حرب السودان... عام ثالث ولا حلول في الأفق

لندن تستضيف اليوم مؤتمراً لحل الأزمة بحضور 20 دولة

TT

حرب السودان... عام ثالث ولا حلول في الأفق

نازحون من مخيم زمزم الذي استولت عليه «قوات الدعم السريع» في شمال دارفور 14 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
نازحون من مخيم زمزم الذي استولت عليه «قوات الدعم السريع» في شمال دارفور 14 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

تدخل حرب السودان، اليوم، عامها الثالث، من دون أفق واضح لحل قريب، إذ يتمسك طرفا الحرب؛ الجيش و«قوات الدعم السريع»، بعدم التفاوض وحسم الصراع عسكرياً.

وقدرت تقارير أممية الخسائر المادية بـ200 مليار دولار، والبشرية بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، مع دمار أكثر من 60 في المائة من البنية التحتية، وتشريد نحو 15 مليون شخص بين نازح ولاجئ، في أزمة وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها الأسوأ في القرن الـ21، فيما وصفتها منظمة الهجرة الدولية بأنها «أكبر كارثة نزوح في العالم».

في غضون ذلك، تنتشر بكثافة مقاطع تصور المآسي والإعدامات الميدانية، وإطلاق الرصاص على الهوية والعِرق والجهة. وكوْن الحرب دارت داخل المدن، فقد كانت حصيلتها ضخمة؛ إنسانياً ومادياً.

وينظر السودانيون بشيء من الأمل إلى مخرجات مؤتمر دولي يعقد في لندن، اليوم، بمشاركة وزراء خارجية 20 دولة، لبحث سبل إنهاء الصراع الدامي.


مقالات ذات صلة

مباحثات سعودية ــ أردنية تتناول أمن المنطقة

الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مستقبلاً العاهل الاردني الملك عبد الله بن الحسين في جدة (واس)

مباحثات سعودية ــ أردنية تتناول أمن المنطقة

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في جدة أمس، مواضيع على الساحتين العربية

«الشرق الأوسط» ( جدة)
المشرق العربي الأردن يُداهم «الإخوان» بالحل والحظر والمصادرة

الأردن يُداهم «الإخوان» بالحل والحظر والمصادرة

داهم الأردن جماعة «الإخوان المسلمين»، أمس، بقرارات حلّ وحظر ومصادرة، وأغلقت أجهزة الأمن مكاتبها في العاصمة والمحافظات، بعد نحو 8 عقود من نشاطها في البلاد

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي الرئيس محمود عباس خلال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله الأربعاء (إ.ب.أ)

عباس يضغط على «حماس» لتسليم سلاحها

زاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضغوطه على حركة «حماس»، بخطاب لم يخلُ من كلام قاسٍ ضدها، متهماً إياها بـ«إلحاق ضرر بالغ بالقضية الفلسطينية، وتقديم خدمات مجانية

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ ندوة ضمن اجتماعات الربيع 2025 لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لمناقشة تقرير الراصد المالي العالمي في واشنطن (إ ب أ)

«صندوق النقد»: الرسوم قد تدفع الدين العالمي إلى أعلى مستوياته

حذّر صندوق النقد الدولي من أن تداعيات سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تُنذر برفع الدين الحكومي في جميع أنحاء العالم إلى مستويات

«الشرق الأوسط» ( واشنطن)
المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني خلال استقباله الوزير الفرنسي (رئاسة الوزراء)

باريس تحث بغداد على مساعدة دمشق وبيروت

حثَّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال زيارته بغداد، أمس (الأربعاء)، المسؤولين العراقيين على مساعدة سوريا ولبنان بوصفهما «أولوية فرنسية»، وأبدى مشاطرته

فاضل النشمي (بغداد) فتحية الدخاخني (القاهرة) «الشرق الأوسط» (دمشق)

دعم إيطالي لخطة إعادة إعمار غزة

المحادثات المصرية - الإيطالية في القاهرة تناولت جهود وقف إطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)
المحادثات المصرية - الإيطالية في القاهرة تناولت جهود وقف إطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)
TT

دعم إيطالي لخطة إعادة إعمار غزة

المحادثات المصرية - الإيطالية في القاهرة تناولت جهود وقف إطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)
المحادثات المصرية - الإيطالية في القاهرة تناولت جهود وقف إطلاق النار في غزة (الرئاسة المصرية)

أكدت إيطاليا «دعم خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة التي طرحتها مصر، وحظيت بتأييد عربي وإسلامي». وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاياني، عن تقدير بلاده جهود الوساطة التي تقوم بها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال محادثات تاياني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، الخميس، وقد تناولت جهود وقف إطلاق النار في القطاع بحضور وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي.

ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الوزير الإيطالي نقل للرئيس السيسي تحيات رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، وحرصها على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما ثمَّنه الرئيس السيسي، مؤكداً اعتزازه بالعلاقات المصرية - الإيطالية الوثيقة، والروابط التي تجمع الشعبين الصديقين.

وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفرص تطوير الشراكة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والزراعة والثروة الحيوانية، بما يحقق مصالح الدولتين، والاستفادة المثلى من تلك المجالات. كما تَطَرَّق إلى أهمية التعاون بين البلدين في مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، وضرورة دعم مصر في هذا الصدد، خصوصاً مع نجاح مصر في منع خروج أي مراكب تحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ عام 2016، مع استضافتها نحو 9.5 مليون أجنبي نزحوا إليها بسبب الأزمات التي تشهدها المنطقة.

ووفق الحكومة المصرية، فإنه «لم تبحر من مصر أي مراكب غير شرعية منذ عام 2016، بفضل إجراءات حاسمة تقوم بها لمواجهة (الهجرة غير المشروعة)»... وتواجه مصر تدفقات مستمرة من مهاجرين اضطُروا إلى ترك بلادهم؛ بسبب الصراعات، خصوصاً من دول الجوار العربي والأفريقي، منها سوريا، واليمن، والسودان وفلسطين. وتقدِّر بيانات مصرية رسمية أعداد الأجانب الموجودين في البلاد بأكثر من 9 ملايين أتوا من 133 دولة، ما بين لاجئ وطالب لجوء ومهاجر ومقيم.

لقاء السيسي وتاياني تَطَرَّقَ إلى أهمية التعاون بين البلدين في مكافحة «الهجرة غير المشروعة» (الرئاسة المصرية)

وأكد متحدث الرئاسة المصرية، الخميس، أن اللقاء تناول أيضاً الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والتأكيد على رفض مصر تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية القضية الفلسطينية، والتشديد على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في إطار «حل الدولتين» يمثل الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.

واعتمدت «القمة العربية الطارئة» التي استضافتها القاهرة في الرابع من مارس (آذار) الماضي، «خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، تستهدف العمل على التعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وفق مراحل محددة، في فترة زمنية تبلغ 5 سنوات، وبتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار».

وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن محادثات السيسي وتاياني تناولت كذلك مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان، وأمن الملاحة في مضيق باب المندب، وتطورات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، حيث تم التأكيد على «حرص مصر على استقرار تلك الدول، وحماية مقدرات شعوبها ووحدتها، وعلى أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية، والسعي الحثيث لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».

في حين ثمَّن وزير الخارجية الإيطالي الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً حرص بلاده على التشاور والتنسيق المستمر مع مصر في هذا الصدد.