ليبيا: البعثة الأممية ترعى استحداث آلية تنسيق إقليمية معنية بالحدود

السني يبحث مع تيتيه جهود حل الأزمة السياسية

خوري تترأس اجتماع الفريق الفني الليبي بحضور «مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)
خوري تترأس اجتماع الفريق الفني الليبي بحضور «مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)
TT

ليبيا: البعثة الأممية ترعى استحداث آلية تنسيق إقليمية معنية بالحدود

خوري تترأس اجتماع الفريق الفني الليبي بحضور «مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)
خوري تترأس اجتماع الفريق الفني الليبي بحضور «مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)

قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إن اجتماعاً أمنياً رعته انتهى إلى بحث مقترح لاستحداث آلية إقليمية، معنية بالتنسيق الفني والميداني بين السلطات المختصة بأمن الحدود الليبية مع دول الجوار.

وأوضحت البعثة في بيان، مساء الأربعاء، أن الفريق الفني التنسيقي المشترك لأمن الحدود، الذي يضم ضباطاً أمنيين وعسكريين من أنحاء ‫ليبيا، أنهى اجتماعاته بحضور نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، والرؤساء المشاركين في مجموعة العمل الأمنية لـ«عملية برلين» بشأن ليبيا.

‏وأشارت البعثة إلى أن الفريق الفني أطلع الحضور على الأعمال التي أجراها خلال الأشهر القليلة الماضية، و«توّجت بخطوات عملية»، مبرزاً أن من بينها «اختيار مقر المركز المشترك للتواصل وتبادل المعلومات في طرابلس، والتخطيط لإنشاء مركز مماثل في بنغازي».

جانب من اجتماع الفريق الفني الليبي بحضور «مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)

كما كشفت البعثة عن أن الفريق الفني التقى مع ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمة الدولية للهجرة، وقالت إنه استعرض «مجمل الجهود المشتركة لأمن الحدود والهجرة غير النظامية، ومكافحة الإرهاب ومناقشة الدعم المطلوب».

وبخصوص أمن الحدود الليبية، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إنها كلفت دوريات متجولة تابعة للقاطع الأمني نالوت في جهاز حرس الحدود، بدعم التمركزات الاستراتيجية على الحدود مع تونس، بهدف تكثيف أعمال المراقبة، ومكافحة ظاهرتي التهريب والهجرة غير المشروعة.

وأوضحت الداخلية أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أمنية متكاملة، تهدف إلى «تعزيز السيطرة الأمنية على الشريط الحدودي، وحماية الأمن الوطني».

الفريق الفني الليبي بحضور خوري و«مجموعة العمل» المنبثقة عن «عملية برلين» (البعثة)

في غضون ذلك، بحث مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، مع الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك المستجدات الإقليمية وتأثيرها على ليبيا ودول الجوار.

وقال السني عبر حسابه على منصة «إكس»، الأربعاء: «سعدت بهذا اللقاء الذي استعرضت خلاله المبعوثة نتائج اجتماعاتها ومشاوراتها، التي أجرتها في ليبيا بعد توليها منصبها، وذلك في إطار مساعيها لدعم الجهود الوطنية لإيجاد حل سياسي، شامل للأزمة الراهنة في ليبيا». كما تم استعراض التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تمر بها ليبيا.

وقال السني بهذا الخصوص: «أكدنا أهمية دورها في الفترة المقبلة في إطار دعم القيادة والملكية الليبية للحل، مع ضرورة دعم المبادرات الوطنية لإنهاء المراحل الانتقالية، والوصول إلى الانتخابات»، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى المستجدات الإقليمية وتأثيرها على ليبيا ودول الجوار، و«أهمية إنهاء الأزمة الراهنة في ليبيا، مما يسهم في استقرار المنطقة».

وكانت البعثة الأممية قد أصدرت بياناً توعوياً يتعلق بسبل مكافحة «خطاب الكراهية»، الذي وصفته بـ«المؤذي والخطير»، متسائلة باللهجة الليبية: «شن هو خطاب الكراهية؟».

وأجابت البعثة عن سؤالها، موضحة أن هذا الخطاب هو «أي نوع من أنواع التواصل، البث، النشر الشفهي، أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة مهينة، أو تمييزية بالإشارة إلى شخص، أو مجموعة أشخاص على أساس الهوية».

وزادت البعثة في تعريف خطاب الكراهية بأنه الترصد «على أساس الدين، أو الانتماء الإثني أو الجنسية أو العرق، أو اللون أو الأصل أو الجنس، أو أحد العوامل الأخرى المحددة للهوية».

وتساءلت البعثة عن الفرق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، ورأت أن الأولى هي «حجر الزاوية لحقوق الإنسان وركيزة للمجتمعات الحرة والديمقراطية، لكنّ هناك فرقاً بين حرية التعبير، والتحريض على التمييز والعداوة والعنف، وهو أمر محظور بموجب القوانين المحلية والتشريعات الدولية، وكذلك الأعراف المجتمعية والقيم الدينية».

جانب من لقاء السني وتيتيه (حساب السني على إكس)

وقالت البعثة إن «التصدي لخطاب الكراهية لا يعني تقييد أو حظر حرية التعبير. بل يعني منعه من أن يتحول إلى شيء أكثر خطورة على الأفراد والمجتمعات»، موضحة أن خطاب الكراهية «أسهم في التمهيد لجرائم مروعة، بما في ذلك الحروب والإبادة الجماعية».

وانتهت البعثة إلى أن «تسليح الخطاب العام من أجل تحقيق مكاسب سياسية ليس بالأمر الجديد للأسف. ويمكن أن يؤدي خطاب الكراهية والمعلومات المضللة إلى التمييز والتحقير، والعنف على نطاق واسع ومدمر».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: تعامل إسرائيل وإيران مع المدنيين كأضرار جانبية أمر «مروع»

شؤون إقليمية دمار أصاب مستشفى سوروكا الإسرائيلي في بئر السبع جراء انفجار صاروخ إيراني (رويترز) play-circle

الأمم المتحدة: تعامل إسرائيل وإيران مع المدنيين كأضرار جانبية أمر «مروع»

نددت الأمم المتحدة بتعامل إسرائيل وإيران مع المدنيين بوصفه أضرار جانبية في الحرب المستمرة بينهما، وحثت على ضبط النفس إلى أقصى حد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال حديثه في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب) play-circle

غوتيريش يحذّر من أي «تدخل عسكري إضافي» في النزاع بين إيران وإسرائيل

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، من أي «تدخل عسكري إضافي» في النزاع بين إيران وإسرائيل، لأن «تداعياته ستكون هائلة» على المنطقة برمتها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا كارلا كينتانا (يمين ترتدي معطفاً أبيض) أثناء لقائها سيدات سوريات ما زلن يبحثن عن أفراد عائلاتهن المفقودين (الأمم المتحدة)

تحذير أممي من مخاطر الحرب الإيرانية - الإسرائيلية على سوريا

حذرت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، من أن مخاطر التصعيد الإضافي في الشرق الأوسط «ليست افتراضية»، بل هي «فورية وخطيرة».

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أ.ف.ب)

«الأونكتاد»: تخفيضات «مؤلمة» تُهدد قدرتنا على دعم الدول النامية

حذّرت ريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، من أن المنظمة تواجه تخفيضات «مؤلمة» في إطار إصلاحات واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج السفير عبد المحسن بن خثيلة المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة

حثت السعودية، الثلاثاء، المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

السودان: إدريس يعلن عزمه تشكيل حكومة من 22 وزارة

رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس أثناء إعلان ملامح حكومته المزمعة (وكالة السودان للأنباء/ سونا)
رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس أثناء إعلان ملامح حكومته المزمعة (وكالة السودان للأنباء/ سونا)
TT

السودان: إدريس يعلن عزمه تشكيل حكومة من 22 وزارة

رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس أثناء إعلان ملامح حكومته المزمعة (وكالة السودان للأنباء/ سونا)
رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس أثناء إعلان ملامح حكومته المزمعة (وكالة السودان للأنباء/ سونا)

أعلن رئيس الوزراء السوداني المعين حديثاً كامل إدريس، ملامح تشكيل حكومته المزمعة، وأطلق عليها حكومة «الأمل المدنية»، من 22 وزارة، وهيئات مستحدثة، مشيراً إلى أن معايير اختيار الوزراء ستُبنى على الكفاءة والخبرة والنزاهة، بعيداً عن المحاصصات والمحسوبية.

وقال إدريس في خطاب جماهيري مساء الخميس، إن حكومته ستلتزم الصدق وتتبع معايير العدل، بما يحقق للمواطنين الأمن والرفاه، وإنها ستعتمد التفكير «الاستراتيجي» في مواجهة مشاكل البلاد، وتابع: «إنها أول حكومة في تاريخ السودان (تجمع الحُسنيين: التكنوقراط واللاحزبيين)، وتعبر عن الأغلبية الصامتة».

وفي نهاية مايو (أيار) الماضي أدى إدريس اليمين الدستورية رئيساً للوزراء، وشرع في عقد لقاءات ومشاورات مع أكاديميين وأساتذة جامعات وشخصيات سياسية وقيادات أهلية، تتعلق باختيار وزارته. وقطع بامتلاكه حق اختيار وزراء من كفاءات مدنية مستقلة، وفقاً لما يراه مناسباً. ووعد بالشروع المتدرج في تكوين الوزارة، موجهاً نداء للكفاءات الوطنية المستقلة والحادبة على خدمة الوطن، لتزويده بسيرهم الذاتية عبر وسائل التواصل التي سوف يتم الإعلان عنها، على أن تتضمن السير الذاتية الهيئة الحكومية أو الوزارة المراد شغلها، وأضاف: «بهذه الوسيلة نكون قد استصحبنا واحدة من أفضل وسائل استقطاب الكفاءات الوطنية المستقلة»، وتابع: «ونكون قد بنينا مخزوناً قومياً مركزياً، يرفد الخدمة المدنية بما تستحقه من مهارة وجدارة وخبرات، البلاد في أمسّ الحاجة إليها».

ووقّعت أحزاب وقوى سياسية لا تعترف بشرعية الحكومة التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة، اتفاقاً مع «قوات الدعم السريع» لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها، مقابل تلك التي يترأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وهي خطوة أثارت قلق مجلس الأمن من أن تؤدي لتقسيم البلاد التي مزّقتها الحرب.