أكّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الأحد، أن المملكة المتحدة تعدّ مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب «الأساس الأمثل» لحلّ النزاع المتعلق بالصحراء.
وأضاف لامي، بعد محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، في الرباط، أن خطّة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تُمثل «الأساس الأكثر عملية ومصداقية وقابلية للتطبيق لحل دائم للنزاع».
موقف «تاريخي»

وبهذا الموقف الذي عدّته الرباط «تاريخياً»، أصبحت بريطانيا ثالث دولة من بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، بعد أن سبقتها في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا.
وأكّد لامي عزم بريطانيا على «مواصلة التصرف وفقاً لهذا الموقف على الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية من أجل دعم تسوية النزاع».
من جانبه، أشاد بوريطة بموقف بريطانيا الذي وصفه بأنه «تاريخي»، وقال إنه يأتي في إطار زخم لتسريع وتيرة حلّ النزاع. كما أشار بوريطة إلى أن استثمارات بريطانية في المنطقة قيد البحث.
عهد جديد للشراكة
وأعلنت الرباط ولندن، خلال زيارة لامي، عن «تدشين عهد جديد للشراكة الاستراتيجية الشاملة والأصيلة».

وجدّد البلدان، في بيان مشترك، التزامهما بتعميق التعاون في كافة المجالات. وحسب البيان، تشمل هذه الشراكة الجديدة عدّة قطاعات ستشكل محور تعاون معززاً، لا سيّما في الأمن، والدفاع، والتجارة، والاستثمارات، ومجالات الماء والمناخ، والانتقال الطاقي، والصحة والتعليم والبحث العلمي، والابتكار، وحقوق الإنسان، والمبادلات الثقافية والرياضية.
كما التزم المغرب والمملكة المتحدة بـ«العمل كشريكين لرفع التحديات الإقليمية والعالمية معاً، والدفاع عن مبادئ السلام والأمن والتسامح وحقوق الإنسان».
وأكد البيان أن «الروابط المتميزة بين المملكتين تقوم على قاعدة قوية من القيم المشتركة والتقاء المصالح»، مذكّراً بـ«عراقة» العلاقات بين البلدين، والتي تعود إلى أزيد من 800 سنة.
الجزائر تأسف
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الجزائرية الأحد عن «أسفها» لإعلان بريطانيا دعمها مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب أساسا لحل قضية الصحراء.وجاء في بيان للوزارة «تعرب الجزائر عن أسفها لقيام المملكة المتحدة بدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي»، معتبرة أن المقترح «وطوال الثماني عشرة السنة التي أعقبت تقديمه، لم يتم عرضه على الصحراويين كأساس للتفاوض».



