«فساد الترشيحات» للانتخابات الجزائرية يثير جدلاً بعد 8 أشهر من «الرئاسية»

أحكام ثقيلة طالت مرشحين سابقين

سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)
سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)
TT

«فساد الترشيحات» للانتخابات الجزائرية يثير جدلاً بعد 8 أشهر من «الرئاسية»

سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)
سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)

ناشدت سيدة الأعمال والناشطة الجزائرية، سعيدة نغزة، الرئيس عبد المجيد تبون تعطيل تنفيذ أحكام قضائية ثقيلة بالسجن، صدرت في حق عدد كبير من المنتخبين بالولايات، بتهمة «بيعها توقيعاتهم» عندما سعت إلى الترشح لانتخابات الرئاسة، التي جرت في 7 من سبتمبر (أيلول) 2024.

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين سابقاً)

وصدرت الأحكام الثقيلة، أمس الاثنين، حيث أنزلت محكمة بالعاصمة عقوبة السجن النافذ لمدة 10 سنوات ضدها، وضد مرشحين آخرين، هما الوزير السابق بلقاسم ساحلي، الذي يرأس حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، والناشط عبد الحكيم حمادي، مدير مختبر للمنتجات البيطرية، والثلاثة رُفضت ملفات ترشيحاتهم لـ«عدم استيفائهم شروط الترشح»، بحسب ما أعلنت عنه «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» حينها.

ويتوجّب على الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية جمع 600 توقيع على الأقل، لمنتخبين في مجالس محلية أو البرلمان في 29 ولاية، من أصل 58 ولاية جزائرية، أو ما لا يقل عن 50 ألف توقيع لمواطنين مسجلين على القوائم الانتخابية، على أن يكون 1200 منها على الأقل في كل ولاية.

وزير العدل الجزائري (متداولة)

وفي أغسطس (آب) 2024، أعلنت النيابة العامة في الجزائر العاصمة توجيه تهم بالفساد للمرشحين السابقين الثلاثة، الذين رُفضت ملفاتهم، وذلك للاشتباه بتورطهم في دفع أموال لجمع التوقيعات الضرورية للترشح. كما أعلنت توقيف 68 شخصاً احتياطياً في القضية ذاتها، وقد تم إدانتهم، أمس، بالسجن بين 5 و8 سنوات مع التنفيذ، من بينهم ثلاثة من أبناء سعيدة نغزة. ويوجد من بين المتهمين أيضاً أعضاء من منظمة أرباب العمل «الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية» التي تقودها نغزة.

الرئيس عبد المجيد تبون الفائز بولاية ثالثة في انتخابات 2024 (أ.ب)

وقالت سيدة الأعمال الشهيرة في فيديو نشرته بحسابها بالإعلام الاجتماعي، بعد ساعات قليلة من صدور الأحكام: «نحن أبرياء، لم نشترِ أي صوت. لقد أصاب حكم القضاء كل الناس بذهول؛ لأن ملفنا القضائي فارغ، ولا يستند إلى أي تهمة مؤسسة»، مؤكدة أن كل المتهمين الذين دانتهم المحكمة «لم يذكر أيٌّ منهم في التحقيق أنه أخذ فلساً واحداً مني مقابل تقديم توقيعاتهم لي. لقد أيدوني وهم مظلومون، ولا يملكون حتى إمكانية دفع أتعاب المحامين للدفاع عنهم»، مشيرة إلى أنها تطلب من الرئيس إبطال الأحكام، التي صدرت بحق من منحوها توقيعاتهم، «وأنا مستعدة لمواجهة مصيري، كما أن أبنائي سيواجهون مصيرهم بشجاعة».

ومما جاء في تصريحات نغزة أن الأمن الداخلي أكد لها، حسبها، أنها جمعت العدد الكافي من التوقيعات، مما يتيح لها خوض «الرئاسية». وقالت بها الخصوص: «لقد أكدوا لي أنني جمعت 921 توقيعاً من منتخبين، لكنهم انتهكوا حقوقي (إقصاءها من الترشح)، ففضلت السكوت لأجل بلادي»، لافتة إلى أنها تعرضت «لظلم شديد». وأكدت بنبرة فيها ثقة كبيرة بأن «في الجزائر رجالاً سينقذوننا منهم»، من دون توضيح من تقصد.

كما ذكّرت نغزة الرئيس تبون بدفاعها عنه عام 2017، عندما عزله الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة من رئاسة الوزراء، بعد 3 أشهر فقط من توليه المنصب، وذلك بإيعاز من مجموعة رجال أعمال يوجدون في السجن حالياً، بتهم «الفساد»، وكانت هي من أشد المعارضين لهم. وقالت بهذا الخصوص: «عشت الظلم وأنا الوحيدة التي وقفت بجانبك ودافعت عنك من دون مقابل».

وشملت لائحة الاتهام ضد المرشحين للرئاسة سابقاً: «جنح منح مزية غير مستحقة واستغلال النفوذ، وتقديم هبات نقدية أو الوعد بتقديمها، قصد الحصول أو محاولة الحصول، على أصوات الناخبين، وسوء استغلال الوظيفة وتلقي هبات نقدية، أو وعود من أجل منح أصوات انتخابية، والنصب».

وكان لطفي بوجمعة، وزير العدل الحالي، هو من كشف عن تحقيق بشأن «الفساد في الترشيحات للانتخابات»، بوصفه النائب العام في تلك الفترة.

ولم يصدر أي رد فعل عن المرشحين السابقين الآخرين ساحلي وحمادي، إثر صدور الأحكام، ولا يزال الثلاثة أحراراً، ولديهم عشرة أيام لاستئناف الحكم. كما يتوجب عليهم دفع غرامة قدرها نحو 6700 يورو.

نجل سعيد نغزة الذي أدانه القضاء غيابياً بالسجن (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وأمس الاثنين، نشر مقران عزوزة، أحد أبناء سعيدة نغزة المحكوم عليه غيابياً بثماني سنوات لأنه خارج البلاد، منشوراً على «فيسبوك» تضمن رد فعل شقيقه بشير، الموجود في الجزائر والمحكوم عليه بنفس العقوبة. وقال بشير، حسبما نقل عنه أخوه: «سيأتي يوم تظهر فيه الحقيقة، وسيتحمل كل شخص وزر أفعاله».


مقالات ذات صلة

الجزائر: 3 سنوات حبساً غير نافذ لصحافي «أهان رموز ثورة التحرير»

شمال افريقيا الكاتب الصحافي سعد بوعقبة (حسابات حقوقيين)

الجزائر: 3 سنوات حبساً غير نافذ لصحافي «أهان رموز ثورة التحرير»

فرضت محكمة جزائرية، مساء الخميس، عقوبة 3 سنوات حبساً موقوفة النفاذ، وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، في حق الكاتب الصحافي المتهم الموقوف، سعد بوعقبة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا مخدرات صادرها الجيش الجزائري بالحدود (وزارة الدفاع)

الجزائر: ارتفاع مقلق للوفيات نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات

أكدت بيانات معهد الأدلة الجنائية للدرك الوطني الجزائري حدوث تحول كبير في نمط تعاطي المخدرات، والمؤثرات العقلية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الصحافي الفرنسي كريستوف غليز (أ.ف.ب)

ماكرون يبدي «قلقاً بالغاً» لإدانة صحافي فرنسي في الجزائر

أعلن قصر الإليزيه، الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «تلقى بقلق بالغ نبأ الحكم بالسجن على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز في الجزائر».

«الشرق الأوسط» (باربس)
شمال افريقيا الصحافي الفرنسي المسجون في الجزائر (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

محاكمة صحافي تضع التقارب الجزائري - الفرنسي تحت «اختبار عسير»

شهد محيط محكمة مدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية، الأربعاء، أجواء غير عادية بسبب محاكمة صحافي فرنسي تطالب بلاده بالإفراج عنه.

العالم العربي صورة مركبة بمناسبة تهنئة رئيس الحكومة الإسبانية الرئيس الجزائري بإعادة انتخابه في 2024 (الرئاسة الجزائرية)

حكومة إسبانيا تسعى لإعادة التوازن في علاقاتها بالجزائر

تحضّر إسبانيا لاستقبال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في أول زيارة له منذ توليه الحكم عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

وزير الخارجية المصري يدعو إلى نشر قوة استقرار دولية في غزة «بأسرع وقت»

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
TT

وزير الخارجية المصري يدعو إلى نشر قوة استقرار دولية في غزة «بأسرع وقت»

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم (السبت) إلى الإسراع في نشر قوة استقرار دولية نصت عليها المرحلة الثانية من اتفاق السلام في قطاع غزة، لمراقبة وقف إطلاق النار.

وقال عبد العاطي خلال منتدى الدوحة: «فيما يتعلق بقوة الاستقرار الدولية، فإننا بحاجة إلى نشر هذه القوة بأسرع وقت ممكن على الأرض؛ لأن أحد الأطراف -وهو إسرائيل- ينتهك وقف إطلاق النار يومياً... لذا نحن بحاجة إلى مراقبين».

وأضاف أن معبر رفح البري بين مصر وغزة «لن يكون بوابة للتهجير؛ بل لإمداد غزة بالمساعدات الإنسانية والطبية فقط».

وحسب مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واقترحته واشنطن، ستستخدم القوة الدولية «جميع التدابير اللازمة» لنزع سلاح غزة، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات، وتأمين حدود القطاع، ودعم قوة شرطة فلسطينية مدربة.


بعد تمديد ولاية «الأونروا»... أبو الغيط يدعو الدول المانحة إلى التحرك لسد فجوة التمويل

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)
TT

بعد تمديد ولاية «الأونروا»... أبو الغيط يدعو الدول المانحة إلى التحرك لسد فجوة التمويل

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

رحّب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (السبت)، بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الموافقة على تمديد ولاية «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) لمدة ثلاث سنوات.

وأكد أبو الغيط في بيان أن الوكالة الأممية تلعب دوراً لا غنى عنه في إعاشة وتشغيل ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وأن دورها يكتسب إلحاحاً أكبر بسبب الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية التي امتدت لعامين.

ووجّه أبو الغيط نداء لكافة الدول المانحة بالتحرك على نحو عاجل لسد فجوة التمويل التي تعاني منها الوكالة الدولية، والتي تبلغ نحو 200 مليون دولار، لتمكينها من مواصلة عملها الإنساني الذي لا غنى عنه.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (الجمعة) على تمديد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لمدة ثلاث سنوات إضافية.


هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
TT

هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)

في إطار الدينامية الدولية التي أطلقها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعماً لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي، أكدت هولندا أن «حكماً ذاتياً حقيقياً تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية لوضع حد نهائي لهذا النزاع الإقليمي».

جرى التعبير عن هذا الموقف في الإعلان المشترك الذي تم اعتماده، اليوم الجمعة في لاهاي، من جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية وزير اللجوء والهجرة بالأراضي المنخفضة، ديفيد فان ويل، عقب لقاء بين الجانبين.

سجل الإعلان المشترك أيضاً أن هولندا «ترحب بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار رقم 2797، وتعرب عن دعمها الكامل لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي»، الرامية إلى تسهيل وإجراء مفاوضات قائمة على مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وذلك بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، كما أوصت بذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعرب الوزيران عن ارتياحهما للعلاقات الممتازة والعريقة، التي تجمع بين المغرب وهولندا، وجددا التأكيد على الإرادة المشتركة لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي، المبني على صداقة عميقة وتفاهم متبادل، ودعم متبادل للمصالح الاستراتيجية للبلدين.

كما رحّبا بالدينامية الإيجابية التي تطبع العلاقات الثنائية في جميع المجالات، واتفقا على العمل من أجل الارتقاء بها إلى مستوى شراكة استراتيجية.

وخلال اللقاء أشادت هولندا بالإصلاحات الطموحة التي جرى تنفيذها تحت قيادة الملك محمد السادس، وبالجهود المبذولة في مجال التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً عبر النموذج التنموي الجديد، وإصلاح مدوّنة الأسرة، ومواصلة تفعيل الجهوية المتقدمة.

كما أشادت هولندا بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب من أجل الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل.

وإدراكاً لأهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، أكدت هولندا عزمها على تعزيز الحوار والتعاون مع المغرب في هذا المجال، موضحة أنه سيتم بحث المزيد من الفرص لتعزيز هذه الشراكة خلال الحوار الأمني الثنائي المقبل.

كما أشادت هولندا بالمبادرات الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس لفائدة القارة الأفريقية، ولا سيما مبادرة مسار الدول الأفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنابيب الغاز الأطلسي نيجيريا - المغرب.