ركزت محادثات مصرية - إماراتية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، إلى أبوظبي على مستجدات «الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين البلدين كخطوة محورية نحو «إطلاق مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والتجاري».
ونقلت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، تصريحات لعبد العاطي، أكد فيها خلال لقاء ثنائي عقده مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي، «أهمية دفع مسار الشراكة الاقتصادية الشاملة والانتهاء من النقاط الفنية المتبقية في أقرب وقت ممكن».
وفي مايو (أيار) الماضي، بحث مسؤولون من مصر والإمارات تطورات مفاوضات اتفاق «الشراكة الاستراتيجية»، وتعهدت القاهرة بـ«إزالة أي معوقات لتوسيع الاستثمارات»، أثناء لقاء عقده وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي.
تأتي زيارة عبد العاطي إلى أبوظبي بعد أيام من إبرام الحكومة المصرية «صفقة استثمارية» لتطوير مشروع «مراسي ريد» على ساحل البحر الأحمر بمشاركة «تحالف سعودي - إماراتي»، باستثمارات تتجاوز 900 مليار جنيه (18.5 مليار دولار) بهدف جعل المنطقة مقصداً كبيراً للسياحة العالمية.

وثمَّن وزير الخارجية المصري خلال لقاء آخر عقده مع وزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي «الزيادة الكبيرة في حجم التدفقات الاستثمارية الإماراتية المباشرة إلى السوق المصرية، بما يعكس الثقة المتبادلة في المناخ الاستثماري المصري، ويجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين».
واستعرض اللقاء، وفقاً لـ«الخارجية المصرية»، «تطوير مناخ الاستثمار والإجراءات الطموحة التي اتخذتها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الأعمال، ومن أبرزها اعتماد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2024 - 2030».
وارتفعت قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر لتسجل 38.9 مليار دولار خلال 2023 - 2024، مقابل 3 مليارات دولار خلال 2022 - 2023، وفقاً لإحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في مصر.
ووقعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط بشراكة إماراتية في فبراير (شباط) 2024، بـ«استثمارات قُدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع».
وتطرق اجتماع عبد العاطي مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي «للزخم القائم في مسار التعاون الاقتصادي بين مصر والإمارات، الذي جسدته المشروعات الاستثمارية الكبرى التي جرى إطلاقها أخيراً، في مقدمتها تطوير منطقة (رأس الحكمة) و(البحر الأحمر)، الذي يُمثل نقلة نوعية في الشراكة الاستثمارية بين الجانبين».

واعتبر عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن، أن «العلاقات التجارية والاقتصادية تشكل أساساً لتطور التعاون بين الدول بعيداً عن المتغيرات السياسية، بما تحققه من مكاسب مشتركة للطرفين، ويبقى هناك حرص للحفاظ عليها».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «وجود رؤى مشتركة عامة من القضايا الإقليمية بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات يدعم كذلك تطوير الفرص الاستثمارية في ظل التحديات الإقليمية الراهنة».
وأكد عبد العاطي خلال لقائه وزير الاستثمار الإماراتي على اهتمام مصر بتوسيع التعاون والتكامل الإقليمي، وأشاد بـ«الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة التي تجمع بين عدد من الدول العربية والإقليمية، من بينها مصر والإمارات».
وقام رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نهاية الشهر الماضي، بزيارة وصفت بـ«الأخوية» إلى مصر، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين على الساحل الشمالي. وحسب الرئاسة المصرية، فإن رئيس دولة الإمارات أشاد بما «تشهده العلاقات بين البلدين من تطور مستمر في مختلف المجالات، وبما يعكس وحدة المصير والرؤية المشتركة تجاه التحديات التي تواجه المنطقة».




