاظ على مصالح جميع دول حوض النيل»، مضيفاً أن بلاده «سوف تتخذ كل الإجراءات اللازمة اتساقاً مع القانون الدولي لحماية أمنها المائي».

ارتفاع منسوب مياه نهر النيل في مصر (وزارة الري المصرية)

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، قال إن «تحميل إثيوبيا ما تعرضت له مصر من أضرار خلال الأيام الماضية يشير إلى اتخاذ كل الوسائل التي تحقق الأمن القومي المصري بالتعاون مع السودان، والتنبيه على أن أديس أبابا يجب ألا تستمر على موقفها الحالي مع تهديد دولتي المصب».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» بعد غرق بعض الأراضي: «أضحت هناك أخطار تهدد دولتي المصب، نتيجة التدفقات المائية غير المنضبطة، جراء فتح بوابات (سد النهضة) الإثيوبي، ورغم أنها لم تصل إلى الخطر الجسيم، مثل الوضع بالنسبة لسنوات الجفاف، أو في حال انهيار (السد)؛ لكن ذلك يستلزم تحركات دبلوماسية لدفع إثيوبيا نحو إعادة التفكير في سياساتها القائمة وتجنب أي خطر جسيم».

ووفق حليمة: «هناك مسارات مصرية مستقبلية يمكن التوجه إليها. من بينها الاستعانة بوسيط يتمثل في الولايات المتحدة، بما لدى الرئيس دونالد ترمب من رغبة آنية للاطلاع بدور في حلّ الأزمة، أو اللجوء مجدداً إلى مجلس الأمن».

وسبق لوزارة الري المصرية أن اتهمت «إثيوبيا بتصريف نحو ملياري متر مكعب من المياه المخزنة بالسد (دون مبرر) بخلاف التصريفات الناتجة عن الفيضان نفسه، وهو ما فاقم من كميات المياه المنصرفة»، واعتبرت أن ذلك يبرهن على «الطبيعة غير المنضبطة والعشوائية لإدارة (سد النهضة)».

وردّت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، السبت الماضي، ببيان وصفت فيه موقف مصر بأنه مليء بـ«المغالطات»، وعدّت سبب فيضانات السودان «زيادة تدفق مياه النيل الأبيض».

سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقاً، السفير أحمد حجاج، أكّد أن «ما تعرضت له مصر من غرق (أراضي طرح النهر) تتحمل إثيوبيا نتيجته الكاملة، لأنها أقدمت على فتح بوابات (السد) دون التنسيق مع القاهرة أو الخرطوم، وترتب على ذلك غرق مساحات من الأراضي، والقانون الدولي يلزم أديس أبابا بالتنسيق مع دولتي المصب وفقاً لقانون إدارة الأنهار الدولية، ووفقاً لاتفاقية (إعلان المبادئ)».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تسجل ما تعرضت له أخيراً على إثيوبيا، وسوف تثيره مع دوائر دبلوماسية عديدة، وتعوّل على ضغط أوروبي، بما لدى هذه الدول مثل هولندا وألمانيا من علاقات قوية مع أديس أبابا، كما أن تلك الدول لديها مصلحة في إنهاء الخلاف لحماية مصالحها في القارة الأفريقية».

وتطرق عبد العاطي، خلال لقائه مع وزير الخارجية الهولندي، إلى «التطلع لتعزيز التعاون بين مصر وهولندا في أفريقيا في المشروعات التنموية والإنسانية»، كما أشار خلال لقائه وزير خارجية ألمانيا إلى «تعزيز التعاون بين الدولتين في أفريقيا من خلال (مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام)».

خبير الشأن الأفريقي بـ«مركز العرب للأبحاث والدراسات»، رامي زهدي، اعتبر «خطوات عبد العاطي ضمن أدوات الدولة المصرية لتدويل أزمة (السد)، في إطار شرعي يكشف مخاطر الإجراءات الإثيوبية ويدفع الدول الصديقة للضغط عليها لتغيير مواقفها، وقد يعقب ذلك الذهاب إلى التحكيم الدولي أو مجلس الأمن».

وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تحميل إثيوبيا مسؤولية غرق الأراضي يتماشى مع تحذيرات يتم إطلاقها منذ 14 عاماً عند بدء تشييد (السد)، بل إن أديس أبابا تتحمل مسؤولية إنفاق مليارات الجنيهات للإصلاحات المائية وبناء محطات التحلية، وكان من الممكن تجنب إنفاق تلك الميزانيات الضخمة في ظل أزمات اقتصادية داخلية».

وأقيم «السدّ» على الرافد الرئيسي لنهر النيل. وافتتحت إثيوبيا المشروع رسميّاً، في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، وسط اعتراضات من مصر والسودان للمطالبة باتفاق قانوني ملزم، ينظم عمليات «تشغيل السد»، بما لا يضرّ بمصالحهما المائية.


مقالات ذات صلة

حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

شمال افريقيا مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

أعاد حادث سير لحافلة سياحية بمدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر المصرية طرح تساؤلات عن أمان الطرق في البلاد، مع تكرار الحوادث في الآونة الأخيرة.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا سيدة مصرية تدلي بصوتها في اليوم الثاني من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب المصري (المجلس القومي للمرأة)

المصريون يختتمون المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب

يختتم المصريون الثلاثاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب التي أجريت في 14 محافظة على مدى يومين وسط أجواء «أكثر سخونة» و«إقبال أكبر» عن اليوم الأول.

أحمد جمال (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصرية خلال لقائه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية - فيسبوك)

عبد العاطي: نتواصل مع جميع الأطراف من أجل تسوية شاملة للأزمة السودانية

صرح وزير الخارجية المصري  بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، بأن مصر تتواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية.

«الشرق الأوسط» (بوسودان)
شمال افريقيا سيارات إسعاف (أرشيفية-هيئة الإسعاف المصرية)

مصر: مصرع شخصين وإصابة 39 بينهم أجانب في حادث تصادم بالبحر الأحمر

لقي شخصان حتفهما و أصيب 29 آخرون بينهم 34 أجنبياً في حادث تصادم وقع صباح اليوم الثلاثاء شمال محافظة البحر الأحمر المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي إحصائيات رسمية تشير إلى انخفاض معدلات التدخين في مصر (أ.ف.ب)

انخفاض معدلات التدخين في مصر... ثمرة توعية أم ارتفاع للأسعار؟

أثار انخفاض معدلات التدخين في مصر تساؤلات حول أسباب هذا التراجع، وما إذا كان ثمرة حملات التوعية أم بسبب ارتفاع أسعار التبغ.

عصام فضل (القاهرة)

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب
TT

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

أفادت شركة «غوغل» أن الخطوط المنقطة الفاصلة تقليدياً بين المغرب والصحراء الغربية لم تكن قط معروضة على خرائطها للمستخدمين في المغرب.

وبعد ساعات قليلة من إعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية لأول مرة، أشار ناشطون مغاربة على الإنترنت إلى غياب الخطوط الفاصلة.

وقدمت وسائل إعلام محلية غياب الخطوط كنتيجة لتغيير أجرته شركة «غوغل» على خرائطها.

لكنّ متحدثاً باسم الشركة الأميركية قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم نقم بأي تعديلات بشأن المغرب والصحراء الغربية على خرائط غوغل»، مشيراً إلى أنها تمتثل للوائحها المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها بين أطراف عدة.

وأوضح أن «الأشخاص الذين يستخدمون الخرائط خارج المغرب يرون الصحراء الغربية والخطوط المنقطة»، في حين أن «أولئك الذين يستخدمونها في المغرب لا يرونها».

وأقر مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) نصاً اقترحته الولايات المتحدة بأغلبية 11 صوتاً مؤيداً، دون أي صوت معارض، وامتناع ثلاثة عن التصويت، يؤيد الخطة التي قدمتها الرباط في العام 2007.

وكان مجلس الأمن قبل ذلك يحض المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا على استئناف المفاوضات التي توقفت منذ العام 2019 للتوصل إلى «حل سياسي قابل للتنفيذ ودائم ومقبول من الطرفين».

وينص مقترح الرباط على منح حكم ذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية.


حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
TT

حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

أعاد حادث سير لحافلة سياحية بمدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر المصرية طرح تساؤلات عن أمان الطرق في البلاد، مع تكرار الحوادث في الآونة الأخيرة.

ووقع حادث التصادم في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بين حافلة سياحية وسيارة نقل، على مسافة نحو 5 كيلومترات من مدينة رأس غارب، وأدى لوفاة مصري وسائحة روسية، وإصابة عشرات الأجانب.

وقالت محافظة البحر الأحمر عبر بوابتها الإلكترونية على موقع «فيسبوك» إن الحادث أسفر عن وفاة شخصين، هما مصري وسائحة روسية.

وبحسب البيان، كانت الحافلة السياحية تقل 38 سائحاً من جنسيات مختلفة، ونُقل المصابون إلى مستشفى رأس غارب لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم.

مسؤولون يزورون المصابين في حادث حافلة سياحية بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث وقع على طريق «رأس غارب - الغردقة»، شمال محافظة البحر الأحمر، وبدأت نيابة مدينة رأس غارب تحقيقاتها، وانتقل فريق المحققين إلى موقع الحادث لإجراء معاينة ميدانية وفحص كاميرات المراقبة المحيطة وسماع أقوال الشهود وسائقي المركبات الأخرى.

الأسباب والحلول

شهدت مصر خلال السنوات الماضية حوادث طرق مفجعة تسببت في وفاة 5260 شخصاً خلال العام الماضي؛ وهو رقم أقل قليلاً مما سجلته الحوادث في عام 2023 حيث بلغ عدد المتوفين 5861، بنسبة انخفاض بلغت 10.3 في المائة. في حين سجّلت إصابات حوادث الطرق ارتفاعاً بنسبة 7.5 في المائة العام الماضي؛ إذ أصيب 76362 شخصاً، مقابل 71016 عام 2023، وفق إحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».

ويرى أستاذ النقل والهندسة بجامعة الأزهر، إبراهيم مبروك، أن مواجهة تكرار حوادث الطرق يحتاج إلى عودة لدراسة مسبباتها بشكل علمي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أسبابها الشائعة تنحصر في ثلاثة عوامل هي: حالة الطريق وجودته وأمانه، وحالة السيارة سواء ما يتعلق بصيانتها أو وجود مشكلات فنية بها، والسبب الثالث يتعلق بالسائق وكفاءته.

وأضاف: «لا بد من وضع خطط لتجاوز المشكلات التي تسببها، سواء بتحسين كفاءة الطرق التي تشهد حوادث متكررة، أو مواجهة وجود مشكلات بالسيارات، أو تدريب السائقين». واقترح إنشاء مدارس علمية لتعليم القيادة تمولها شركات التأمين بالمشاركة مع بعض البنوك، ولا يسمح لأي شخص بالحصول على رخصة قيادة إلا بعد التخرج في هذه المدارس.

مسؤولون مصريون يتابعون حالة المصابين بمستشفى رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

وأدى تكرار حوادث الطرق إلى تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وجه الحكومة في يوليو (تموز) الماضي بإغلاق الطريق الدائري الإقليمي بعد أن شهد حوادث متكررة. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان حينها إن السيسي وجّه الحكومة أيضاً بوضع البدائل المناسبة والآمنة حفاظاً على سلامة المواطنين.

وتسعى الحكومة المصرية إلى الحد من الحوادث عبر إصلاح وصيانة الطرق الرئيسية ورفع كفاءتها، فضلاً عن مبادرات تدريب السائقين.

وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت وزارة النقل تخرج 250 سائقاً تم تدريبهم ضمن مبادرة «سائق واعٍ... لطريق آمن».

وأكد المستشار الإعلامي لمحافظة البحر الأحمر محمد مخلوف، في تصريحات صحافية، أن الإصابات بين السائحين بسيطة، وتنوعت بين الكدمات والسحجات، موضحاً أنه وفق شهود العيان والمعاينة الأولية فإن سائق الأتوبيس السياحي هو الذي اصطدم بالسيارة النقل التي كانت متوقفة على جانب الطريق.

هل تؤثر في السياحة؟

تثير حوادث التصادم التي تتعرض لها الحافلات السياحية من وقت لآخر مخاوف الخبراء من تأثيرها على السياحة في مصر. ففي أغسطس (آب) الماضي أصيب 11 سائحاً من جنسيات مختلفة نتيجة حادث مروري على طريق «مرسى علم - القصير» بمحافظة البحر الأحمر عقب تصادم بين 3 سيارات.

وفي رأي الأمين العام لـ«المجلس المصري للشؤون السياحية» زين الشيخ، تؤثر حوادث الطرق سلباً في السياحة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وكالات السياحة تدرج في تقاريرها حالة أمان الطرق، وعندما تتكرر الحوادث خاصة للأفواج السياحية، يكون لذلك تأثير سلبي».

وطالب باتخاذ «مزيد من التدابير للحد من هذه الحوادث، سواء بتدريب السائقين بشكل عام، وسائقي الحافلات السياحية بشكل خاص، وكذلك تشديد الرقابة على الطرق خاصة السياحية».


محادثات «بنّاءة» لمسؤول أممي كبير مع البرهان لمدّ السودانيين بالمساعدات

سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
TT

محادثات «بنّاءة» لمسؤول أممي كبير مع البرهان لمدّ السودانيين بالمساعدات

سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)

عقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الثلاثاء، في بورتسودان محادثات «بنّاءة» مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، تناول خلالها جهود وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فيما تتسع رقعة المعارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في غرب البلاد.

وأشاد فليتشر بمحادثات وصفها بأنها «بنّاءة» مع البرهان، لضمان إيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد الغارقة في الحرب منذ أكثر من عامين.

وقال فليتشر في مقطع فيديو وزّعه مجلس السيادة الانتقالي عقب اللقاء: «نرحب بالمحادثات البنّاءة مع الرئيس البرهان عصر اليوم، والهادفة إلى ضمان قدرتنا على مواصلة العمل في كل مكان في السودان لإيصال (المساعدات) بطريقة حيادية، ومستقلة وغير منحازة، لكل من هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم الدولي».

من جهته، أكد البرهان «حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني»، بحسب بيان المكتب الإعلامي لمجلس السيادة.

كما عقد فليتشر اجتماعاً مع وزيري الخارجية السوداني محيي الدين سالم، والمصري بدر عبد العاطي، لمناقشة مقترحات وقف إطلاق النار.

وتشهد مناطق واسعة من السودان تصاعداً في المعارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، إذ امتد القتال من إقليم دارفور الذي أحكمت «قوات الدعم السريع» سيطرتها عليه الشهر الماضي، إلى مناطق كردفان المجاورة.

وأعلنت «قوات الدعم السريع»، الاثنين، وصول «حشود ضخمة» من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك.

وتقع المدينة على الطريق الرابطة بين الخرطوم وإقليم دارفور، كما تقع في منتصف الطريق بين نيالا في جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة «الدعم السريع»، والأُبيّض عاصمة شمال كردفان، التي تشهد معارك متصاعدة بين الطرفين.

وأكد فليتشر في منشور عبر منصة «إكس»، الثلاثاء، وصوله إلى السودان، حيث سيعمل على «وقف الفظائع ودعم جهود السلام والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، والضغط من أجل تمكين طواقمنا من الحصول على التمويل اللازم، وحرية الحركة لإنقاذ الأرواح على جانبي خطوط القتال».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد سيطرت على مدينة الفاشر في شمال دارفور في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتفرض بذلك سيطرتها على إقليم دارفور في غرب البلاد، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشرق والشمال.

جرحى أصيبوا في معارك الفاشر يخضعون للعلاج في مستشفى ميداني أقامته منظمة «أطباء بلا حدود» في طويلة بشمال دارفور (رويترز)

ومنذ ذلك الحين، تتواتر تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة «الدعم السريع».

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 90 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.

وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب في بيان إن انعدام الأمن والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أدّيا إلى ارتفاع كبير في معدلات النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية. وأضافت أن «الأزمة في الفاشر هي نتيجة مباشرة لحصار استمر قرابة 18 شهراً، ومنع حصول الأسر على الغذاء والماء والرعاية الطبية».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها الرباعية الدولية حول السودان (مصر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة)، لكنها واصلت هجماتها على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، من بينها الخرطوم وعطبرة.

من جهته، أكد وزير الدفاع السوداني حسن كبرون أن الجيش سيواصل القتال ضد «قوات الدعم السريع»، بعد مناقشة مجلس الأمن والدفاع مقترح الهدنة المقدم من الرباعية الدولية.

أما البرهان، فتوعد خلال زيارة ميدانية بـ«الثأر للذين قُتلوا ونُكّل بهم في الفاشر والجنينة والجزيرة وكل المناطق التي هاجمها المتمرّدون»، مؤكداً أن «الجيش ماض في دحر هذا العدو وتأمين الدولة السودانية إلى أقصى حدودها».

وأدّت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادّة تهدد ملايين المدنيين.