في الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهات العسكرية والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران ما تسبب في إغلاق المجال الجوي لعدد من الدول بالمنطقة، قالت مصادر سياحية في مصر لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السياحة تسير بشكل طبيعي في محافظة جنوب سيناء المجاورة لإسرائيل، بل إن مدن شرم الشيخ وطابا ونويبع تشهد ازدهاراً في حجم الإشغال الفندقي».
وأكد نقيب المرشدين السياحيين في جنوب سيناء، هشام محيي، أن «الأوضاع في مدن جنوب سيناء وخصوصاً شرم الشيخ لم تتأثر بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني»، منوهاً بأن «الإقبال السياحي والإشغال الفندقي مستمران كما هما؛ بل ازدادا هذه الأيام نتيجة الأجانب الذين حضروا من إسرائيل والأردن إلى مصر للعودة لبلادهم بعد إغلاق المجال الجوي هناك».
وأوضح أنه «لا يمكن التعويل في الوقت نفسه على الأجانب القادمين من إسرائيل والأردن بعدّ ذلك نشاطاً للسياحة، لأن وجودهم مؤقت ومرتبط بمواعيد طائراتهم من مطار شرم الشيخ، لكنهم حققوا إشغالاً بالقطع في الفنادق خلال فترات الانتظار»، مشيراً إلى أن «أفواج السياحة التي تأتي لمصر من الخارج بقصد السياحة لم تتأثر بالمواجهات بين إسرائيل وإيران، وحركة الإشغال جيدة مثلما يحدث في هذا التوقيت من كل عام».
وتشهد تلك الأيام فرار مئات الأجانب والإسرائيليين من الأراضي المحتلة إلى مصر بعدّها ملاذاً آمناً، أو طريقاً للعبور إلى دول أخرى، هرباً من المواجهات الإسرائيلية – الإيرانية؛ فيما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن «هناك دولاً أوروبية وآسيوية طلبت بالفعل إجلاء رعاياها عبر الأراضي المصرية»، بعد إغلاق المجال الجوي لإسرائيل.
وذكرت السفارة الصينية لدى إسرائيل، الخميس، أنها ستساعد المواطنين الصينيين الراغبين في الرحيل على المغادرة على دفعات، ابتداء من الجمعة، موضحة أنه سيجري إجلاء الرعايا الصينيين عبر معبر طابا الحدودي مع مصر بالحافلات، على بعد نحو 360 كيلومتراً من تل أبيب. أيضاً كانت دولة التشيك طلبت من مصر قبل أيام إجلاء رعاياها من إسرائيل، بحسب بيان لـ«الخارجية المصرية»، فيما تحدثت تقارير عن مطالب مماثلة من روسيا ودول أوروبية وآسيوية.
المرشد السياحي بمحافظة جنوب سيناء، عبد العاطي صلاح، قال إن «فرار الأجانب والإسرائيليين إلى مصر عبر معبر طابا أدى إلى ارتفاع كبير جداً في الإشغال السياحي والفندقي بمدن طابا ونويبع وكذلك شرم الشيخ»، منوهاً بأن «هذه الأيام تشهد تكدس الحافلات التي تقل السياح في مختلف طرق المحافظة».
وأوضح أن «حركة السياحة في جنوب سيناء وشرم الشيخ لم تتأثر بالمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية، ويتم تنفيذ الحجوزات المتفق عليها وتأتي الأفواج بشكل طبيعي، لكن قد يظهر التأثر بعد شهر على الأقل، حيث إن الإلغاءات إذا حدثت تتم للأسبوعين أو الشهر المقبل».
وبحسب صلاح فإن «هذا الوقت من العام وهو وقت الصيف معروف في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء بأن النشاط السياحي به يكون للمصريين والعرب، حيث يفضل الأوروبيون والروس والأجانب المجيء في الشتاء، لكن بسبب إجلاء الأجانب من إسرائيل فقد شهدت مدن جنوب سيناء وجوداً كبيراً للأجانب حالياً».
ولا توجد أرقام محددة حول نسبة الزيادة التي حدثت في معدلات الإشغال بفنادق شرم الشيخ. وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على إحصاء من وزارة السياحة المصرية لكن لم يتسن ذلك.
وعلى مدار الأيام الماضية تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما وصفته بـ«هجرة يهود» إلى أميركا عبر دخول مصر براً، ثم السفر إلى الولايات المتحدة.
وذكرت إذاعة «أميس» الإسرائيلية «AMS» المتخصصة في شؤون المتدينين اليهود، أنه بعد إغلاق المجال الجوي لإسرائيل، يسافر العديد من اليهود الحريديم إلى أميركا عبر معبري طابا وشرم الشيخ الحدوديين.
وكان قد تم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها لمطار شرم الشيخ يكتظ بعشرات من الأجانب، الذين قيل إنهم إسرائيليون، لكن مصدراً مصرياً مسؤولاً قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه صور قديمة، وليست للوضع الحالي، مشيراً إلى أن أغلب من يغادرون من مطار شرم الشيخ حالياً هم أجانب من دول أخرى، علقوا بإسرائيل وطلبت دولهم تسهيل عبورهم من مصر، منوهاً في الوقت نفسه بأنه من الطبيعي أن يكون بينهم إسرائيليون، وخاصة من مزدوجي الجنسية.