فرضت أوضاع السودانيين الموجودين في ليبيا نفسها على الساحة، في ظل ما يُمثله ذلك من ضغوط على بلدية الكفرة، التي تستضيف الآلاف منهم.
ومع ما أظهره الجيش السوداني من تقدم خلال الأيام الماضية، بدأت التساؤلات حول مستقبل هؤلاء الفارين من ويلات الحرب، وهل ستُشجعهم هذه الانتصارات على العودة إلى بلدهم؟ أم أنهم سيفضلون البقاء في ليبيا؟
ويؤكد عبد الرحمن عقوب، رئيس بلدية الكفرة (جنوب شرقي ليبيا)، التي تُعد أقرب مدينة للحدود السودانية، أن نسب تدفق السودانيين لا تزال مرتفعة؛ وقدرها بنحو 500 شخص في اليوم. وهو ما يتنافى مع إمكانية عودتهم إلى بلدهم.
وقال عقوب لـ«الشرق الأوسط» إن «تزايد نسب تدفق السودانيين على ليبيا يُشكل عائقاً أمام مواصلة حصر أعدادهم بشكل دقيق، خصوصاً مع اتساع الحدود البرية بين البلدين»، لافتاً إلى أنهم يتدفقون من الكفرة إلى طرابلس وما يُجاورها بمدن المنطقة الغربية، أو بنغازي وما يجاورها من مناطق.
وتستضيف ليبيا قرابة 200 ألف سوداني من الفارين من ويلات الحرب، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من بينهم نحو 65 ألفاً يقيمون في الكفرة وحدها، وهو ما يُماثل عدد سكانها الليبيين بها.
وأكد عقوب أن هذه الأعداد «تُشكل ضغوطاً كبيرة على البلدية؛ في ظل محدودية إمكاناتها؛ وقلة ما تقدمه المنظمات الدولية المعنية من مساعدات، خصوصاً منذ بداية العام الحالي».
من جهته، يعد رئيس حزب «شباب الغد» الليبي، أحمد المهداوي، عودة السودانيين إلى وطنهم «خطوة مؤجلة» إلى حد ما في الوقت الراهن. وقال المهداوي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار قطاع كبير من السودانيين بالعودة لوطنهم رهين ليس فقط بانتهاء المعارك في مدنهم فقط، وإنما بإعلان توافق سياسي بين أغلب ممثلي القوى السياسية والعسكرية - العسكرية».
وبخصوص أوضاع السودانيين في ليبيا، لفت الدكتور إسماعيل العيضة، رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، إلى إصدار أكثر من 180 ألف شهادة صحية للسودانيين بالكفرة حتى الشهر الحالي، و«هو ما يعني استمرار تدفق هؤلاء لأراضي البلاد».
وحذَّر العريضة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من «تزايد أعداد السودانيين الفارين، وتأثير ذلك على قدرة المؤسسات الصحية بالكفرة، خصوصاً مع تقلص دعم كثير من المنظمات الأممية»، مشيراً إلى وجود 6 مشافٍ بالبلدية، منها مركز للنساء، عادّاً أن «الأزمة تكمن في نقص بعض الأدوية، ومستلزمات تشغيل المعامل ومراكز الأشعة؛ فضلاً عن تزايد الضغط على الأطباء والطواقم المساعدة».



