مصر: تدابير حكومية «استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء في الصيف

عبر رفع كفاءة محطات إنتاج الطاقة ومواجهة «سرقة التيار»

«تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف في مصر (رويترز)
«تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف في مصر (رويترز)
TT
20

مصر: تدابير حكومية «استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء في الصيف

«تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف في مصر (رويترز)
«تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف في مصر (رويترز)

تشرع الحكومة المصرية في وضع «تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف، عبر رفع كفاءة محطات إنتاج الطاقة، ومواجهة «سرقة التيار» الكهربائي.

وأكَّد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مساء الخميس، متابعته المستمرة لتأمين احتياجات قطاع الطاقة من المنتجات البترولية، بما يضمن استمرار تشغيل محطات إنتاج الطاقة في ربوع البلاد.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف العام الماضي؛ حين طبَّقت خطة لـ«تخفيف استهلاك الكهرباء» بقطع التيار لساعتين يومياً على الأقل في معظم المحافظات، وذلك بسبب «نقص الوقود»، وقررت الحكومة في يوليو (تموز) الماضي وقف خطة «تخفيف الأحمال» بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية.

وأكَّدت الحكومة مطلع الشهر الحالي «زيادة قدرات محطات القطاع الخاص في مجال الطاقة الشمسية بـ200 ميغاواط»؛ وذلك في إطار جهودها للتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة. وأشارت إلى أن «هذه الخطوة تُعزز تنويع مصادر إنتاج الكهرباء، وتدعم استراتيجية التنمية المستدامة».

وأشار مدبولي خلال اجتماع متابعة ملف الطاقة مع عدد من الوزراء والمسؤولين، مساء الخميس، إلى اهتمام حكومته بقطاع الطاقة، لدوره في تلبية مختلف احتياجات ومتطلبات القطاعات الإنتاجية والاستهلاكية. ولفت إلى أهمية استمرار العمل على تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية المصرية، من خلال التوسع في مزيد من أنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج، بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.

المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، أكد أن رئيس الوزراء نوه خلال الاجتماع بما يتم اتخاذه من خطوات وإجراءات بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية استعداداً لاستقبال فصل الصيف، وذلك بما يُسهم في إتاحة وتوفير الطاقة الكهربائية المطلوبة لمختلف الاحتياجات والمتطلبات، سواء من مصادرها التقليدية أو المتجددة.

مصطفى مدبولي خلال اجتماع متابعة ملف الطاقة مع عدد من الوزراء والمسؤولين (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال اجتماع متابعة ملف الطاقة مع عدد من الوزراء والمسؤولين (مجلس الوزراء المصري)

وتعهَّد مدبولي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بـ«عدم اللجوء إلى تخفيف أحمال الكهرباء مرة أخرى»، وقال إن «حكومته خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار إنتاج الشبكة القومية للكهرباء»، مشيراً حينها إلى «وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة لتأمين الاستهلاك في صيف 2025».

في سياق ذلك، تُعوِّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية الصيف المقبل، بما يضمن الحفاظ على «استقرار واستدامة التيار الكهربائي في البلاد».

ووفق مراقبين، فإن مشروع الربط الكهربائي السعودي - المصري «يُحقق مرونة في توزيع الكهرباء خلال فترات الاستهلاك القصوى بالبلدين»، إلى جانب أنه «محور ربط كهربائي بين الدول العربية في أفريقيا وآسيا».

ووقَّعت مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.6 جنيه في البنوك المصرية). وقال مدبولي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المشروع يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين».

أبراج كهرباء ضغط عالٍ في مصر (رويترز)
أبراج كهرباء ضغط عالٍ في مصر (رويترز)

ووفق متحدث رئاسة مجلس الوزراء المصري، فإن اجتماع مدبولي، الخميس، تناول جهود رفع كفاءة محطات إنتاج الطاقة، وكذلك جهود تطوير وتحديث مراكز التحكم وشبكات التوزيع، من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة لتطبيق واستخدام أحدث التكنولوجيات فيما يتعلَّق بأنظمة المراقبة والتشغيل للشبكة الكهربية وبرامج إدارة الطاقة، وذلك بما يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، وتحسين جودة التغذية الكهربائية، والحد من الفقد الفني والتجاري، ومواجهة ظاهرة سرقة التيار الكهربائي، وتحسين معدلات الأداء.

وينص قانون الكهرباء الصادر عام 2015 على «معاقبة من استولى بغير حق على التيار الكهربائي بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين»، وفي حالة تكرار السرقة تتضاعف العقوبة.

وتواصل الحكومة المصرية حملات التفتيش و«الضبطية القضائية» لمواجهة سرقات الكهرباء. وأكد رئيس الوزراء، في أغسطس (آب) الماضي، اتخاذ «إجراءات حاسمة ضد كل من يُحرر له محضر سرقة كهرباء، ومن أهمها إيقاف صور الدعم التمويني التي يحصل عليها من الدولة المصرية، بخلاف الإجراءات القانونية المُتبعة للتعامل مع السرقات، بما يسهم في القضاء على هذا السلوك السلبي».

ويشار إلى أن عدد المشتركين في الكهرباء بمصر وصل إلى 40.7 مليون مشترك، منهم نحو 15.9 مليون مشترك لديهم «عدادات مسبقة الدفع»، بنسبة 39 في المائة من عدد المشتركين، حسب بيانات سابقة لوزارة الكهرباء المصرية.


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري واسع مع احتفال صلاح خلال التتويج بـ«البريميرليغ»

رياضة عالمية صلاح يحتفل مع جماهير ليفربول بصورة «سيلفي» (حساب محمد صلاح فيسبوك)

تفاعل مصري واسع مع احتفال صلاح خلال التتويج بـ«البريميرليغ»

في ليلة تاريخية، احتفل الدولي المصري، محمد صلاح، بتتويج فريقه ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليغ)، حاملاً علم مصر.

محمد عجم (القاهرة )
العالم العربي وزير التربية والتعليم المصري مع أحد طلاب الثانوية في أبريل 2025 (وزارة التربية والتعليم)

«استفتاء البكالوريا» يعيد الجدل حول الثانوية العامة في مصر

لطالما مثّلت الثانوية العامة في مصر مصدر قلق للطلاب والأهالي، حتى مع التغيرات العديدة التي شهدتها في السنوات الماضية.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا اصطفاف «تفتيش حرب» بقيادة الجيش الثاني الميداني المصري في وقت سابق (الرئاسة المصرية)

الجيش المصري يؤكد حرصه على تنويع مصادر التسليح

قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية غريب عبد الحافظ إن القيادة العامة للجيش تولي أهمية قصوى لتنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير القوات المسلحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عربية خروج الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا دفعه للاستغناء عن خدمات مدربه كولر (حساب النادي الأهلي على فيسبوك)

الأهلي المصري يبحث عن مدرب أجنبي قبل «كأس العالم للأندية»

جاء قرار الأهلي المصري بإنهاء حقبة مدربه السويسري، مارسيل كولر، ليضع الفريق أمام تحدٍّ جديد، حيث يسعى النادي للتعاقد مع مدرب يمكنه تلبية طموحات الجماهير.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر تؤكد التزامها بمكافحة جرائم الأموال «غير المشروعة»

قرّر النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، «إحالة 237 قضية» إلى «محاكم الجنايات الاقتصادية» بتهم «ارتكاب جرائم غسل الأموال» خلال عام واحد.

أحمد إمبابي (القاهرة )

أكثر من 20 قتيلاً في قصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين غرب السودان

أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

أكثر من 20 قتيلاً في قصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين غرب السودان

أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

قُتل أكثر من 20 مدنياً وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفق ما أعلن مسعفون الاثنين.

وفق بيان لـ«غرفة طوارئ معسكر أبوشوك»، قصفت «قوات الدعم السريع» المنخرطة في حرب مع الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) 2023، مخيم أبوشوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بـ«المدفعية والرصاص الطائش»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

يؤوي «أبوشوك» عشرات آلاف الفارين من عنف نزاعات سابقة في دارفور والحرب الدائرة حالياً.

في الأسابيع الأخيرة، كثّف مقاتلو «قوات الدعم السريع» هجماتهم على الفاشر التي تُعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، وكذلك على مخيمي أبوشوك وزمزم المجاورين.

وجاء ذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم في الشهر الماضي.

وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قُتل 481 مدنياً على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل.

الحصيلة تشمل «129 مدنياً على الأقل» قتلوا خلال خمسة أيام في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبوشوك للنازحين، وفق المفوضية.

وأوضحت الوكالة الأممية أن «ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي» قُتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل.

وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصبح مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان «شبه خال»، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة «قوات الدعم السريع» عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى، وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، في أزمة إنسانية حادة، بحسب الأمم المتحدة.

النزاع الذي دخل عامه الثالث قسّم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.