قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

الفاضل المهدي قال إن استراتيجية المملكة تجاه السودان تهدف لـ«الحفاظ على مؤسساته الوطنية»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
TT

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)

استحسن العديد من القادة السياسيين السودانيين إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في القمة الخليجية - الأميركية بالعاصمة الرياض، الأربعاء، مواصلة المملكة جهودها في إنهاء الأزمة في السودان من خلال «منبر جدة»، الذي يحظى برعاية سعودية - أميركية، وصولاً لوقف إطلاق نار كامل في السودان، معتبرين أن ذلك يعطي قوة دفع جديدة لإنهاء النزاع المستمر في السودان.

وفي مايو (أيار) الماضي، أي بعد اندلاع الحرب بأسابيع قليلة، استضافت مدينة جدة، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، ونصّ على حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.

وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان «التيار الثوري» ياسر سعيد عرمان إن حديث ولي العهد السعودي بشأن إحياء منبر جدة، «جاء في وقت مهم، وفي أعلى مستويات الاتصالات بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية في قمة الرياض، وهذا يعطي ملف الحرب في السودان زخماً كبيراً في الفترة المقبلة».

وأضاف عرمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن السودان «يحتاج بشكل عاجل إلى وقف إطلاق نار إنساني»، مشيراً إلى أن الجهود السابقة في منبر جدة، وما تم من تنسيق بين الشركاء الإقليميين والدوليين ودول الجوار يجب أن تخلق قوة دفع جديدة.

وقال رئيس التيار الثوري: «نتطلع إلى أن تشكل الزيارة المهمة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض والاتصالات بين مختلف الأطراف في الخليج ودول الجوار قوة دفع جديدة تقود إلى وقف إطلاق نار إنساني، يتيح الفرصة للسودانيين، وإبعاد القوة المتحكمة بواسطة البندقية في مصير الشعب السوداني، وتفتح الطريق للوصول إلى حكم مدني ديمقراطي وسلام دائم».

كما عبّر عرمان عن تفاؤله في أن تسهم دول الجوار والمجتمع الدولي في الوصول إلى سلام في السودان «يخدم مسار الأمن والسلم في المنطقة».

بدوره، قال المنسق السياسي لحركة «تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية»، المحبوب عبد السلام، إن «البشارة الوحيدة التي أحيت الأمل في نفوس السودانيين هي ما ورد في خطاب ولي العهد السعودي حول منبر جدة، فهو لا يزال رغم مرور عامين من الحرب الوثيقة الشرعية الأساسية لبداية تفاوض جديد بذات الرعاية السعودية - الأميركية، التي أثبتت جدواها في حل أعقد الأزمات العالمية».

وأشار المحبوب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن غياب الوظيفة السياسية للحكومة السودانية «يعقّد المشهد»، مبرزاً أن تجاوز الحرب السودانية في الخطاب المطول الذي قدمه الرئيس الأميركي في قمة الرياض والذي تحدث فيه عن الحروب في غزة ولبنان واليمن وأوكرانيا وحتى كشمير جعل السودانيين يتساءلون عن معنى وصف الأمم المتحدة للحرب في السودان بأنها أكبر مأساة إنسانية في العالم.

وأضاف المحبوب أنه مهما «تعددت المنابر، من الاتحاد الأفريقي إلى (إيغاد) والأمم المتحدة والجامعة العربية، فإن الرؤية السودانية هي التي ستقود تلك الجهود، وفي غيابها ستنتهي إلى التيه كما هو واقع اليوم».

بدوره، ثمّن رئيس حزب الأمة «الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل المهدي استراتيجية السعودية تجاه السودان، التي تقوم على استقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية، وجهودها الحثيثة التي بذلتها في سبيل تعزيز السلام ووقف الحرب.

ورأى المهدي، في بيان، أن «منبر جدة» هو «المبادرة الأكثر تأهيلاً وتأثيراً لوقف الحرب، لأنه يلامس قضايا جوهرية تخص المدنيين، كما أنه جدي في التعامل مع الحرب في السودان، بدليل توصله إلى اتفاق بعد 3 جولات، إلا أنه لم ينفذ»، لأن طرفي الحرب لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه في جدة، ثم عادا للتفاوض مجدداً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بيد أن هذه الجولة واجهت تعنتاً من طرفي النزاع، وعدّت تراجعاً عما تم توقيعه في «إعلان جدة»، ما اضطر الوسيطين، الرياض وواشنطن، إلى تعليق المفاوضات.


مقالات ذات صلة

الخلافات داخل معسكر الجيش السوداني تخرج إلى «العلن»

شمال افريقيا رئيس الوزراء السوداني كامل إبراهيم في أثناء مخاطبة جماهيرية (وكالة السودان للأنباء)

الخلافات داخل معسكر الجيش السوداني تخرج إلى «العلن»

اندلعت أزمة سياسية حادة داخل التحالف المؤيد للجيش السوداني، بعد رفض القوات المشتركة الحليفة معه التخلي عن مناصبها الوزارية حتى ولو أدى للعودة إلى التمرد

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو يلقي كلمة بُثت مساء الأحد (قناته على «تلغرام»)

حميدتي: ليست لدينا مشكلة مع مصر ونسعى لحل خلافاتنا بالحوار

قال قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن دخول قواته المثلث الحدودي عند منطقة جبل العوينات لن يضر بدول الجوار وإنه يحترم حدودها.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يلتقي رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك في القصر الرئاسي في بريتوريا يوم السبت (الصفحة الرسمية لتحالف صمود)

السودان يحتج على لقاء رئيس جنوب أفريقيا بـ«تحالف صمود»

احتجت وزارة الخارجية السودانية بشدة على استقبال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، وفد «تحالف صمود».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا تسببت الحرب السودانية في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص (د.ب.أ)

معارك بابنوسة بغرب كردفان مستمرة

تشهد مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان السودانية معارك كسر عظم واستنزاف منذ عدة أيام، بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في آخر معاقل الجيش بالولاية.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «سد النهضة» تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل واشنطن لحلحلة الأزمة القائمة بين القاهرة وأديس أبابا حول «السد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تأكيد مصري على دعم ليبيا وقواتها المسلحة

رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة مستقبلاً الفريق صدام حفتر (المتحدث العسكري المصري)
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة مستقبلاً الفريق صدام حفتر (المتحدث العسكري المصري)
TT

تأكيد مصري على دعم ليبيا وقواتها المسلحة

رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة مستقبلاً الفريق صدام حفتر (المتحدث العسكري المصري)
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أحمد خليفة مستقبلاً الفريق صدام حفتر (المتحدث العسكري المصري)

فرضت ملفات تأمين الحدود، والحدّ من ظاهرة الهجرة غير النظامية والتهريب، نفسها على اللقاء الذي جمع رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، ورئيس أركان القوات البرية في ليبيا، الفريق صدام حفتر.

وصل صدام إلى القاهرة، مساء الاثنين، في أول زيارة رسمية له، التقى خلالها رئيس الأركان المصرية، وبحثا عدداً من الموضوعات، بعدما أجريت له مراسم استقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.

مراسم استقبال صدام حفتر في وزارة الدفاع المصرية (المتحدث العسكري المصري)

وأوضح المتحدث العسكري المصري، (الثلاثاء)، أن اللقاء بحث عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز آفاق التعاون بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات العسكرية والأمنية.

وأشار خليفة إلى حرص مصر والقوات المسلحة على دعم الشعب الليبي وقواته المسلحة، مؤكداً «ضرورة تنسيق الرؤى، وتضافر الجهود المشتركة نحو تأمين الحدود، والحدّ من ظاهرة الهجرة غير النظامية، والبحث عن كافة الأطر والآليات التي تحقق السيطرة على الأوضاع الأمنية في الأراضي الليبية كافة».

ونقل المتحدث العسكري المصري، عن رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي، التأكيد على عمق العلاقات، التي تجمع مصر وليبيا، مشيداً بـ«سعي مصر الدائم لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة»، متطلعاً «لتحقيق مزيد من أواصر التعاون بين القوات المسلحة الليبية والمصرية».

ونقلت أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي أنه تم عقد اجتماع موسع، بحضور قيادات عسكرية ليبية، من بينها رئيس هيئة التدريب، ورئيس هيئة العمليات، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، إلى جانب عدد من قيادات القوات المسلحة المصرية.

مراسم استقبال صدام حفتر في وزارة الدفاع المصرية (المتحدث العسكري المصري)

وإلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الأمن، تم التأكيد على تنظيم برامج تدريبية لتبادل الخبرات بين القوات المسلحة الليبية ونظيرتها المصرية.

وسبق أن أجرى صدام حفتر زيارات عدة خلال الأسابيع الماضية إلى عدة دول، من بينها فرنسا وإيطاليا والنيجر وتركيا، بعضها كان بصفة مبعوث عن القائد العام لـ«الجيش الوطني».

وفي زيارته إلى فرنسا، شارك صدام في ندوة موسعة لرؤساء أركان القوات البرية لـ15 دولة من دول البحر الأبيض المتوسط، خُصصت لمناقشة عدد من المحاور الأمنية والعسكرية ذات الاهتمام المشترك.

وبصفته مبعوثاً للقائد العام، التقى صدام في العاصمة روما وزير الدفاع بالحكومة الإيطالية، غويدو كروسيتو، وتبادلا وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في منطقة البحر المتوسط.