توافق سعودي مصري على أهمية تجنيب المنطقة مزيداً من التوترات

فيصل بن فرحان وعبد العاطي بحثا التطورات في غزة والبحر الأحمر

الأمير فيصل بن فرحان خلال اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بالقاهرة الأحد الماضي (الخارجية المصرية)
الأمير فيصل بن فرحان خلال اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بالقاهرة الأحد الماضي (الخارجية المصرية)
TT
20

توافق سعودي مصري على أهمية تجنيب المنطقة مزيداً من التوترات

الأمير فيصل بن فرحان خلال اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بالقاهرة الأحد الماضي (الخارجية المصرية)
الأمير فيصل بن فرحان خلال اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» بالقاهرة الأحد الماضي (الخارجية المصرية)

توافقت المملكة العربية السعودية ومصر على «أهمية استمرار التنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين للعمل على خفض التصعيد في المنطقة، وتجنيب الإقليم الانزلاق إلى مزيد من التوترات».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، تناول التطورات في قطاع غزة والبحر الأحمر.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الجمعة، جاء الاتصال الهاتفي في إطار التواصل الدوري بين البلدين الشقيقين، وبهدف متابعة ما تمخضت عنه نتائج الاجتماعات الأخيرة لـ«اللجنة العربية الإسلامية» بشأن غزة، التي استضافتها القاهرة، واستمرار جهود اللجنة الوزارية في التواصل مع الفاعلين الدوليين؛ تنفيذاً لمقررات قمة القاهرة الطارئة.

وتناول الاتصال الهاتفي تطورات الجهود المصرية القطرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار، والعودة لاتفاق 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، والتنسيق القائم مع الولايات المتحدة، فضلاً عن تناول «الخطة العربية الإسلامية» للتعافي المُبكر وإعادة الإعمار في غزة.

بدر عبد العاطي أثناء اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» في القاهرة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي أثناء اجتماع «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية» في القاهرة (الخارجية المصرية)

وجرى التشاور بين الوزيرين حول التحركات المستقبلية لعمل «اللجنة العربية الإسلامية الوزارية» مع الأطراف الدولية.

ودعت «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية»، في اجتماع بالقاهرة، الأحد الماضي، بمشاركة أوروبية، إلى «استئناف مفاوضات هدنة غزة، والعودة الفورية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار»، مشددةً على «رفض التهجير»، ومطالبة المجتمع الدولي بحشد الموارد لمؤتمر دعم إعادة إعمار غزة.

وناقشت «اللجنة» حينها التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وأعرب المشاركون في اجتماع اللجنة عن «قلقهم البالغ إزاء انهيار وقف إطلاق النار في غزة، وما أسفر عن ذلك من سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الأخيرة».

‏وأدانت الأطراف المشارِكة في الاجتماع حينها استئناف الأعمال العدائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعين إلى العودة الفورية للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجَزين، وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، والذي جرى برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة.

صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)
صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)

كان البيان الختامي لـ«قمة فلسطين» العربية الطارئة، في القاهرة، مطلع الشهر الحالي، قد أشار إلى «التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية؛ من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره».

ووفقاً لـ«الخارجية المصرية»، الجمعة، استعرض الوزيران الموقف بالنسبة لعدد من الأزمات الإقليمية في البحر الأحمر والسودان والقرن الأفريقي.


مقالات ذات صلة

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

شمال افريقيا جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

مصر تعاني من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ مواردها المائية نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً.

رحاب عليوة (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع ثنائي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الولايات المتحدة 23 سبتمبر 2019 (رويترز)

ترمب: أجريت مكالمة هاتفية مع السيسي وكانت جيدة للغاية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الثلاثاء إنه تحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقش معه الوضع في غزة، والحلول الممكنة بشأن الحرب في القطاع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أعمال إنشائية في محطة «الضبعة» النووية (هيئة المحطات النووية بمصر)

مصر «تحرز تقدماً» في مشروعها النووي

وقّعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهروذرية، بتكلفة تبلغ 25 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من المفرج عنهم بعفو رئاسي مصري (الداخلية المصرية)

عفو رئاسي عن سجناء بمصر

أفرجت مصر عن أكثر من ألفي سجين، في عفو سنوي معتاد بمناسبة عيد الفطر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية رابطة الأندية المصرية المحترفة (الرابطة المصرية)

بيراميدز يرفض تكلفة الحكام الأجانب... والأهلي يتمسك بهم

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم الاثنين أن الأهلي طلب الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباراته المقبلة بالدوري الممتاز أمام بيراميدز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)
جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)
TT
20

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)
جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)

أثارت جهود الحكومة المصرية في ملف تحلية مياه البحر للحد من أزمة «الشح المائي»، تساؤلات بشأن هذه التحركات في خدمة «ملف المياه بالبلاد»، خصوصاً بعد إنشاء كثير من محطات التحلية.

وتعاني مصر من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، حيث تبلغ مواردها المائية نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، تقابلها احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، حسب تصريحات لوزير الري المصري، هاني سويلم، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

كان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد قال في فبراير (شباط) الماضي، إن «حكومته تستهدف الوصول بكمية المياه المحلاة من البحر يومياً إلى 5 ملايين متر مكعب». كما شدد الشهر الماضي، على «أهمية اتخاذ مختلف الخطوات العملية مع الشركات الجادة التي تُبدي استعداداً لتنفيذ مشروعات كبيرة في مجال تحلية مياه البحر»، وفق بيان لـ«مجلس الوزراء».

تأتي التحركات الحكومية، في ظل استمرار أزمة «سد النهضة» الذي أقامته أديس أبابا على رافد نهر النيل الرئيسي، وتطالب دولتا المصب (مصر والسودان) باتفاق قانوني مُلزم ينظم عمليات «ملء وتشغيل السد».

وحسب أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، عباس شراقي، فإن مصر قطعت شوطاً كبيراً في ملف تحلية مياه البحر خلال السنوات الخمس الماضية، مما أسهم في مضاعفة الكميات المنتجة لنحو 10 أضعاف.

وأشار إلى أن «مصر كان يوجد بها نحو 60 محطة لتحلية المياه، لكن إنتاجها كان متواضعاً بنحو 100 ألف متر مكعب في اليوم، والآن بعد إنشاء كثير من المحطات عالية القدرة الإنتاجية، أصبح الإنتاج اليومي يصل إلى نحو مليون و200 ألف متر مكعب». لكنه أوضح أن هذا الملف «لا يزال محل عناية وخطط مستقبلية قيد التنفيذ».

مصطفى مدبولي خلال متابعته في وقت سابق ملف تحلية مياه البحر (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال متابعته في وقت سابق ملف تحلية مياه البحر (مجلس الوزراء المصري)

وتضع مصر استراتيجية لتحلية مياه البحر تتضمن «5 خطط خمسية» خلال الفترة من 2025 إلى 2050 حسب وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، الذي قال أخيراً، إن «الخطة الأولى تبدأ من 2025 حتى 2030 وتشتمل على 23 مشروعاً بإجمالي إنتاج يبلغ 2.655 مليون متر مكعب يومياً».

ورغم الطفرة الكبيرة التي تحققت في ملف تحلية مياه البحر، فإن شراقي يرى انفصالاً بين هذا الملف و«العجز المائي»، على اعتبار أن «مياه التحلية تكلفتها عالية نسبياً، حيث تبلغ نحو دولار للمتر المكعب الواحد (الدولار يساوي 50.5 جنيه في البنوك المصرية)، كما أنها توظف بشكل أساسي إما في الشرب في المدن الساحلية أو في المشاريع الاستثمارية، بينما يتمثل العجز المائي في مصر بالأساس في توفير مياه للزراعة».

ودشَّنت مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 محطة «العين السخنة» التي تعد «الكبرى على مستوى العالم»، حسب «الهيئة العامة للاستعلامات». وتعمل على «تنقية 136 ألف متر مكعب يومياً لصالح المنطقة الاستثمارية والمنطقة الصناعية شمال غربي خليج السويس».

وأضاف شراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «تكلفة مياه البحر المحلاة تظل ذات جدوى اقتصادية كبيرة عند توجيهها للشرب في المدن الساحلية التي تشهد امتدادات عمرانية وصناعية وسياحية، وتستطيع العوائد الكبيرة للسياحة أو الصناعة تغطية تكلفتها، لكن عند توجيهها للزراعة فإنها تفقد جدواها الاقتصادية؛ إذ تعد تكلفتها أعلى من المحاصيل التي ستُزرع بها». وأشار إلى أن «العجز المائي» يتم تعويضه من خلال عدة سبل من بينها «تحلية مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها مرة أخرى في الري، واستنباط سلالات جديدة من المحاصيل التي لا تحتاج إلى كميات مياه كبيرة».

مصر تعتمد بشكل رئيسي على مياه النيل في تلبية احتياجاتها (أرشيفية - مجلس الوزراء المصري)
مصر تعتمد بشكل رئيسي على مياه النيل في تلبية احتياجاتها (أرشيفية - مجلس الوزراء المصري)

لكنَّ خبير المياه الدولي، ضياء الدين القوصي، يرى أن ثمة وسائل يمكن من خلالها الاستفادة من المياه المحلاة، بحيث تصبح إضافة إلى مياه النيل، ومن ثم استخدامها في الزراعة، وتقليص العجز المائي.

وتقدَّر حصة مصر في مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها بنحو 97 في المائة في استخدامات الشرب والزراعة.

ووفق القوصي، فإن أولى هذه المزايا «وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مصر»، مشيراً إلى أن إنشاء محطات لـ«تحلية هذه المياه بالطاقة المتجددة، يُمكن أن يخفض تكلفة الإنتاج، ومن ثم تعظيم الاستفادة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الميزة الأخرى لمصر، هي امتلاكها نحو 3 آلاف كيلومتر شواطئ، بين البحر المتوسط والأحمر والعقبة والسويس، مقترحاً أن تتم الاستفادة منها في شكل إنشاء محطات صغيرة تفي بأغراض التجمعات السكنية في هذه المناطق، مما يوفر مصروفات نقل المياه إلى المدن الساحلية.