مصر تُشدد على دعم «السلطة الفلسطينية» و«حل الدولتين»

رفضت سياسة العقاب الجماعي في غزة

جانب من محادثات وزير الخارجية المصري ونائب رئيس دولة فلسطين في القاهرة (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية المصري ونائب رئيس دولة فلسطين في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُشدد على دعم «السلطة الفلسطينية» و«حل الدولتين»

جانب من محادثات وزير الخارجية المصري ونائب رئيس دولة فلسطين في القاهرة (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية المصري ونائب رئيس دولة فلسطين في القاهرة (الخارجية المصرية)

شدّدت مصر على دعم «السلطة الوطنية الفلسطينية» و«حل الدولتين»، وأكدت «رفض سياسة العقاب الجماعي في قطاع غزة»، وذلك خلال محادثات وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية»، حسين الشيخ.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، السبت، فإن الوزير عبد العاطي رحّب بنائب الرئيس الفلسطيني في زيارته الأولى لمصر منذ توليه مهام منصبه الجديد، معرباً عن دعم مصر الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية والإصلاحات التي تضطلع بها، والتي سبق أن أعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال «القمة العربية» غير العادية الأخيرة في القاهرة.

وأكد عبد العاطي «استمرار مصر في جهود الوساطة لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة من أجل تعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، في ظل التدهور السريع في الأوضاع الإنسانية بالقطاع».

وتواصل القاهرة جهودها للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تنفيذ مراحل «اتفاق الهدنة» الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة.

وتم الإعلان، منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس» ينفذ على 3 مراحل، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية؛ ليبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير الماضي. وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يوماً منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة.

فلسطينية تقف بين خيام النازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة خلال وقت سابق (رويترز)

وشدد وزير الخارجية المصري، السبت، على رفض مصر الكامل لاستخدام إسرائيل التجويع سياسةً للعقاب الجماعي، وتحدّث عن مسألة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع وفقاً للخطة العربية-الإسلامية، واستعرض مستجدات التحضيرات الجارية لاستضافة مصر لمؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة بالشراكة مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.

واعتمدت «القمة العربية الطارئة» التي استضافتها القاهرة في الرابع من مارس (آذار) الماضي، «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، تستهدف العمل على التعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دون تهجير للفلسطينيين، وفق مراحل محددة، في فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات، وبتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار».

ودعت القاهرة إلى مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته لمصر، في أبريل (نيسان) الماضي، إلى أن «المؤتمر سيُعقد بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع».

ووفق متحدث «الخارجية المصرية»، السبت، شدد عبد العاطي على أهمية خلق أفق سياسي جاد يفضي إلى تنفيذ «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك لكونه الحل الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وبما يسمح بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة على أسس راسخة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال لقاء نظيره الفلسطيني على هامش الاحتفال بالذكرى الـ80 لـ«عيد النصر» في موسكو، الجمعة، «أهمية وقف النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن».

مصر تؤكد استمرار جهود الوساطة لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة (الخارجية المصرية)

وأعرب نائب الرئيس الفلسطيني، خلال محادثاته مع عبد العاطي، عن تقديره الكبير للدور المصري في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيداً بجهود الوساطة التي تضطلع بها مصر لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وجهودها لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار في غزة.

ورحّبت مصر نهاية الشهر الماضي بقرار تعيين حسين الشيخ، وأكدت دعمها لهذه الخطوة التي تأتي في سياق جهود السلطة الفلسطينية للإصلاح، وبما يستهدف تدعيم الجبهة الداخلية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الفارقة والتاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينية، حسب بيان سابق لـ«الخارجية المصرية».


مقالات ذات صلة

تقرير: مستوطنان إسرائيليان فرضت بريطانيا عليهما عقوبات شاركا في طرد فلسطينيين من الضفة

المشرق العربي مستوطنون يقفون إلى جانب جنود إسرائيليين (أرشيفية - رويترز)

تقرير: مستوطنان إسرائيليان فرضت بريطانيا عليهما عقوبات شاركا في طرد فلسطينيين من الضفة

شارك المستوطنان الإسرائيليان نيريا بن بازي وزوهار صباح اللذان فرضت عليهما الحكومة البريطانية عقوبات هذا الأسبوع، في حملة لتهجير الفلسطينيين من منازلهم

«الشرق الأوسط» (لندن )
الولايات المتحدة​ الطالب محمود خليل يظهر في معسكر احتجاج مؤيد للفلسطينيين بجامعة كولومبيا (أ.ب)

طالب جامعة كولومبيا المحتجَز محمود خليل يلتقي بمولوده للمرة الأولى

كشف محامو محمود خليل، الطالب في جامعة كولومبيا الذي اعتقله موظفو الهجرة الأميركيون في مارس أنه التقى بابنه البالغ من العمر شهراً للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أشخاص من الطائفة اليهودية قرب موقع إطلاق النار في واشنطن أمس (رويترز) وفي الإطار لقطة فيديو لعملية توقيف المهاجم

إدانة لـ«هجوم واشنطن»... ورفض لتوظيفه

في الوقت الذي أدانت فيه عواصم غربية الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، مساء الأربعاء، رفضت فرنسا ما بدا محاولة لتوظيفه.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
المشرق العربي الرئيسان عباس وسلام على شرفة القصر الحكومة يلقيان نظرة على وسط بيروت (أ.ف.ب)

اتفاق لبناني ــ فلسطيني على «حصر السلاح بيد الدولة»

حسَمت لقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع المسؤولين اللبنانيين، مصير السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها؛ إذ «اتُّخذ قرار سياسي» بإغلاق الملف بالكامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري فلسطيني يجلس في شاحنة تحمل جثث ضحايا غارات جوية إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: رفض نتنياهو الانسحاب من القطاع يعقّد جهود الوسطاء

رحبت مصر، في بيان صحافي لوزارة الخارجية، الخميس، بـ«التطور الملحوظ في موقف الأطراف الدولية الفاعلة، من حيث الرفض الكامل للانتهاكات الإسرائيلية المشينة في غزة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السودان: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات تتسم بتزييف الحقائق

مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

السودان: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات تتسم بتزييف الحقائق

مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

قال وزير الثقافة والإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الإعيسر، إن الحكومة السودانية تتابع باستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان.

وقال الإعيسر إن «فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خريطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأميركية السابقة عام 2005، والتي تعدل مرحلياً بما يخدم الأجندات الأميركية، استناداً إلى مزاعم لا تمُت إلى الواقع بصلة»، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

سودانيون يحتفلون في مروي بعد إعلان الجيش دخول عاصمة ولاية الجزيرة الرئيسية ود مدني (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضاف: «هذه الادعاءات الكاذبة قد استهدفت مجدداً القوات المسلحة السودانية، لا سيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس للوزراء، وهو ما شكّل تطوراً مهماً في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة»، مبيناً أن «هذه ليست المحاولة الأولى؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها».

وقال الإعيسر إن «هذه الرواية الكاذبة التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني».

وأضاف: «سبق أن سعت الإدارة الأميركية السابقة إلى فرض الاتفاق الإطاري على الشعب السوداني بطريقة تضمن بقاء الميليشيات ضمن مشهد انتقالي مصطنع، متجاهلة تطلعات الشعب في بناء دولة مدنية عادلة تقوم على القانون والحرية والسيادة الوطنية عبر انتخابات حرة وشفافة».

واختتم بالقول: «على الحكومة الأميركية أن تدرك أن حكومة السودان، المدعومة بإرادة شعبها، ماضية في طريقها حتى تحقيق الانتصار الكامل في معركة الكرامة، ولن تلتفت إلى أي محاولات تستهدف عرقلة تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة، وتحرير بلاده من الميليشيات وتدخلات دول العدوان».

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلنت أمس (الخميس) أنها ستفرض عقوبات على السودان بعد أن ثبت لها استخدام أسلحة كيميائية في عام 2024 خلال الحرب الأهلية، في انتهاك للمعاهدات الدولية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن العقوبات ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وتشمل قيوداً على الصادرات إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأميركية.

قوات للجيش السوداني في الخرطوم (أ.ب)

ووفقاً للأمم المتحدة، أودت حرب متواصلة بين الجيش السوداني وميليشيا «قوات الدعم السريع» منذ شهر أبريل (نيسان) 2023 بحياة أكثر من 24 ألف شخص، ودفعت أكثر من 14 مليون شخص - نحو 30 في المائة من السكان - إلى النزوح داخل السودان وإلى دول مجاورة، إضافة إلى كارثة إنسانية جراء نقص المواد الغذائية والأدوية.