أبدى «الاتحاد الأفريقي» و«الاتحاد الأوروبي» دعمهما لـ«خريطة الطريق» التي طرحتها المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه، في 21 أغسطس (آب) الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي، سعياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية.
ونقلت البعثة الأممية لدى ليبيا، الثلاثاء، أن الاتحادين في اجتماعهما مع الأمانة العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر (أيلول) الجاري، «أكدا دعمهما لخريطة الطريق التي تستهدف أيضاً توحيد مؤسسات الدولة».
وصدر البيان بعد اجتماع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي» محمود علي يوسف، ورئيس المجلس الأوروبي أنطوني كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب كبار المسؤولين من أمانات المنظمات الثلاث.

وتكثّف المبعوثة الأممية من مساعيها الدولية، بهدف تفعيل هذه «الخريطة» لإنقاذ العملية المجمدة في ليبيا. وكانت ناقشت الأسبوع الماضي في روسيا والكونغو، أبعاد الأزمة الليبية، و«مفاتيح الحل» مع مسؤولين في البلدَيْن، بالإضافة إلى ملف «المصالحة الوطنية» الذي تعطّل متأثراً بالخلافات الحادة بين الأطراف الليبية.
وعرضت تيتيه على «مجلس الأمن» والليبيين ملامح «خريطة طريق» ترتكز على ثلاثة محاور؛ هي: توفير إطار انتخابي سليم فنياً وقابل للتطبيق سياسياً يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وتوحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة، بالإضافة إلى تنظيم حوار بمشاركة واسعة من جميع الليبيين لمعالجة القضايا الحيوية التي يتعيّن التعامل معها من أجل إيجاد بيئة مواتية للانتخابات.

وتُنفّذ «الخريطة»، وفق البعثة الأممية، بشكل متدرج على خطوات متتالية وحزمة واحدة، بحيث يُسهّل إتمام كل خطوة تنفيذ الخطوة التي تليها في «خريطة الطريق»، وصولاً إلى تنظيم الانتخابات الوطنية وتوحيد المؤسسات، وذلك خلال إطار زمني يتراوح بين 12 و18 شهراً.
وتتباين آراء سياسيين وباحثين ليبيين بشأن هذه «الخريطة» وقدرتها على حلحلة الأزمة السياسية. وانتقد أستاذ القانون رمضان التويجر، أداء البعثة، وقال إن «الخريطة» المطروحة لن تكون مجدية؛ لأن أغلب ما طرح بها جرب في السابق ولم يؤد إلى أي نتيجة، وبخاصة في المسألة المتعلقة بـ«العملية الانتخابية»، فيما عدّها آخرون «فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد».
ويعتقد التويجر في تصريح نقله «تلفزيون المسار» المحلي، أن ما يجري على الأرض «يعكس حالة اتفاق دولي ومحلي بإبقاء الوضع على ما هو عليه في ليبيا».
في شأن قريب الصلة، دعت البعثة الأممية «شابات وشباب ليبيا للمشاركة الخميس المقبل في لقاء عبر الإنترنت حول صدور أول تقرير للبعثة عن الشباب، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه».
وأوضحت البعثة، الثلاثاء، أن التقرير الذي يحمل عنوان «أصوات الشباب... نحو مستقبل أفضل لكل الليبيين» يجمع «أولويات أكثر من 1200 شابة وشاب من مختلف مناطق ليبيا»، مشيرة إلى أنه التقرير «هو انعكاس لعمل عدد من ورش العمل وجلسات النقاش التي نُظّمت خلال العام الماضي في إطار برنامج (الشباب يشارك)».



