البعثة الأممية تواصل استطلاع رأي الليبيين حول سبل حلحلة «معضلة» الانتخابات
جانب من اجتماعات تيتيه وخوري مع ممثلي المجتمع المحلي في الزنتان ومصراتة (البعثة الأممية)
واصلت البعثة الأممية استطلاع رأي سكان المدن الليبية، بما في ذلك ممثلو المجتمع المحلي في الزنتان ومصراتة، بشأن توصيات لجنتها الاستشارية لحسم الخلافات حول قوانين الانتخابات.
واعتبرت رئيسة البعثة، هانا تيتيه، التي التقت، رفقة نائبتها ستيفاني خوري، رئيس بلدية مصراتة محمود السقوطري، وأعضاء المجلس البلدي ومجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، وممثلي المجتمع المدني والشباب، وآمر المنطقة العسكرية الوسطى، أن الثمن الذي دفعه الليبيون في جميع أنحاء البلاد، جراء استمرار الانسداد السياسي «كان باهظاً للغاية»، وأكدت التزام البعثة بالتشاور مع أكبر عدد ممكن من الليبيين «كي يتمكنوا جميعاً من وضع خريطة طريق تُفضي إلى انتخابات وطنية ومؤسسات موحدة».
ورأت تيتيه أن «العمل الحقيقي سيبدأ لإيجاد سبيل للمضي في عملية سياسية شاملة للجميع، بعد انتهاء اللجنة الاستشارية من عملها، وإعلان توصياتها»، وأوضحت أن المناقشات تركزت على الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، وتداعياتها المحتملة على استقرار المنطقة الغربية، مشيرة إلى تأكيد المشاركين على الحاجة الملحَّة لإشراك الجميع على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وعلى ضرورة تطبيق اتفاق قوي لوقف إطلاق النار وترتيبات أمنية فاعلة.
وأدرجت البعثة هذه الاجتماعات ضمن سلسلة من اللقاءات المجتمعية، التي ستعقدها عبر الإنترنت وفي المدن والبلدات بجميع أنحاء البلاد، بهدف جمع آراء طيف واسع من الناس، بمن فيهم القيادات المجتمعية والأعيان والشباب، والنساء والمكونات الثقافية وذوي الإعاقة والقادة العسكريين والمسؤولين المنتخبين.
إلى ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، بياناً تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، منسوب للجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس، يزعم إقالة رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، وتعيين رئيس جديد للحكومة، ويطالب بدعم «القوى الوطنية» في مواجهة الدبيبة، حال رفض التخلي طواعية عن منصبه.
اتهم مراجع نوح، الرئيس المنتخب لـ«الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي»، بعثة الأمم المتحدة بأنها «تجاهلت مسوَّدة الدستور، التي أقرّتها الهيئة عام 2017».
أوقفت السلطات الألمانية أحد المسؤولين الكبار عن سجن معيتيقة الليبي، وفقاً لقرار من المحكمة الجنائية الدولية التي لا تزال تطالب بثمانية آخرين، أبرزهم سيف القذافي
عودة الجدل بعد تجدد الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى ليبياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5166402-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7
جانب من احتجاجات سكان طرابلس على اجتماع نجلاء المنقوش بإيلي كوهين في روما قبل عامين (أ.ف.ب)
القاهرة :«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة :«الشرق الأوسط»
TT
عودة الجدل بعد تجدد الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا
جانب من احتجاجات سكان طرابلس على اجتماع نجلاء المنقوش بإيلي كوهين في روما قبل عامين (أ.ف.ب)
عاد الحديث مجدداً عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى ليبيا، إثر تسريبات إعلامية أميركية، زعمت أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية، ديفيد برنياع، أبلغ مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، أن تل أبيب تسعى للحصول على مساعدة الولايات المتحدة في إقناع عدد من البلدان باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وسط ما قال إنه «انفتاح من ليبيا إلى جانب إثيوبيا وإندونيسيا حيال هذا المقترح».
وتلتزم السلطات الليبية الصمت، حيال هذه التسريبات، التي تداولتها وسائل إعلام أميركية على نحو متكرِّر، خلال الشهرين الماضيين، ونفتها واشنطن، لكن أعادت الجدل داخل الأوساط الليبية. وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي، محمد محفوظ، لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المزاعم «جسّ نبض من قبل واشنطن، وربما من جانب الطرف الإسرائيلي للأطراف المحلية والشارع الليبي، الذي يراها خطاً أحمر».
وزيرة خارجية حكومة الوحدة «المقالة» نجلاء المنقوش (أ.ب)
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي، الجمعة، عن مصادر لم يسمِّها قولها إن برنياع أبلغ المبعوث الأميركي، خلال زيارة إلى واشنطن، بانفتاح إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة، واقترح رئيس «الموساد» أن تقدم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول، وأن تساعد إسرائيل على إقناعها.
وعقب نشر هذه التسريبات، استدعى ناشطون، عبر صفحات التواصل الليبية، ومن بينهم محمد قشوط، حديثاً سابقاً عن «ملف التطبيع بين حكومة الوحدة في طرابلس وإسرائيل»، وأعاد التذكير بعاصفة جدل ومظاهرات اجتاحت عموم ليبيا، عقب لقاء نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية، بحكومة «الوحدة الوطنية» (المقالة)، ونظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، قبل عامين.
واستنتج قشوط أن التسريبات الأميركية، بشأن ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا، تعني أن «التواصل مع إسرائيل ما زال مستمراً في السرّ»، داعياً الرأي العام إلى التعاطي مع هذا الأمر «بكل جدية قبل مواجهة أمر واقع، وورطة لا مفر منها».
وخلال الأشهر الماضية، لم تنقطع التسريبات الأميركية عن مشاورات سرّية بين مسؤولين وليبيين وأميركيين للمضي قدماً في خطط تهجير الفلسطينيين من غزة؛ ففي مارس (آذار) الماضي، تحدث تقرير إعلامي عن «استعداد مزعوم من جانب ليبيا لاستقبال أعداد من اللاجئين الفلسطينيين»، وهو ما نفته حكومة «الوحدة» آنذاك.
والأمر ذاته تكرر مع الليبيين، في مايو (أيار) الماضي، حين تحدثت قناة «إن بي سي نيوز» الأميركية عن مفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وليبيا للإفراج عن مليارات الدولارات المجمَّدة لدى واشنطن، مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، وهو ما نفته السفارة الأميركية في ليبيا، وكذلك وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ.
الباحث المتخصص في الشأن الليبي، جلال حرشاوي، يرى، في تسريبات «الموساد» الحالية، ما يثبت أن التسريبات السابقة بشأن مفاوضات ترحيل الفلسطينيين «لم تكن أخباراً كاذبة، بل كانت دائماً صحيحة»، وفق ما ذكره عبر منصة «إكس».
أما الأكاديمي الليبي، أحمد العبود، فقد شغله التساؤل عن «مضمون المحفِّزات التي طلبتها إسرائيل من أميركا للدول التي توافق على استضافة المهجّرين الفلسطينيين».
في المقابل، فإن الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبد الحكيم فنوش، «لا يستطيع الجزم بحقيقة إجراء محادثات ليبية - إسرائيلية بشأن ترحيل فلسطينيين»، لكنه لا يستبعد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «إقدام حكومة الوحدة في طرابلس على فعل أي شيء من أجل البقاء في السلطة».
وبمنأى عن الجدل حول انعقاد محادثات مزعومة بين إسرائيليين وليبيين بشأن ترحيل الفلسطينيين إلى غزة من عدمه، فإن هناك ظروفاً محلية وإقليمية قد تحول دون تمرير هذا المخطط، بحسب محللين.
ووفق محفوظ، فإن أبرز هذه التحديات هو الرفض الإقليمي لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، خصوصاً الرفض المصري المتكرِّر للتهجير.
يرى محفوظ أن أبرز التحديات التي تواجه الخطوة الرفض الإقليمي لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى (أ.ف.ب)
أما فنوش، فلا يعتقد أن التهجير قابل للتنفيذ في الداخل الليبي، مفسِّراً ذلك بأن «عبد الحميد الدبيبة لا يحكم سيطرته الكاملة على الجغرافيا الليبية، أو أي مدينة، ولا يملك مكاناً للتوطين، ولا أسساً لاستقبال الفلسطينيين إن أراد».
وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى الوحدة «المؤقتة»، التي يرأسها الدبيبة، وتتخذ من العاصمة، طرابلس، بالغرب الليبي مقرّاً لها، والثانية هي «الاستقرار» المدعومة من البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وتدير المنطقة الشرقية، وبعض مناطق الجنوب، برئاسة أسامة حماد.