ليبيا: تأكيد برلماني على ضرورة التوافق بشأن القوانين الانتخابية

«الأعلى للدولة» لمناقشة تعديلها تمهيداً لإقرارها وإرسالها لـ«النواب»

هانا تيتيه في اجتماع مع لجنة خريطة الطريق المشكلة من المجلس الأعلى للدولة (المجلس)
هانا تيتيه في اجتماع مع لجنة خريطة الطريق المشكلة من المجلس الأعلى للدولة (المجلس)
TT

ليبيا: تأكيد برلماني على ضرورة التوافق بشأن القوانين الانتخابية

هانا تيتيه في اجتماع مع لجنة خريطة الطريق المشكلة من المجلس الأعلى للدولة (المجلس)
هانا تيتيه في اجتماع مع لجنة خريطة الطريق المشكلة من المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

عكست تصريحات برلمانيين وأعضاء من المجلس الأعلى للدولة الليبي وعدد من السياسيين تأكيداً على أهمية التوافق بشأن القوانين اللازمة لإجراء الانتخابات العامة. وجاء ذلك بعد أقل من 20 يوماً لإنجاز الخطوتين الأوليين من «خريطة الطريق»، التي طرحتها المبعوثة الأممية هانا تيتيه، وهما: إعادة تشكيل مجلس المفوضية الوطنية للانتخابات، وتعديل الإطار القانوني للعملية الانتخابية، تمهيداً لتشكيل «حكومة موحّدة جديدة»، تُهيّئ لإجراء الاستحقاق المنتظر.

عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي (رويترز)

وقال عضو مجلس النواب، عدنان الشعاب، إن «مجلسه سيتعاطى بمرونة مع ملف التوافق على القوانين»، وأضاف الشعاب في تصريح نقلتها «ليبيا الأحرار»، إن البرلمان «هو مَن أصدر القوانين قبل عامين، وهو لا يرى أنها بحاجة إلى تعديل، ومن ثم هو الآن ينتظر ما سيرد في تقرير لجنة (الأعلى للدولة) من مقترحات للنظر فيها».

أما النائب محمد عامر العباني فقال من جهته إن «هناك توجهاً واسعاً للتوافق حول القوانين، بما يمهّد للخطوة الثالثة في خريطة الطريق؛ وهي تشكيل (حكومة موحدة)، تمهّد لإجراء الانتخابات التي ينشدها كل الليبيين».

وأضاف أن «القوانين جرى إصدارها ونشرها في الجريدة الرسمية، وربما تحتاج إلى مراجعة أو إلى إعادة تنقيح، وليس صحيحاً أنها أقرت من البرلمان بشكل منفرد، فمشاريع تلك القوانين أُعدّت بواسطة لجنة مشتركة من أعضاء المجلسين، وهي لجنة (6+6)».

وتحدّث العباني عن «وجود ضغوط على المجلسين، تتمثل في إمكانية استبعادهما من المشهد إذا تكرر إخفاقهما في إحداث توافقٍ على القوانين».

من جهته، تحدّث النائب الأول لرئيس «المجلس الأعلى للدولة»، حسن حبيب، عن توافق مجلسه مع البرلمان بشأن مجلس المفوضية العليا للانتخابات، وعدَّ ذلك «خطوة متقدمة؛ وإن كانت الأسهل مقارنةً بملف القوانين الانتخابية».

وقال حبيب لـ«الشرق الأوسط»: «هناك ملاحظات على القوانين، كما أن اللجنة الاستشارية المشكلة من البعثة قدّمت توصيات وخيارات لمعالجتها»، لافتاً إلى أن «أعضاء مجلس النواب يتفهمون هذا الأمر»، بعدما قال إن «مستوى التواصل بين المجلسين ارتفع، بما يُسهم في الوصول إلى حلولٍ وسط».

وأكد حبيب أن المساعي والآمال منصبّة على التوصل إلى قوانين «قابلة للتطبيق من الناحية السياسية على الجميع بكل حيادية»، عادّاً أن ذلك هو «الضمان الرئيسي لعدم إثارة مخاوف وقلق قطاعات في الشارع من أنها تستهدف إقصاء طرف بعينه، أو تعزيز فرص غيره». كما لفت حبيب إلى أنّ لجنة تقييم «خريطة الطريق» بمجلسه «رفعت مقترحات لتعديل تلك القوانين، ستناقش في جلسة رسمية الاثنين المقبل، تمهيداً لإقرارها ثم إرسالها إلى البرلمان».

السويح: «هناك أعضاء يرغبون في الانتخابات سريعاً لإدراكهم استحالة استمرار الانقسام الحكومي والمؤسسي وتداعياته» (مفوضية الانتخابات)

وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن، شددت هانا تيتيه على أنه في حال عرقلة التوجه نحو الانتخابات من قبل من وصفتهم بـ«أطراف الوضع القائم»، فإنه يتم البحث عن «بدائل»، مؤكدة أن الأمم المتحدة قادرة على «اتخاذ أي تدابير ضرورية» بدعم من مجلس الأمن الدولي، وهو ما تم تفسيره بوصفه إشارة لاحتمال تفعيل خيار مجلس تأسيسي جديد يقصي المؤسسات الحالية.

بدوره، أبدى عضو «الأعلى للدولة» علي السويح تفهماً لعدم ثقة الشارع بالمجلسين، في ظل إخفاقهما المتكرر على مدار سنوات في التوافق، وإحراز تقدّم بشأن ملفات رئيسية، وفي مقدمتها ملفا الإطار القانوني للانتخابات، وتغيير شاغلي المناصب السيادية.

وقال السويح لـ«الشرق الأوسط»: «كل السيناريوهات باتت مفتوحة؛ فهناك أعضاء يرغبون في الانتخابات سريعاً لإدراكهم استحالة استمرار الانقسام الحكومي والمؤسسي وتداعياته من ضعف الرقابة على المال العام، في حين يسعى آخرون للتعامل مع الخريطة الأممية لتفادي اتهامهم بالعرقلة».

ورغم إقراره بتباين التوجهات بين المجلسين بشأن المرشحين للرئاسة، يرى السويح أن ملف القوانين «لا يشكّل عثرة» كما يتخيل البعض، وقد يتم التوافق على تبنّي مقترحات وتوصيات اللجنة الاستشارية لحسم الخلافات حول تلك القوانين».

في غضون ذلك، يُشير بعض المراقبين إلى استمرار اعتراض كتلة من أعضاء «الأعلى للدولة» على جواز ترشّح مزدوجي الجنسية للرئاسة، بدافع اعتراضهم على خوض القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، للسباق، وهو ما يُنبئ بتفجير الأزمة مع البرلمان مجدداً.

وسبق أن رشح كل من عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، وحفتر، وسيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية التي كان مقرراً إجراؤها نهاية 2021.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (رويترز)

من جهته، رأى رئيس «الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية» أسعد زهيو أن المجلسين قد يعتمدان «براغماتية سياسية» لإنجاز ملفي تغيير «مجلس إدارة المفوضية» والقوانين الانتخابية «لتخفيف الضغوط الراهنة عليهما»، محذّراً «من إمكانية العودة إلى توظيف مهاراتهما في المناورة، وإثارة الخلافات لعرقلة الاستحقاق الانتخابي خلال فترة تولّي (الحكومة الموحدة) مهامها».

وقال زهيو لـ«الشرق الأوسط» إن تغيير مفوضية الانتخابات «لا يُمثل مشكلة، وقد يُعتمَد على توصيات اللجنة الأممية لحل خلافات القوانين، باستثناء مسألة فك الارتباط بين نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ وهي قضية تُثير جدلاً واسعاً بين النواب». مشيراً إلى أن «البعثة ربما قدّمت إشارة إغراء للمجلسين بأن إنجازهما فيما يتعلق بـالمفوضية والقوانين الانتخابية قد يمنحهما فرصة تشكيل الحكومة المقبلة؛ وهما لن يترددا في القبول بذلك، رغم ميل رئيس البرلمان عقيلة صالح للإبقاء على حكومة أسامة حماد، وميل رئيس (الأعلى للدولة) محمد تكالة لبقاء حكومة الدبيبة».

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)

واختتم زهيو موضحاً أنه «إذا تمسك كل منهما بحليفه وعرقلا تشكيل الحكومة الجديدة، فسيتم تجاوز دورهما بمجرد تشكيل مجلس تأسيسي يتولّى وضع القوانين الانتخابية»، حسب اعتقاده.


مقالات ذات صلة

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

شمال افريقيا شهدت مدن غرب ليبيا احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة (إعلام محلي)

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

أُقيمت في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، مراسم تأبين رسمية وعسكرية مهيبة لرئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (المؤقتة)، محمد الحداد، ومرافقيه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا سجن معيتيقة في طرابلس (المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان)

«تكدس مراكز الاحتجاز» في ليبيا يعيد ملف السجناء للواجهة

دفعت الشكاوى المتصاعدة بشأن «تكدس مراكز الاحتجاز» وتردّي أوضاع السجناء، حكومتي شرق وغرب ليبيا إلى إعادة فتح ملف السجون.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا تركيا أقامت مراسم عسكرية رسمية لوداع جثامين ضحايا طائرة الحداد ومرافقيه قبل نقلها إلى طرابلس السبت (الدفاع التركية - إكس)

تركيا تودّع ضحايا طائرة الحدّاد بمراسم عسكرية... وطرابلس تقيم تأبيناً رسمياً

تم نقل جثامين رئيس أركان الجيش الليبي محمد على الحداد ومرافقيه الذين كانوا على متن طائرة تحطمت ليل الثلاثاء الماضي عقب مباحثات رسمية في أنقرة

«الشرق الأوسط» (أنقرة - القاهرة)
شؤون إقليمية يؤدي المسؤولون الصلاة بجوار نعوش رئيس أركان الجيش الليبي محمد علي أحمد الحداد وسبعة مسؤولين آخرين الذين لقوا حتفهم إثر تحطم طائرتهم بعد نحو 30 دقيقة من إقلاعها من أنقرة متجهة إلى طرابلس وذلك خلال مراسم نقل الجثامين إلى ليبيا من أنقرة (رويترز) play-circle 00:32

وصول جثامين رئيس الأركان الليبي ومرافقيه إلى طرابلس

أفادت وزارة الدفاع التركية بأنّ جثامين رئيس الأركان الليبي ومرافقيه الذين قضوا في حادث تحطم طائرة قرب أنقرة ستُعاد إلى البلاد اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شمال افريقيا الحداد يتحدث إلى فوج جديد من الضباط خلال حفل تخرجهم في العاصمة طرابلس (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle

الاتفاق مع بريطانيا بعد اعتذار ألمانيا عن عدم تحليل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي

أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن ألمانيا اعتذرت عن عدم إجراء تحليل لبيانات الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، التي كانت تقل رئيس الأركان.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)

«الداخلية المصرية» تنفي وفاة محتجز بسبب التعذيب

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية المصرية» تنفي وفاة محتجز بسبب التعذيب

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

نفت وزارة الداخلية المصرية «وفاة محتجز بسبب التعذيب». وأكَّد مصدر أمني، الأحد، «عدم صحة ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة (الإخوان) بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن وفاة متهم داخل أحد أقسام الشرطة بالجيزة، بزعم تعرضه للتعذيب لظهور آثار إصابات بجسده».

وتحظر السلطات المصرية جماعة «الإخوان» منذ عام 2014، ويخضع قادة وأنصار الجماعة حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن المشدّد والمؤبّد.

وأكد المصدر الأمني أن «المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة في مصر بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي على ذمة قضيتَي (شروع في قتل زوجته، وحيازة سلاح ناري وذخائر دون ترخيص)، وأنه بتواريخ 7 و10 و13 ديسمبر الحالي تم نقله لأحد المستشفيات لتلقي العلاج لمعاناته من تورم بالساقين وقرح بالجسم أدى لفقدان بأنسجة القدمين، وتم تقديم الرعاية اللازمة له، وإعادته لمحبسه مرة أخرى».

وأضاف المصدر: «في يوم 14 ديسمبر الحالي شعر المذكور بحالة إعياء مفاجئ بمحبسه، وتم نقله إلى المستشفى ذاته؛ إلا أنه توفي»، وبسؤال نزيلين محبوسين رفقته «لم يتهما أحداً أو يشتبها في وفاته جنائياً». وأكد المصدر أن «النيابة العامة تولت التحقيق في حينه، حيث تابعت الصفة التشريحية التي أفادت بعدم وجود شبهة جنائية بالوفاة».

محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» أدينوا بـ«الإرهاب» في مصر (أ.ف.ب)

وعادة ما تتهم وزارة الداخلية «الإخوان» بنشر «شائعات» تتعلَّق بالسجون. ونفت «الداخلية» خلال الأشهر الأخيرة «مزاعم» جرى تداولها على بعض الصفحات الموالية لـ«الإخوان» تتعلَّق بوجود «انتهاكات» داخل أحد «مراكز الإصلاح والتأهيل». وأكَّدت حينها أن «جميع (المراكز) تتوافر بها الإمكانات المعيشية والصحية اللازمة، ويتم تقديم الرعاية الكاملة للنزلاء وفقاً لأعلى معايير حقوق الإنسان الدولية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، نفت «الداخلية» ادعاءات تم تداولها على بعض الصفحات الموالية لجماعة «الإخوان» بشأن بـ«وجود رسائل منسوبة لعدد من نزلاء أحد (مراكز الإصلاح والتأهيل) تتضمن الزعم بوجود احتجاجات لتعرضهم لانتهاكات».

وبحسب المصدر الأمني، الأحد، فإن «هذه الأكاذيب تأتي في إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من نشر الشائعات لمحاولة إثارة البلبلة، بعد أن فقدت مصداقيتها، وهو ما يدركه الرأي العام المصري».

وتقوم وزارة الداخلية بشكل يومي بنشر توضيحات عدة حول مقاطع فيديو جرى تداولها عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مع إصدار بيانات توضيحية بشأن تفاصيل الفيديوهات التي احتوت على مخالفات قانونية، في حين تتم إحالة الوقائع للجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، ونشر تفاصيل ضبط المتورطين فيها، واعترافاتهم عبر بيانات رسمية.


السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
TT

السودان: إدريس سيباشر مهامه من الخرطوم خلال الأيام المقبلة

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين الماضي (الأمم المتحدة)

قالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية لمياء عبد الغفار، اليوم الأحد، إن رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس سيباشر مهامه من العاصمة الخرطوم في «غضون الأيام المقبلة».

وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الوزيرة أطلعت خلال زيارة إلى العاصمة الخرطوم على «ترتيبات انتقال الوزارات إلى المقار التي تم تحديدها لاستئناف أعمالها مع بداية العام الجديد»، مؤكدة «تقديم الدعم الكامل لحكومة الولاية لاستكمال منظومة الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه».

وأوضحت الوكالة الرسمية أن والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أطلع الوزيرة على «مجمل الأوضاع بالولاية ومدى الاستعداد لعودة الحكومة للخرطوم»، مشدداً على «استمرار العمل لمزيد من التهيئة في كافة النواحي من أجل العودة الكاملة للمواطنين والحكومة».

وأشارت الوكالة إلى أن وزيرة شؤون مجلس الوزراء ووالي الخرطوم تفقدا مطار الخرطوم ومنشآت أخرى استعداداً لعودة الحكومة للعمل من العاصمة.

وانتقلت الحكومة للعمل من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر بشرق البلاد عقب اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023 بعد صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.


استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».